منذ حوالي ثلاث سنوات في فصل الصيف ،
والحال ليلا ، بينما كان أحد الأقارب وسنه أكثر من سبعين سنة ،
في حلقة تلاوة من الذكر الحكيم ،
في أحد المآتم ،
ترحّما على متوفّى بمنزله ليلة دفنه كما جرت العادة الحسنة،
وبينما كان الرجل ينتظر دوره للتلاوة ،
وقد كانت الحلقة منتظمة في فناء غير مغطّى من حوش قديم ،
إذ بعقرب ـ عافى الله الجميع ـ تسقط على رأس الشيخ ،
من فوق الجدار ،
ثم تفقد توازنها وتنزلق على رأسه الأصلع اللماع
كخههه ،
لتصيبه في إصبع يده،
تأوّه الرجل ألما فجرى به الحضور لأقرب مستشفى ،
حيث وقع إسعافه وبات ليلتها هناك تحت المراقبة الطبية ،
وخرج من الغد سليما معافى والحمد لله ،
ماذا حدث ليلتها بحوش المتوفّى ،
فالعديد من الناس ضحكوا رغم مأساة الرجل ــ
إذ لا يحس الجمرة إلا من يعفص عليها كما يقال عندنا ،
فهذا يقول ، عجبا ،
كيف أنه ممسك بالمصحف الشريف ومع ذلك تلسعه عقرب ؟؟؟؟،
والآخر يضحك من ـ زلقة ـ العقرب على رأسه الأصلع
إذ كان الوقت صيفا قائظا ومن حسن حظّه نزع القلنسوة وتركها جانبا ،
إذ لو كان لابسا لها ،
لما انزلقت العقرب ولأصابته في رأسه ،
حيث يصل سمها لدماغه سريعا ،
وحيث إن لم يمت فسيمضي مابقي له من العمر مشلولا لا قدّر الله ،
فبينما كان الناس بين مبتسم وكاتم للبسمة ،
وممتعظ ،
قام أحد الحضور فبيّن لهم أن كل شيء بقضاء
مقدّر والعقرب مرسلة ،
وبما أن الرجل كان بيده المصحف ،
فإن الله عز وجل لطف به في قضائه
وجعل اللسعة تصيب أصبعه وليس رأسه ،
لذا علينا أن ندعو
... اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه ....
في هذه الحادثة المؤلمة والطريفة في نفس الوقت ،
تجلّى لنا لطف الله عز وجل في قضائه ،،،،
هنا عاد الناس الذين ـ فتنوا إلى رشدهم ــ
وكما يقول المثل عندنا ـــ يجيك البلاء يا غافل ــ
والسلام
أخوكم رضا التّونسي
التعليقات (0)