كثيرا ما نجد في حياتنا أشخاصا ، خلقهم الله بشرا ، لكنهم يأبون أن يكونوا من خلق الله سبحانه ..
فلاذوا بالشيطان ، يتمثلونه ويتجسدون فيه ، في كل مََكره ودسائسه ووسوسته ، حتى تفوقوا عليه ، وصاروا أشد منه مكرا ، وخبثا ، وخبائث ، فاستحقوا بذلك لعنة الله عليهم ، لعنة أبدية لا تحول ولا تزول ..
فقد أعطاهم الله العقل ، لكنهم لا يُعملونه إلا في الشر والجريمة والإرهاب المنظم ، الذي لا يخجلون منه ولا يستحون ..
وأعطاهم المال ، لكنهم يستخدمونه سلاحا في جرائمهم ، وفي استجلاب العار والخزي لأنفسهم ..
وأعطاهم القوة ، لكنهم يستخدمونها في العدوان والتدمير والتفجير ، والاغتيال ..
وأعطاهم المشاعر الإنسانية ، فاستخدموها في إلهاب العباد بسياط الكراهية والاستعباد ، والخيلاء ..
وأعطاهم القلب ، لكنهم جعلوه حجرا أصمَّ بظلمهم وجبروتهم ، وقتلهم النفس التي حرّم الله قتلها ، إلا بالحق .. وهم يتنكرون له ، ويجحدونه ..
وأعطاهم البصر ، لكنهم يتعامون عن الحق والخير ، ويستخدمونه وسيلة تجسس قذرة ، فلا يرون فيه إلا نجاساتهم ..
وأعطاهم البصيرة ، لكنهم لا يبصرون بها ولا يعقلون ..
وأعطاهم السمع ، فيسمعون ولا يدركون ولا يعون ، ولا يأخذون إلا لهو الكلام ..
وأعطاهم اليدين ، فكسروا بها عظام الأطفال ، وجماجمهم ..
وأعطاهم السّبّابة ، فوضعوها فوق الزناد ، يَقتلون ، ويَقتلون ، ويَقتلون ..
وأعطاهم الساقين ، فصاروا كالذي (( إن تحملْ عليه يلهث وإن تتركه يلهث )) ..
وأعطاهم اللسان ، لكنهم لا ينطقون به إلا كفرا وكذبا وغشا ومكرا وخديعة وتضليلا .. حتى اختنقوا بزفيرها .. ونطقوا به الرذيلة والأراجيف التي يقولها المجرم عن نفسه " خذوني " ..
وأعطاهم الغريزة ، لكنهم وظفوها للضغينة والانتقام والحقد والبغضاء .. فوسّعوا دائرتها حتى لوّثوا العالم بنتنهم ..
وأعطاهم دما ، فقتلوا بدم بارد ، أطفالا ، وشيوخا ، ونساء ، وأسرى .. وانتهكوا حرماتٍ ومقدساتٍ للمسلمين وللمسيحيين ..
وأعطاهم نعمة الحياة ، لكنهم سخروها في الاستعلاء والعنجهية والاستئثار بمنطق القوة الأجوف .. فباتوا (( أضلّ سبيلا )) ..
واحتلوا أرضا جعلوها سجنا لهم ، داخل سور عنصري بغيض ، وأسروا فيها أكثر من أحد عشر ألف أسير ، وقتلوا رئيس وزرائهم ، واغتالوا الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي .. وغيرهما كثير جدا .. واعتقلوا الوزراء والنواب .. ولم يبق إلا أن يتهموا حزب الله بذلك ..
وأعطاهم الكتاب ، فحرّفوه وزوّروه ، حتى مسخهم الله ، وجعل أحجار الأرض وأشجارها وحيواناتها تستغيث من ظلمهم وإجرامهم ..
وأعطاهم .. وأعطاهم .. وأعطاهم ..
لكن (( وما ظلمناهم )) ..
إن الله سبحانه ، (( يمهل ولا يهمل )) ..
الإثنين ـ 13/12/2010
التعليقات (0)