مواضيع اليوم

الشيعة والشروﮒ

عبدالأمير جاووش

2011-11-22 15:09:44

0

 

الشيعة والشروﮒ

 

 

لم يأبه الشيعة لخسارة العثمانيين بعد المشروطية والاستبداد , ولم يفرحوا بمقدم الانكليز وفي ركابهم دولة العرب الهاشمية , ولكنهم لم يكونوا بعيدين عن آلام الشعب الفلسطيني المسلم ولم يألوا جهدا في مساندة القضية الفلسطينية , رغم ما أريد من اضفاء الصبغة القومية عليها والداعية إلى إقامة الوحدة الوحدة العربية على أسس علمانية وميول طائفية .
في 20 كانون الثاني 1941 بعث مفتي فلسطين الأكبر محمد أمين الحسيني برسالة شخصية الى هتلر , جاء فيها : أما في العراق , فأن انكلترا بسياستها التقليدية (( فرق تسد )) ابتكرت خطة لتوطين عدة ملايين من الهندوس , يجلبون من الهند البريطانية جنبا إلى جنب مع السكان العرب الأصليين !؟ . أحبطت الخطة بواسطة ثورة دموية ( يقصد ثورة العشرين ) وهكذا اضطرت انكلترا إلى الاستسلام للأمر الواقع ؟! وكرست اهتمامها في الاستغلال الفوري لنفط العراق !! وبأيجاز فان الملك فيصل وافق على العيش بسلام . وعلى الرغم من معارضة الشعب العراقي , فأنه وقع معاهدة مع انكلترا , فأبتاع الاستقلال النسبي بثمن امتيازات النفط !! ؟ ... ان قضية فلسطين قد وحدت جميع الأقطار العربية في كراهية مشتركة للانكليز واليهود , واذا كان وجود عدو مشترك تمهيدا لتشكيل وحدة قومية , فان بمقدور المرء القول ان مشكلة فلسطين قد عجلت في هذه الوحدة .
فكان من مقترحات فورمان التي وجهها الى وزير الخارجية الالماني , عن المسألة العربية , وبهدف الحاق الهزيمة ببريطانيا هو توسيع الدعاية ودراسة امكانية اصدار بيان سياسي يؤيد اتحاد عربيا اكبر للأخذ برغبات العرب الكاملة . كما يجب ابقاء روح المقاومة حية في العراق .
والمفهوم منه ادخال مصر التي هي تحت الانتداب البريطاني في معمعة الوحدة لكبرى , وايضا احياء روح التفرقة في العراق واشعال الكراهية تجاه الجنوب العراقي منطقة النفط .
لقد وصل الى العراق حوالي ثلاثة الاف هندي , عاد اكثرهم الى الهند , والقلة التي استوطنت في الجنوب تكاد لا تذكر , بحث ذابت في المجتمع القبلي الموجود . ولكن العداء القومي العربي تجاوز اولئك حتى ينال من الفكر الشيعي واهله ( بوصفهم انهم شروك هنود واليوم يتهمون الشيعة انهم فرس ) ربما لأن المرجعية الدينية الشيعية لا تتناغم مع المد القومي ومن يرعاه ومن يمده من الخارج , لذلك كان الشيعة في العراق متهمين بالشعوبية والشيوعية والفارسية . لا بسبب الاراء الاجتهادية كما يصفهم القوميون , فان اتجاه العروبية عند الخليفة الثاني رض كان بسبب ان العرب اكثرهم دخل الى الاسلام طوعا على عكس اهل البلاد المفتوحة عنوة , ولكن بعد فترة من الزمن صار الموالي ائمة المذاهب الإسلامية ورجالها . ولكن هذه النعرة هي من صنع اشراف مكة وحزبهم القومي وبالذات الملك فيصل الأول .
درس فيصل في المدرسة الحربية في القسطنطينية . وفي سنة 1915 انضم الى جمعية (( العربية الفتاة )) التي تضم زعماء قوميين في الشام والعراق ومن بينهم ضباط كبار من العرب في الجيش العثماني ( بعضهم من الدونمه ) للعمل الى جانب تركيا لكي تقاوم التدخل الاجنبي . وبعدها اجتمع فيصل مع بعض اعضاء جمعية العهد ( كان لنوري السعيد العميل المتهم بالماسونية ودوره المتميز في تأسيسها ونشاطها وفي الثورة العربية واحداثها ) وهي المنظمة الاسرية التي تضم ضباطا عربا ابدوا تحفظهم حول التعاون مع الاوربيين ثم اتفق اعضاء الجمعيتان على ميثاق يتضمن الشروط التي يطالب بتحقيقها الزعماء العرب لكي يؤازروا بريطانيا ضد تركيا . وهكذا حمل فيصل الميثاق الى والده الشريف حسين ليستوضح منه موقف الحكومة البريطانية من تلك الشروط .
كان نص الميثاق يحدد العراق وبلاد الشام والجزيرة بأستثناء عدن على انها الدولة العربية التي يراد استقلالها , وذلك مقابل معاهدة دفاعية مع بريطانيا وهذه الدولة العربية ... وايضا تقديم بريطانيا وتفضيلها على غيرها في المشروعات الاقتصادية .
ضمن الشريف حسين تلك النصوص في مرسلاته مع مكماهون , ولكنه اضاف عليها , ان تعترف به بريطانيا بان العرب قد بايعوه كخليفة للعرب والمسلمين .
بعد ذلك وفي 1916 اصبح لورنس ضابط اتصال مع قوات الامير فيصل , القائد العسكري لقوات ثورة الحجاز . وكتب لورنس تقريرا بعنوان (( سياسة مكة )) ان نشاط الشريف حسين يبدوا مفيدا لنا , لأنه ينسجم مع اهدافنا المباشرة , وهي تفكيك الرابطة الاسلامية !! وهزيمة الامبراطورية العثمانية وتمزيقها .
عند لقاء لورنس مع سليمان فيضي 7 نيسان 1916 , قال لورنس عن مسألة استقلال العرب : اما اذا قبعوا في دورهم , املين ان تمنحهم بريطانيا الاستقلال بعد نصرها , فذلك امر غير مقبول , خاصة وان بريطانيا مسؤولة امام حلفائها عن تصرفاتها تجاه الشعوب الخاضعة للحكم العثماني . واذن فلا بد من الثورة لتنال البلاد العربية استقلالها . ولكن لم يجد لورنس من يتحالف معه العراق .
اما في بلاد الشام قاد فيصل الجيش الجيش العربي ليحرر دمشق ويعلن الدولة العربية فيها , ولكن تطبيق معاهدة سايكس بيكو وقرارات مؤتمر سان ريمو وتخلي البريطانيين لصالح الفرنسيين الذين عزلوه عن الحكم بالقوة حين لم يخضع لهم , ولكنه تولى العراق كتعويض من قبل بريطانيا . ورغم ذلك كان يثور الى حد تحريضه الاهالي على الثورة ضد الانكليز عندما يكون الموقف مساعدا على ذلك , وكان يلين عندما يشتد الموقف الى درجة يبدو انه ضعيف جدا . وذلك لأعتقاده ان الانكليز قد خذلوه حينما لم يحققوا له الدولة العربيه الهاشمية .
بينما يرى الانكليز ان العراق لم يشارك في الثورة , وايضا فأن اتفاقية فيصل – وايزمن – لورنس 1919 التي وقعت من قبل الامير فيصل ممثلا ونائبا عن المملكة العربية في الحجاز , والدكتور حاييم وايزمن ممثلا ونائبا عن الالمنظمة الصهيونية , تستثني فلسطين من دولة العرب استقلالا وليس كحكم ذاتي , لأن المعاهدة تعترف ب وايزمان ك ند للأمير .
استمرت النقمة على الانكليز مع الملك غازي بن فيصل , حيث قدم هتلر هدية للملك غازي , وهي سيارة مرسيدس ومسدس , كما اقام وزير المانيا المفوض في العراق 1936 بأستيراد اجهزة لمحطة اذاعية كاملة مع خبراء قاموا بتنصيبها في قصر الزهور . واستمر النشاط السياسي الخفي للملك غازي ضد الانكليز حتى تأييد ثورة بكر صدقي .
وفي خطاب نور السعيد 4 كانون الثاني 1939 , قال حول السياسة الخارجية , نصا على السعي لتوسيع نطاق الحلف العربي ( المعاهدة التي وقعت في نيسان 1936 بين العراق والسعودية ) بتقوية الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية , والعمل على تحقيق استقلال الاقطار العربية المجاورة الأخرى وفق اماني اهاليها , والاهتمام بصلات الصداقة مع بريطانيا العظمى !؟؟
ولكن في 27 آذار 1939 بعث الملك عبد العزيز رسالة شديدة اللهجة الى نوري السعيد عبر فيها عن تأثره من تحركات العراق الفردية تجاه القضية الفلسطينية . وكان رد نوري السعيد على الرسالة ان العراق لا يستغل القضية الفلسطينية والوحدة العربية لصالحه , كما يظن ابن سعود .
وفي نفس الوقت حاول نوري السعيد النيل استغلال موضوع المذكرة للنيل من السعوديين لدى الضباط القوميين واعضاء الوفود العربية الذين اشتركوا في حفل تأبيين الملك غازي .
ومن الجدير بالملاحظة انه في السنة نفسها , وعند بوادر الحرب العالمية الثانية , اصر نور السعيد على ان يسافر الوزير الالماني المفوض ( غروبا ) عن طريق الاراضي السورية . فقد كان يخشى ان يستغل ( غروبا ) مروره بالسعودية , كما تؤكد التقارير البريطانية الخاصة , كما ان نوري السعيد كان يخشى السعودية اكثر من غيرها بسبب وجود نشاطات معادية للهاشميين ممولة من قبل آل سعود .
وكما يقول المثل الشعبي ( العظة بالجلال )




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !