الشيخ الغامدي ليس الوحيد
أثار ظهور الشيخ أحمد الغامدي برفقة زوجتة بقناةMBC زوبعة عاصفة ٌأتهم فيها الشيخ الغامدي بأنه داعية فتنة وصاحب هوى بل وصل الأمر إلى إتهامه في عرضة ودينة وسلوكة وتلك عادة قديمة أعتادها مجتمع الفضيلة , المخالف في المجتمع وأقصد بالمخالف هنا صاحب الأراء الوسطية الداعية للتفكير والمراجعة الفكرية يتعرض للهجوم والتجني فالكل يهاجمة بطرق مختلفة تاركين الرأي والفكرة جانباً .
رأي الغامدي والكثير من الاراء تدخل ضمن منظومة الحريات الشخصية فالحريات الشخصية هي جملة السلوكيات والأراء التي لا تتعارض مع أدلة واضحة وصريحة ولا تتعارض مع نصوص قانونية أوإجراءات نظامية متفق عليها , لكن هناك من لا يحترم تلك الخصوصية " الحريات الشخصية " فيقف ضدها متهماً ومشنعاً ومجرماً ومحارباً والعلة حٌب التسلط وفرض الهيمنة بأي صورة وطريقة كانت ..
الغامدي طرح في السابق عدة أراء وكان أخرها قضية جواز كشف المرأة لوجهها , تلك القضية أشغلت العلماء والدعاة والمجتمع وهي محل خلاف منذ القدم وطالما هي كذلك فهي تدخل تحت بند و باب الحريات الشخصية فلا إكراه أو إجبار , القضايا الخلافية بين الفقهاء قضايا صغرى فلماذا إشغال المجتمعات بها طالما هي قضايا صغرى تنوعت وتعددت حولها الأراء قديماً وحديثاً !
ما طرحة الشيخ الغامدي وما يطرحة غيره من فقهاء ودعاة يعطينا مؤشر على أن المجتمع يعيش حالة حراك ثقافي وفكري تسير وفق قانون المتغيرات العصرية , تلك لأراء والقضايا الفقهية المختلفة بحاجة لمركز يجمع شتاتها ويضعها على طاولة البحث والنقاش بعيداً عن الإستقطابات والتهكمات ولغة التجريح والتخوين وهنا تساؤل إلى أين وصل مشروع إنشاء مجمع الفقه السعودي الذي صدر أمر ملكي بإنشاءه قبل عدة سنوات ؟؟
الغامدي وغيره لا يمكنهم طرح الكثير من الأراء دون وجود مجمع فقهي أو مركز علمي مستقل فكرياً وإدارياً عن المؤسسات الرسمية فوجود المجمع الفقهي أو المركز العلمي المستقل إدارياً والحاضن لكل الأراء والأفكار والإتجاهات سيقضي على التطرف والتشدد في بعض المسائل وسيفتح نوافذ شمس التنوير على قضايا جدلية كثيرة يحاول البعض إخفائها بطرق شتى وسيكون بمثابة المصل الذي سيعالج الكثير من الحالات ويقضي على التطرف والتشدد وإختزال القضايا !
التعليقات (0)