تركنا التاريخ ولم نعد نتذكر أن الإنسان مهما كانت نيته ومقصده حسنًا لا بد من الاستماع لنصح الناصحين ، فلو أن الحسين رضى الله عنه استمع لنصح أقربائه الذين حذروه من مغبة الإنصات للمتهورين من الشيعة لما حدث ما حدث ، ولو أنه استمع لنصح الناصحين الذين نصحوه بأن الضرر المرتقب من خروجه قد يكون أكبر من النفع الذى يرتجيه لما حدث ما حدث
وهؤلاء كانوا كثيرين نذكر منهم أخاه محمد بن الحنفية الذى قال له : يا أخى أنت أحب الناس إلى ، وأعزهم على ، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك ، تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك ، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك ، إنى أخاف أن تدخل مصرًا من هذه الأمصار وتأتى جماعة من الناس فيختلفون بينهم ، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون ، فتكون لأول الأسنة ، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسًا وأبًا وأمًا أضيعها دمًا وأذلها أهلا . ..
نعم لقد تركنا التاريخ ولم نعد نتذكر أن المتشيعة الذين حضوا الحسين على الخروج ثم تخلوا عنه ليلقى مصيره المؤلم والمفجع هم الذين ما زالوا يتباكون على مقتله حتى الآن ، وهم لا يبكون على مقتله حزنًا عليه ولا حبًا فيه وإنما فقط ليثيروا حمية العوام من الناس ويستعطفوهم ضد أهل السنة بزعم أنهم شركاء فى قتله ، ومثل هؤلاء ليس فى قلبهم ذرة من حب لا للحسين رضى الله عنه ، ولا لأحد من أهل بيته الشرفاء ، إنهم فقط يتاجرون بدمائهم ، ولو كانوا يحبون الحسين لثاروا على من بدل وغير حكم الله ، ولو كانوا يحبون الحسين ما رضوا لسادتهم أن يتحالفوا مع الأمريكان فى خراب أوطانهم بعد احتلالها ، ولو كانوا يحبون الحسين ما تعاونوا مع الموساد اليهودى لقتل المئات من خيار العلماء الذين تخصصوا فى مجال العلوم التجريبية ( أى ليسوا علماء دين فيتذرعوا بمخالفتهم لهم).
إنهم فقط يتاجرون بدماء الحسين يوم عاشوراء ، ولو كانوا يحبون الحسين وآل بيته لما رضوا أن يولوا غيرهم بعد أن مكن لهم فى الأرض ، وصارت لهم دولة فى إيران ودولة فى العراق ، ولا يوجد على الإطلاق رجل واحد من آل البيت ضمن حكومة إيران الحالية ، ولا يوجد وزير واحد من آل البيت ضمن حكومة العراق الشيعية الآن ، حتى العلماء ، وحتى ولاة الفقيه لم أسمع أن مرجعًا منهم ينتسب إلى الحسين رضى الله عنه .
وأخيرًا أقول للقائمين على الأمر : لا تتركوا التاريخ وتذكروا أن السعى لإرضاء المنحرفة من المتشيعة وغيرهم ، ومجاراتهم فى باطلهم ، وذهاب بعضكم لمشاركتهم البدع فى سرادقهم يوم عاشوراء ، لن يجعلهم يرضوا عنكم ، بل سيظل كيدهم فى صدورهم مهما فرطتم فى تعاليم ربكم
مدير موقع التاريخ الإلكترونى
د. أحمد عبد الحميد عبد الحق
التعليقات (0)