علمتنا الاديان السمائيه أن الشيطان هو العدو الأول للانسان ومنذ أن خلق الله الانسان ولا عمل للشيطان سوي غوايه وافساد خليقه الله أي أدم ونسله وأول مثال علي ذلك هو طرد أدم وحواء من الجنه ثم قتل ابن أدم لأخيه .. والي أن تقوم الساعه لا هم ولا عمل للشيطان الا بني أدم …
وموضوع سكني الشيطان لجسد بني أدم لهو من المواضيع التي يوجد شبه اجماع عليها وهناك الكثير من البشر الذين يتخذ الشيطان أجسامهم سكني مثاليه له ..
ولكن أين يسكن الشيطان بالتحديد في جسد بني ادم ؟
تعددت الأراء في هذا الأمر وقد يبدوا سؤالا صعب علي الافهام ولكن بقليل من الوعي نستطيع أن نستخلص أن انسب مكان لسكني الشيطان هو فكر الانسان لأن الفكر هو المهيمن علي السلوك والتصرفات الانسانيه فلا يوجد فعل سلوكي بدون فكر …
فمثلا ان اراد أن يسرق فهو يفكر كيف وأين ومن ويضع المخطط ثم يتحرك للفعل .. وقس علي ذلك كل شيئ من الأفعال الاراديه …
ولكن الشيطان ربما يسكن فكري وفكرك فتكون المحصله أفراد قلائل ولكن ان أراد الشيطان محصله كبيره من الافراد فهو ينتقي فكر أفراد في موقع القياده أو الرياده ويصنع منهم فقاعات ضخمه تستطيع أن تضل الالاف وربما الملايين أو أن تلقي بهم في التهلكه وكما نقول "يصطاد العصافير كلها بحجره واحده" والتاريخ مليئ بالأمثله التي لا حصر لها قديما وحديثا ولن تتوقف عن التكرار حتي تقوم الساعه …
وقد سيطر الشيطان علي فكر الكثير من البشر فانكروا وجود الاله "الغير مرئي" وتخيروا أو صنعوا الهه مرئيه أو ادعوا الالوهيه أو النبوه وشنوا الحروب باسم الالهه وباسم الاديان .. لتكون المحصله هي أن يقتل الانسان أخيه الانسان باسم الالهه أو بأمر منها فيصبح القتل قتل مقدس لا غبار عليه …
الملايين بطول التاريخ قبل الأديان وبعد الأديان سحقتهم رحي الحروب الضروس والتي كانت في مجملها باسم الالهه وبأمر منها ولنصره الاديان علي سواها ...
وسوف نسترشد بمثالين أحدهم من القديم الغابر والأخر من الحديث المعاصر ...
ومثالنا القديم هو الاسكندر الاعظم أو الاسكندر المقدوني ابن الملك فيليب والملكه أوليمبيا شاب حديث السن يافع تلقي التعليم العسكري منذ نعومه أظفاره والتحق بالجيش وهو يعد حدث ثم تولي قياده الجيش وهو شاب حديث السن في حروب داخل القاره الاوروبيه أي في الأجوار ولكن الشيطان سكن فكر أمه أوليمبيا فتولدت فكره أن ابنها الاسكندر ليس ابن أبيه وانما ابن الالهه التي عاشرتها فأنجبت الاسكندر .. بل وتأمرت علي زوجها الملك فيليب لقتله واعتلاء الاسكندر الملك ليصبح "الملك ابن الالهه" .. وبهذه الفكره الشيطانيه غزا الاسكندر العالم كله ولم تستطيع مملكه الصمود أمام جحافله ووقفت الالهه خلفه تؤازره ليبقي ملكه هو الملك الأوحد في العالم كله وراح في سبيل ذلك خلق عظيم التهمتهم الحروب التي خاضها …
مجرد أن سكن الشيطان فكر أوليمبيا حتي خرجت الفكره التي تسببت في دمار ممالك كثيره وفناء أمم كثيره وموت خلق كثير باسم الالهه .. كم هي جباره أفكار الشيطان …
ومثالنا الثاني من العصر الحديث هو كارل ماركس الذي وقف يوما وصرح بمقولته الشهيره "الدين أفيون الشعوب" لتكون نواه لنشر كل أفكاره في مشرق الأرض ومغربها عندما سكن الشيطان فكره ولم يكن يخطر بباله يوما أو حتي يحلم بأن هذه الفكره الشيطانيه سوف يتلقفها الملايين من البشر من الطبقات الكادحه والذين يئسوا من الظلم وخاصه المرتبط بالدين بل وتبنتها جماعات وعصابات وقامت بثورات وانقلابات ومات في سبيلها ملايين من البشر حول العالم وانقسم العالم بسببها الي قسمين "شيوعيه اشتراكيه" و"امبرياليه رأسماليه" ودارت رحي الحروب السريه والعلنيه والمخابراتيه قرابه القرن من الزمان في كل مكان علي سطح البسيطه بسببها .. كم هي جباره أفكار الشيطان …
والأفكار التي تخرج من عقول البشر عندما يسكنها الشيطان لم تتوقف منذ بدء الخليقه ولن تتوقف الا بانتهاء الحياه علي سطح الارض أو بمعني أدق قيامه القيامه ولكن فلنبقي مترقبين ما الذي تخبئه لنا قادم الأيام وأي عقول لبشر الأن حبلي من الشيطان تنتظر المخاض في قادم الايام ليتفاجأ العالم بما لم يكن في الحسبان من فكر لتعود الدوائر وتدور دورتها ثانيه وتطحن الرحي الاف الاجساد وتزهق الاف الارواح تحت أي زريعه ولكن الحقيقه التي نتجاهلها تكمن في أن الشيطان قد سكن فكر أحدهم …
مجدي المصري
التعليقات (0)