مواضيع اليوم

الشيخ يقول وانا اُطيع

Riyad .

2023-08-17 08:48:59

0

 الشيخ يقول وانا اُطيع

لكل شخص شيخه الذي يتلقى منه العلم الشرعي، فهو مطيع ويؤمن بصحة آراء ذلك الشيخ الذي لم ولن يخرج من دائرة "أهل الحديث والأثر" ، اتباع السلف الصالح طريقة تتوارثها الأجيال والخروج من تلك الدائرة يعني الخروج من الدين بالكلية عند البعض، في التاريخ الإسلامي ظهرت جماعة المتكلمين "أهل الكلام، والمعتزلة، والأشاعرة الخ" كل جماعة لها ظروفها التاريخية التي نشأت بسببها ولها طريقة تعاطيها مع الدين الذي يشتمل على أحكام قطعية وأخرى بحاجة لبحث ودراسة واستنباط ومراعاة لظروف الزمان والمكان، هناك اختلاف فقهي وخلافات أكثر حده حول بعض القضايا ويعود ذلك إلى جملة من الأسباب لعل من أهمها انتشار الجهل و التبعية العمياء وجمود البحث وتوقف الاجتهاد الحقيقي منذ القرن الرابع الهجري..
الدين أنواع فهناك الدين الرسمي، والدين الشعبي والذي يسميه البعض بالتدين الشعبي. 
طاعة الشيخ تعني عملياً وضع العقل جانباً فأي شيخ مهما بلغ علمه مجرد ناقل لما سبقه من الفقهاء أو صاحب رأي ليس بالضرورة أن يكون صواباً فالفتوى خطاب ثقافي غير مُلزم ولا مُقدس.
كثيرُ ممن اطاع الشيخ وصل لمرحلة فكرية خطيرة فإما متطرف أو ممُيع وهذه الإشكالية الكبرى التي يعاني منها المجتمع الإسلامي.. 
طاعة الشيخ ليست طاعة لله بل طاعةُ عمياء، الطاعة الحقيقية هي طاعة العقل والمنطق بعد البحث والتنقيب، الدين واضح لا يحتاج للكثير من المشايخ المستوردين من الخارج أو المتواجدين بالداخل، لو تأملت في الفقه لوجدت الكثير من المؤلفات في الطهارة واحكامها على السبيل المثال لا الحصر وقس على ذلك الحديث الشريف والسنة النبوية وتفسير القرآن الكريم، جميع المؤلفات اجتهادات شخصية ونتيجة طبيعية للقراءة والاستطلاع المعرفي، أيضاً هناك المناظرات التي هي محاولة بائسة لتمرير أفكار معينة والقضاء على الرأي الأخر بطريقةِ تسمى علمية ... 
 في القرآن الكريم ذُكرت المحرمات فلا يحتاج الإنسان للكثير من البحث كل ماعليه قراءة القرآن بتدبر وتمعن وتأمل، أما العلاقات الإنسانية والمعاملات المالية والسلوك الشخصي والجماعي فقد ضبطه القرآن الكريم أيضاً ولم يترك لأي شخص حق الابتكار أو التفسير المبني على خلفية ثقافية أو اجتماعية معينة... 
لنأخذ مثال بسيط يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه "القرآن حمال أوجه" بمعنى أنه يحتمل أكثر من معنى دون إمكانية تغليب معنى على اخر، على الرغم من وجود بعض الآراء التي تقول بعدم صحة نسبة تلك المقولة لعلي وعدم صحة القصة التي وردت فيها إلا أنها "القرآن حمال أوجه" من ناحية ثقافية وفكرية تعد صحيحه فالاختلاف بين العلماء وعلى مر العصور كان بسبب فهم كل واحد منهم للنص القرآني بطريقته التي لا تنفك عن البيئة المحيطة به بتفاصيلها الدقيقة.. ..
في ظني واعتقادي لا نحتاج لشيخ يُتبع بل لعقلِ يستطيع التفكير خارج الصندوق ولا نحتاج لتعميم فكرة معينة أو طريقة معينة بل إلى وسيلة علمية تضع كل فرد أمام مسؤولياته الأخلاقية فالدين أخلاق ومعاملات وليس شعاراتِ تُقال.. 
Riyadzahriny@ 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات