تعود بنا الذاكرة احيانا الى اربعة عقود مضت حين كنا ونحن ولدان نجالس الشيوخ بأدب وخنوع نستمع اليهم بأحاديثهم البريئة التي ما تزال تئن بصداها حتى هذه اللحظات من ايامنا متألمين على تلك المرحلة المباركة من ذاك الزمن الجميل.
كنت اجلس انا وامي وابي مع الشيخين الجليلين سليمان اسعد حداد بصفته والد للقائد العظيم / الفريق الركن ونس سليمان حداد ، والعم الشيخ سليمان البشير العلاونه والد الشيخ محمود سليمان العلاونه ابو معن .
واحيانا كنت احبذ الذهاب اليهما لوحدي لكي اتمتع معهما
براحة الحديث لأنني كنت اخشى المداخلة بسبب وجود والدي الشديد.
واذكر ان اخر جلساتي معهما كانت تشمل الحديث عن مستشفى مكلين الذي كنا نتلقى فيه العلاج .
حيث قالوا لي ان مكلين هو اسم وكنا نطلق عليه ب الدكتور مكلين وهو ايضا من اشرف في بداية اربعينيات القرن الماضي على بنائه واستمر فيه حتى الربع الربع الاخير من خمسينيات ذات القرن وعاد الى بلده العاصمة لندن .
ومن ناحية اخرى كنت في احدى المرات وسألتهما سؤال عن العياده التي كنا نتعالج فيها بمنتصف الستينيات وحتى الربع الأول من السبعينيات في مبنى الشيخ ابراهيم النجيب القرعان حيث قالوا ان منظمة التحرير هي من تبنى توسعة الصروح الطبية في كافة انحاء الاردن بسبب قوة قدرتها المالية ووجود اطباء اردنيين وفلسطينيين مهره في تلك الحقبة فكانت هي التي تتولى اعالة الشعب لعدم قدرة الحكومة حينها بسبب ضعفها وضعضعتها ركنيا .
فكنت احيانا وعندما اشتاق لمجالستهما اذهب اليهما في بيوتهما المتواضعة ولم اجدهما فألح على من ينوبهم فيها بالسؤال عن مكان تواجدهم فيقولوا لي انهما ذهبا بعد العصر اي قبل قليل على كرم العنب على طريق وادي الطيبه فأهم الهمة والحقهما كالصاروخ الى هناك لأخدمهما وعند الدماس اي الغروب نهم جميعا عائدين كل منا الى بيته.
رحم الله تعالى الشيخين الفاضلين وادام ذكرهما الحسن .
التعليقات (0)