الشيعة بين خسران الناصر وكسب الاعداء
من أهم ما يميز الاسلام عموما انه دين رحمة وهداية للبشرية, ووجد هذا الدين لكي يخرج الناس من الظلمات الى النور, وعلى هذا الاساس تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته سلام الله عليهم مع كل البشرية, فكان ديدنهم هو النصح والارشاد والتوجيه والهداية لكي يخرجوا الناس من تلك المنزلقات التي وضعها امامهم الشيطان, وهذا الامر "هداية البشرية" اصبح واجبا على كل من يقول ويدعي انه يسير على نهج أهل البيت والرسول الكريم عليهم جميعا سلام الله, لكي يكونوا حملة لذلك الدين القيم.
لكن ما نلاحظه وللاسف الشديد ان عنوان "هداية البشرية" اصبح مجرد شعار ولم يعمل به الا القليل القليل ممن وفوا الرعاية بأهل البيت والخط الرسالي المحمدي الاصيل, لكن البقية وخصوصا المتصدين لقيادة الامة في وادٍ ونهج هداية البشرية في وادٍ أخر, وبما ان الشيعة يعتقدون انهم يمثلون الخط الحقيقي والنهج القويم لأهل البيت وجدهم الكريم, لكننا نلاحظ ان افعال اغلب قادتهم "المراجع" وتصرفاتهم وسلوكياتهم خلاف ذلك الادعاء, لان سيرة أهل البيت سلام الله عليهم من الرسول الكريم الى اخر معصوم من الائمة الاثني عشر سلام الله عليهم جميعا لم ينفروا الناس من حولهم, بل انهم استخدموا دماثة الأخلاق, ولين العريكة, وطيبة القلب, وحسن الخطاب, والمجادلة بالحسنى حتى مع ألد أعدائهم مما أثر في الكثير من اعدائهم وجعلهم يتحولون من العداء الى الموالاة, والمطلع على سيرة أهل البيت يجد الكثير من الشواهد على ذلك.
بينما الان وخصوصا في زمننا الحاضر نجد ان من يدعي المولاة ويحمل عنوان التشيع الامامي الاثني عشري - كذبا وافتراءا – وصفة التشيع والسير على نهج أهل البيت قد استخدم اساليب جعلت الصديق يفر من التشيع ومذهب التشيع قبل العدو!! اذ يستخدمون السب الفاحش حتى بعرض الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نقاشهم وحواراتهم مع الاطراف الاخرى من المذاهب الاسلامية!! فهل هذه هي الطريقة المثلى لهادية الناس في نظر مثل هؤلاء النفر الضال؟!.
فانهم لم يسخدموا الاسلوب العلمي الأخلاقي الشرعي في أي طرح لديهم حتى أصبح بغض أهل البيت سلام الله عليهم والعداء لهم امر طبيعي بسبب اصحاب السب الفاحش المتجردين من الخلق والاخلاق المحمدية الرسالية الالهية, حتى اصبح الاسلام وخصوصا في هذا الزمن دين الفتنة والطائفية والشقاق في ما بين مكوناته ومذاهبه, تصوروا اخوتي القراء لو كان الاسلوب المعتمد في الحوارات والنقاشات هو الاسلوب العلمي الاخلاقي الشرعي, اسلوب اهل البيت سلام الله عليهم في النقاشات والمناظرات والحوارات تصوروا ماذا سيحصل؟ هل تكون هناك حجة وذريعة لبقية المذاهب بالتكفير والقتل ؟! هل تكون هناك طائفية وشرذمة وشقاق وتمزيق؟ أم يوجد توحد بين صفوف المسلمين ولحمة وتماسك واحترام متبادل في ما بين المذاهب؟.
وهذا الاسلوب الخاطئ هو الذي جعل الناس تفر من مذهب التشيع مذهب الحق الذي شوه صورته أصحاب السب الفاحش من مرجعيات المنكر والفسق والفجور جعلت الشيعة يخسرون الصديق, ويخسرون الناصر, وتكثر اعدائهم, حتى وان كانت مرجعية الفسق والفجور مرجعية مرفوضة عند الشيعة أنفسهم لكنها تملك ما تملك من وسائل الاعلام التي جعلتهم يتسلطون ويتسيدون على الاعلام الشيعي ويستخدمون منهجهم واسلوبهم الفاحش البذيء, فخسرنا ما خسرنا بسبب هؤلاء المدعين الكاذبين المفترين على الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين عليهم سلام الله أجمعين.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثالثة عشر ...{ ... أن نفور أهل السُّنة وخصوصا المناطق الغربية والشمالية من مذهب التشيع الحقيقي الاثني عشري بسبب الافعال والاعمال والمواقف الطائفية المشينة, أن الفعل والسلوك نفرهم من منهج اهل البيت "عليهم السلام"من يدافع عن خالد بن الوليد، من يدافع عن صلاح الدين، من يدافع عن قادة وزعماء، من يدافع عن صدام، من يقاتل ويستقتل من اجل الطغاة، لأنه يعتقد بأن نصرة المذهب عندهم، نصرة الاسلام بهم, هؤلاء المدافعين لو آمنوا بنصرة الاسلام منعقدة بنصرة اهل البيت "عليهم السلام" لكانوا مشروع شهادة، هل تتصور هذا لو اعتقد وتيقن وصدق وآمن بأن الاسلام ينعقد بنصرة اهل البيت، كيف سيستقتل عن اهل البيت، كيف سيدافع عن اهل البيت كيف سيكون مشروع للشهادة في طريق اهل البيت "سلام الله عليهم, لكننا نحن من نفرنا هؤلاء نحن من خسرنا هؤلاء، كما الان نحن من خسرنا الغربية نحن من خسرنا ابناءنا واعزاءنا من المناطق الغربية والشمالية بأفعالنا بأعمالنا بمواقفنا، قال الامام "حببونا ولا تبغضونا"، نحن من جعلنا الاخرين يبغضون اهل البيت إذا لم يكن بالكلام انما بالفعل والسلوك ...}.
وهذا هو واقع الحال للاسف الشديد تجرد الكثير الكثير ممن يحمل عنوان المولاة لأهل البيت من خلق أهل البيت عليهم السلام في الحوار والنقاش والسلوك والافعال والاقوال, حتى صار بغض أهل البيت أمر شائع, فخسر الشيعة بسبب هؤلاء من سوف ينتصر للاسلام ولاهل البيت وللرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, وكسبوا أعداء كثر.
https://www.youtube.com/watch?v=TGJq0iB1JVo
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)