مواضيع اليوم

الشيخ محمد حسان والمعونة الملعونة !

هشام صالح

2012-03-01 00:51:44

0

طالما إرتضى الشيخ محمد حسان أن يتداخل ويدخل راضياً ـ أو مضطراً ـ  فى أمور السياسة ، فعليه وعلى مناصريه أن يرتضوا بالآراء التى لا تتفق مع رؤاهم السياسية ، ولا يجب أن يُطلق مريديه على معارضيه ـ المتآمرين على الدولة ـ  فيرد الأخِيرين عليهم  بالمتآمرين على الثورة ، فآراء الشيخ حسان فى الشأن العام  ليس لها قداسه ربَّانيه ، وعندما أرجع بذاكرتى لسنوات قليلة أشعر بالذنب على جُرأة ما كان يُكتب عن شيخ الأزهر السابق الشيخ المرحوم سيد طنطاوى ، وكان معظمنا يقول عنه أنه "شيخ السلطان" ولم نرى أحداً يرد على معارضيه ومنتقديه ويتهمهم بأنهم متآمرون عليه أو على الدولة كما يُطلِق أنصار الشيخ حسان على من أبدى مجرد تعجبه لتوقيت إعلان"مبادرة المعونة المصرية" والتى لا يدرى أحد هل شيخنا يقصد المعونة الإقتصادية أم العسكرية أم الإثنتين معاً ؟! ، وهى على العموم دعوة عظيمة وجميلة طالب الكثيرون بها ـ وكنت منهم ـ من قبل ، ولكن توقيتها جاء فى وقت نرى تواطئاً مُريباً فى أسلوب إستعادة الأموال المهربة للخارج ، ومن الظلم الربط بين منتقدى تلك الدعوة وبين ظهور فيديو دخول الداعيه لمبنى تليفزيون أنس الفقى وجمال مبارك فى أوائل أيام الثورة فمجرد دخول هذا المبنى فى ذاك التوقيت  يعتبر خطأً جسيماً  لا يقل عن أخطاء نداءات ـ شيخنا ـ ومنُاشداته ودعوته "الرقيقة" لشباب مصر الأطهار للمحافظة على أمن واستقرار البلد ! ، والمشاركة في اللجان الخيرية لحفظ الأمن في جميع المحافظات وجميع الأحياء ، فهل هناك سبب إضطر  الداعية الكبير على  ما قام به مع أن الموقف الذى يميل إليه يدعوه بأن يلزم بيته طالما أنه يرى ما كان يحدث أمامه  "فتنة" ؟! ، وأما عن قوله فى بيانه أنه كان عليه "إلحاح" ـ وليس ضغط ـ لكى يظهر فى التليفزيون المصرى والتليفزيون "ألحَّ" على أخيه حتى يظهر على شاشته (!) ، فهذا يتناقض تماماً مع ما ذكره الصحفى علاء الغطريفى وهو مُعد برامج فى مقالته بـ"المصرى اليوم" فى 28 من فبراير الثورة والذى قال فيه " اتصل بى شقيق محمد حسان ، يطلب مساعدتى لتمكين الشيخ من الظهور فى أهم برنامج «توك شو» مصرى بعد اندلاع ثورة يناير، وألحَّ علىَّ فى الطلب كثيراً بتهافت ..." فكيف يمارس التليفزيون المصرى "إلحاحاً على شقيق الشيخ حسان فى حين أن هذا الشقيق "يتهافت مُلحاً" على محاولة تمكين الشيخ من الظهور على شاشة القناة التى يعمل بها الغطريفى ! ، وأما عن قوله أنه ذهب للتليفزيون  بضغط المحيطين به "لكسر حملة التليفزيون ضد الثوار" فهذا كلام وتبرير يحتاج لدراسة ! ، وهناك فرق بين الإنحيازات فالإنحياز للثورة مُقدماً عن تأخر اللحاق بالثورة والأخير ليس عيباً على الإطلاق ولكن اللحاق بالثورة لتقويضها هو العيب ذاته ، فالجميع إنحاز لمصر وشباب ثوارها فالرئيس السابق فعل ذلك وكان يُسمى الشباب ـ كما قلت يا شيخنا أيام الثورة ـ  بالشرفاء وأضفت نداءك للشباب ـ وياليتك ما فعلت ـ " لا تلوثوا ما قمتم به لا للتخريب لا للتحريق" والشباب لم يحرق ـ كما تعلم ـ  ولم يُخرِّب  .

فكلام الشيخ حسان وقت الثورة معروف وكذلك نقله وسط حراسة مشددة من الجيش لمبنى ماسبيرو  بعد محاولة مئات الشباب الإعتداء عليه فى ميدان التحرير مكتوبة ، ولكن الذى يغيظ فعلاً هو أن كثيرين ـ ولا أقصد الشيخ حسان ـ  ما زالوا يتعامون متعمدين ويتهمون شباب الثورة بالتخريب والتحريق كما حدث للمجمع العلمى ولا يرون بعيونهم الشباب الذى يًنقذ الكتب ، وما زال ـ المُتعامون ـ يحولون المجنى عليهم لجُناه .

 وأعتقد أن الربط بين ذلك الفيديو ومبادرة جمع المعونه لم تُغيظ أحداً وسيكون شباب الثورة أسعد عند الإستغناء عن تلك المعونة الملعونة ، وأخيراً علينا أن نحمد الله جميعاً وأولنا الشيخ محمد حسان على أن قناة الرحمة الدينية ـ وغيرها ـ كانت مغلقة أيام الثورة ، وإن كان من الواجب علينا أن نشكر فضيلة الشيخ ونهنئه على "التجاوب الشعبى الكبير للمبادرة وجمعها ـ كما قال ـ المصريين على هدف أسمى لصيانة كرامتهم وعزتهم وتخليصاً لقرارهم الوطنى من التبعية المُهينة للآخر .. أياً كان هذا الآخر " فعلينا ألا ننسى شكر اللاعبين واللاعبات والمطربين والمطربات والفنانين والفنانات والراقصين والراقصات فهؤلاء جميعاً ساهموا وعملوا مباريات وحفلات وتبرعات ـ سبحان الله ـ لسداد ديون مصر فى الثمانينيات والتى إشتراها السيد جيمى الوريث ـ من الخارج ـ بالرُخص ليبيعها للمسكينة مصر بالغالى . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !