قال الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد و آثار الاستعباد " لا يخشى المستبد من العلوم الدّينية و المتعلّقة بالميعاد المختصة ما بين الإنسان وربه ، ـ لاعتقاده أنّها لا ترفع غباوة حتى إذا ضاع عمرهم امتلأت أدمغتهم و أخذ منهم الغرور ما أخذ؛ فيستأنس المستبد إليهم كما يؤمن شر السّكران إذا ثمل . و ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النّظرية و الفلسفة العقليّة و حقوق الأمم و طبائع الاجتماع و السّياسة، و كلّ العلوم التي تكبر النّفوس و توسع العقول... ."
لقد استأنس المستبد فعلا إلى الذين نعتوا زورا و بهتانا بعلماء الدين لكونهم سخروا كل مجهوداهم للحديث عن السواك و نصف الساق ..... أما إذا تحدثوا في أمور من الوزن الثقيل فتراهم لا يتحدثون إلا مداهنة للسلطان ولو اقتضى ذلك الإضرار بالأمة و بالإسلام. و هذا ما فعله مفتي السعودية آل الشيخ الذي وزع صكوك التكفير على الشعوب الثائرة ضد الاستبداد و المقصود بهذه الصكوك ليس فقط الشعب التونسي و المصري بل أيضا الشعوب العربية المرشحة للالتحاق بسجل الثوار ضد الطغيان.
مفتي السعودية الذي رمى الشعوب بالعداء للإسلام و الولاء لأعداء الإسلام حيث نسب الاحتجاجات و الثورات الشعبية إلى كونها مدبرة من طرف أعداء الإسلام و السؤال المطروح متى كان هذا المفتي و جحافل شيوخ آل سعود من حماة الإسلام إلا فيما يتفق مع مصالحهم و مصالح السلاطين.
مفتي السعودية لم يستسغ ثورة الشعب التونسي الذي ثار ضد بن علي الذي اضطهد الإسلام أشد الاضطهاد و اليوم يتحجج الشيخ بأن الاحتجاجات مدبرة من طرف الكفرة أعداء الإسلام فهل يجرؤ الشيخ أن يحدد لنا من هم أعداء الإسلام هؤلاء ؟.
هل هي مدبرة من طرف الصهاينة و أنا لا اعتقد بان شنودة آل الشيخ يقصد هؤلاء لما لهم من فضل كبير لاعتلاء آل سعود للحكم و توريثه هذه البدعة التي تعتبر شر البدع حيث يعتبرون الحاكم بمثابة مقدس لا يجب الخروج عنه أبدا و الخروج عنه يعتبر خروج عن الإسلام و حتى لو كان من أمثال بن علي و مبارك و راقصي بوش و غيرهم كثر في عالمنا العربي.
لقد تحررت الشعوب و لم تعد تقدس أزلام السلطان من شيوخ الدين الذين يفتون لمصلحة يرومونها ، و يفتون تزلفا للحكام و لو اقتضى ذلك الإساءة إلى القرآن الكريم و السنة النبوية.
لقد فُضح البابا مفتي البلاط السعودي شأنه شأن خلانه و لحقت بهم لعنة أطفال قانا و لعنة أطفال غزة . ألا اتعظوا يا شيوخ البلاط إن لعنات الشهداء إذا لحقت بأحد جعلته كنافح الكير.... و جعلته نابذة بين قومه ومثارا للسخرية و الاستهزاء.
والمثير للاشمئزاز حتى رجال الدين المسحيين أصبحوا يقلدون بعض شيوخنا في تفريخ فتاوى لتعمير لاستبداد و الظلم والسبب الوحيد لأنهم هم المستفيدون في بقاء هذه الأنظمة مع بقاء الريع و القصور ولا ضير في بقاء الفجور.
لقد كانت دعاوي أل الشيخ متناسقة مع دعاوي البابا شنودة لنصرة الظلم و الاستبداد و لنصرة مبارك و الفساد لذا أنصح المسلمين و المسحيين أن لا يسمعوا لا للشيخ و لا للشيخة ...و لا يسمعوا لا للبابا و لا للماما فيما يخص مصيرنا و مصير أبنائنا ،مستقبلنا و مستقبل أبنائنا ....لأن الدين إذا استخدم لنصرة الظلم و الظالمين فهو أشد من الكفر في خطورته.....
و في هذه الحالة عندما يستخدم الدين ضد الإنسانية لو كان كارل ماركس حيا ما قال الدين أفيون الشعوب بل سيقول الدين سم الشعوب ...لأن في الأفيون تخدير و تنويم أما في السم موت و هلاك...وهذا ما يريده أمثال هؤلاء على عكس ما جاءت به الشرائع السماوية.
يرحم الله زمان كان للعالم و الفقيه علم و زهد و ورع....ما جعله محال رهبة و احترام ...أما لأن إذا الغرب أوجد ما يسمى بطبيب العائلة فان طغاتنا تفننوا في اختراع ما يسمى بمفتي العائلة ....
.............وجحيمنا سيستمر إلى حين....................
ملاحظة
أعتذر على عدم الرد في المقالات السابقة بسبب الإنقطاع المتكرر و المستمر للنت ....و شكرا يا اخوان على تفهمكم..
التعليقات (0)