من ذاكرة التاريخ المعاصر للواء الطيبه العصي في شمال البلاد .
دائما ما نستذكر الاحداث الإجتماعية القديمة ونجري البعض من المقابلات مع الساسه ومشايخ البلده المسنين من ذوات الواجهات الديموغرافية على مستوى الوطن العربي وشمال افريقيا لما فيه استذكارا لخيرة العباد من الذين سبقونا ، حيث سأقوم انا شخصيا وبناء على تكليف من المهتمين في البلده على انجاز بحث مبسط لا تزيد متونه عن ال 50 صفحه ليتحدث عن التاريخ العسكري والنضالي والإجتماعي للأهالي في قرى اللواء عامه والطيبه خاصه
لتصبح تلك القضايا محصورة بالمكان والزمان والتي قد تكون منذ بدايات القرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن العشرين علما بأنني كنت متشجع لذلك منذ عشرات السنين بحكم خبرتي واحتكاكي بالمكون الواحد وتلمذتي على ايادي الشرفاء ممن هم سبقونا الى الله تعالى وتركونا على صراع ميتافيزييقي مستمر مع المستحيل وهكذا .
كنت وقد شاركت قبل قليل في ديوان عزاء والدة الشيخ ابومعن العلاونه والبعض من الحضور المثقفين حيث كان حديثنا جادا وساخنا عما سبقونا من احداثيات ومواقف مشرفة لجلهم مقارنة بهذا الجيل السحيج الذي لايقدم منفعة لا للأهالي ولا للوطن بشيء سوى ما يتطلع هو اليه فهو بعكسنا نحن كعقلاء .
وكذلك وان من ظمن الحديث الذي كنا بطوره حينها تذكرت انا موقفا في العام 92 عندما قام سيادة المرحوم الشريف زيد بن شاكر على زيارة مركز لواء منطقة الطيبه وطلب ان يكون الإجتماع مع الأهالي كافه ابتداء من بلدة صما وزبدا ومندح وابسر ومخربا وحتى الدير وكان الشريف حينها رئيسا للحكومة الاردنية و برفقته كافة الوزراء ، وكنا نحن في استقبالهم الى جانب البقية من الخضور وكان على رأسنا جدي واستاذي المرحوم سليمان البشير العلاونه الذي كنت دائما ضابطا ملازما له بالوقوف الى جانبه لمكانته وكبر سنه واركانه .
فعندما وصل موكب الشريف وترجل وصافحه توقف معه حوالي 7 دقائق بحكم معرفته فيه وان من ظمن حديثه معه ان استاذي ابا بشير كان يقول للشريف اتذكر يا صاحب السمو في سنة 1932 عندما بعث الملك المرحوم عبدالله الأول سيادة والدكم الأمير شاكر الينا هنا في الطيبه اضافة الى معاونيه في البلاط الملكي ومنهم سيادة المستشار الشيخ / مخلد الذيابي العتيبي وبعث ايضا قائد الحامية الأمنية المرحوم / حابس المجالي الذي كان برتبة ملازم اول من اجل إنهاء الصراع المستمر مابين اهالي الطيبه واهالي احدى قرى الوسطيه فقال له الأمير نعم انني اتذكر تلك الأيام وكان والدي الشريف شاكر دائما ما يذكرها لنا ونحن مبتدئين ويحدثنا عنك وعن بقية اهالي الطيبه وصما الكرام الخ .
اما من ناحيتي انا فتجرأت في جلسة الليله وسألت سعادة ولده الشيخ ابومعن العلاونه عن ذلك الموقف فقال لي ان هنالك جريمة وقعت ما بين اهل البلدة واحدى عشائر القرى القريبة منا وعلى أثر تلك الجريمة وقعت مناوشات واسعة مابين اهالي البلدتين واستمرت الصراعات لأشهر وان من ظمن خسائر الطرفين قام الطرف الآخر بالهجوم على البلدة هنا في ليلة ساكنة داكنة واحرقوا جزء من مباني معابدها ومعالمها القديمة وعندما تطورت الهجومات وتوسعت لقد قام الملك عبدالله الأول رحمه الله على ارسال المستشار الشيخ / مخلد الذيابي العتيبي والأمير شاكر وقوات من الحامية الأمنية التي كان يقودها المرحوم حابس المجالي حيث تم تفريغ منزل الوجيه / إمبدى مرجي بصفته من اشقائنا النصارى ليقيم فيه الساده الأمير شاكر والمستشار الشيخ مخلد العتيبي ومعاونيهم حيث اقاموا فيه مدة اسبوعين كاملين لحين انهائهم للصراع الدامي حينها .
وان من ظمن المواقف الحسنة لقائد الحامية الأمنية حابس المجالي الذي كان يخيم بقواته لمدة الشهرين
في منطقة بلدتي صما والطيبه واسمها القلاع المتراكبه والتي ماتزال موجوده حيث كان الأهالي يحافظون عليه وعلى عسكره حيث فدخل وخرج كريما مكرما .
وفي منتصف الخمسينيات من ذلك القرن تسلم قيادة الجيش وطلب عدد كبير من تجنيد مرشحين ضباط
فسمع الشاب طلال محمد العثمان النصيرات عن ذلك وذهب الى القيادة العامة لتقديم الطلب وعند المقابلات مع قائد الجيش المجالي سأله ما اسمك ومن اين انت فقال انا من بلدة صما فإبتسم الباشا وقال له مازحا الخبز ابصما امرمى واكراما لأهالي صما والطيبه فأنت مقبول كمرشح ضابط جديد في جيشنا الأردني ،
وبقي النصيرات في الجيش حتى انهى رتبة عميد ركن ومن ثم تمت احالته على التقاعد .
واخيرا .
فليعلم القاصي والداني من اننا نحن جميعا في الطيبة ملوك وامراء وابناء سلاطين وان الملوك لا ينظر اليهم سوى الملوك والسلاطين لأن الأصل دائما يعود الى سلالته ولو لم نكن ابناء ملوك لما تدخل الملك رحمه الله واصلح مابين الطرفين ودمتم .
بقلم/ عادل القرعان.
وكالة إيلاف للإعلام.
التعليقات (0)