1- أسباب تتعلق بشخص الشيخ أسامة: ما يعرفه المواطن العربي عن الشيخ أسامة بن لادن (54 عاماً) بأنه من أثرياء المملكة العربية السعودية، حيث ورث عن والده ما قيمته (300 مليون دولار) ثلاثمائة مليون دولار أمريكي، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الاعمال، وله من الأبناء والبنات ثلاث وعشرون، ورغم المؤهلات السابقة إلا أن الشيخ أسامة ضحّى بها، والتفت إلى آهات وتطلعات أمته الاسلامية فأصاب وأخطأ، وامتلك كاريزما مكنته من نيل حب وتقدير البعض من أمتنا العربية والاسلامية.
2- أسباب تتعلق بفكر الشيخ أسامة:
منذ نعومة أضافره غلب على الشيخ أسامة الميل نحو التدين، فكان معجباً بجماعة الاخوان المسلمين، وانتمى لجماعات سلفية ذات علاقة بجماعة الاخوان، ومع تطور الاحداث في العالم، مال الشيخ أسامة بن لادن نحو التطرف، فكان يرى بضرورة سيادة النظام الاسلامي في العالم، وتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية بكل الطرق والوسائل الممكنة وعلى رأسها الجهاد المسلح ضد ظلم الأمريكان والاسرائيليين على أمتنا العربية والاسلامية.
فبدأ جهاده ضد السوفيت عام 1979 في أفغانستان، ودعم المجاهدين الأفغان بالمال والسلاح، وهذا الجهاد ساعده في بناء علاقات مع النخبة السياسية في أفغانستان مثل: الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني.
نال فكر الشيخ أسامة اعجاب العديد من الشباب في العالمين العربي والاسلامي، وساعد في ذلك البيئة السياسية السائدة في هاذين العالمين من غياب للديمقراطية وحقوق الانسان، والفساد المستشري في النظم السياسية الشمولية التي تحكم عالمنا العربي والاسلامي، أضف إلى ذلك السياسات الامريكية والغربية الخاطئة والتي تقوم على دعم اسرائيل في جرائمها، وحماية تلك الانظمة العرجاء من أجل سرقة ثروات الشرق الاوسط، كل ذلك ساعد في تطور الفكر الجهادي وتمدده بسرعة في الدول العربية والاسلامية، والآن وصل إلى كل أرجاء المعمورة، وهذا يؤكد أن استشهاد أسامة بن لادن لا يمثل نجاحاً لإدارة الرئيس باراك أوباما، لأن الرحم الذي أنجب الشيخ أسامة قادر على انجاب الملايين، ولكن المطلوب تغيير السياسات الأمريكية الخاطئة في المنطقة.
3- أسباب تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة الإسلامية:
فكر وسلوك وأداء تنظيم القاعدة ناجم عن السياسات الصهيو أمريكية الخاطئة والظالمة تجاه عالمنا العربي والاسلامي، وخصوصاً فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، وحجم المجازر الاسرائيلية التي ارتكبت بحق المواطنين العزل في فلسطين ولبنان والجولان وسيناء وغيرها، تحت مظلة وحماية الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية والتي لم تدع قراراً في أروقة الأمم المتحدة إلى ورفضته عبر حق النقض الفيتو، مما جعل اسرائيل دولة فوق القانون.
ولذلك لن تنجح الولايات المتحدة بحربها ضد (الارهاب) مالم تلجم اسرائيل، وتنهي كل الملفات العالقة في المنطقة وأهمها انهاء الصراع العربي الاسرائيلي والانسحاب من العراق وأفغانستان وباكستان، والتوقف عن نهب ثروات ومقدرات الأمة، والتدخل في شئونها الداخلية.
hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)