ترددت كثيرا قبل الكتابه عن هذه الشخصيه القطريه الأشهر التي كانت محور كثير من اللغط علي جميع الأصعده والاوساط العربيه من المحيط الي الخليج لأمد إمتد عده سنوات لم يتوقف حتي الآن الا وهي الشيخه موزه ناصر المسند زوجه أمير دوله قطر ..
وهذه المرأه اللغز كما يبدو هي الزوجه الثانيه من بين ثلاث زوجات لأمير دوله قطر وأم ولي العهد .. وكما سمعنا فإن زواجها من إبن حاكم الإماره آنذاك كان صفقه سياسيه بين والدها الشيخ ناصر المسند وحاكم الاماره الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني ..
وقد برز إسم الشيخه موزه الي العلن عقب الإنقلاب الأبيض الذي أوصل زوجها الشيخ حمد بن خليفه بن حمد آل ثاني الي سده الحكم في إماره قطر حيث ينسب اليها الفضل في إظهار قطر التي لم يكن أحد يعرف إسمها أو موقعها علي الخريطه من قبل .. الي واجهه الأحداث وهذا ما تسبب في كل اللغط الدائر حولها فهي كان المُفترض أن تكون مثل قريناتها تجلس في قصرها المنيف وحولها الخدم والحشم حتي يُدركها الموت .. ولكن هذه المرأه ليست من تلك النوعيه بل هي من النساء الثوريات اللاتي يحملن فكرا وعزيمه والمُحبات للعمل العام ..
فكانت لدي الشيخه موزه الكثير من الأفكار التحديثيه والتي لم تكتفي بها أو تحتفظ بها في الذاكره كأحلام بل حولتها الي واقع وإستعانت في سبيل ذلك بكل بيوت الخبره وكل الوسائل المتاحه فأخرجت قناه الجزيره الي العلن وخرجت شركات شهيره كثيره مثل قطر للغاز وقطر للالومنيوم .. الي آخره
أما في داخل المجتمع القطري فقد تبدل وجه الحياه تماما وتحولت الاماره الصغيره الي قطعه من الموزاييك الفاخر بمبانيها ومنشآتها وطرقها ومدارسها وجامعتها ولو عقدنا مقارنه بسيطه بين قطر اليوم وقطر منذ خمسه عشر عاما لا نصدق بأن الصورتين لنفس البلد علي الاطلاق .. من البعير الي أحدث تكنولوجيا دفعه واحده ..
أما اللغط الدائر حول الشيخه موزه فيتمحور حول توجهات قطر السياسيه والتي يراها البعض لا تدور في فلك المصالح العليا العربيه وهذا مردود عليه بأن كل دوله عربيه تبحث عن مصالحها الشخصيه أولا وحتي لو تعارضت مع المصالح العليا العربيه .. وهل إجتمع العرب يوما علي شيئ أو مصلحه مشتركه ..؟
كذلك إن كانت الشيخه موزه تبحث عن مصالح بلدها وتحاول جاهده أن تضعها علي خارطه الدول الجاذبه للإنتباه عالميا كدوله واعده فهذا شيئ محمود ويحسب لها وليس عليها ومن مثلها من قريناتها تفعل ذلك ..؟
كذلك العقليه العربيه المتحجره التي لا تري في المرأه سوي عباءه سوداء أو خيمه تخفي تحتها جسدها وتقبع خلف دشداشه الرجل أينما ذهب .. ترفض أن تري تلك المرأه الشيخه موزه تحضر مؤتمرات دوليه عديده وتقابل بكل ترحاب وتقدير بل وتستضيف كثير من المؤتمرات العالميه علي أرض قطر بحكم رئاستها وإشرافها علي الكثير من المؤسسات القطريه وخاصه التعليميه والتربويه منها ..
ليت لدي نساء دولا كثيره عقل وأفكار موزه تنقلها من ثباتها الي آفاق التطور والحداثه ..
وأخيرا .. وراء كل عظيم إمرأه .. مثل حقيقي ينطبق علي الشيخه موزه التي وقفت وراء زوجها أمير دوله قطر وساندته وأوصلت قطر الي حداثه لم يكن يحلم بها أحد .. ليصبح المثل وراء دوله قطر الحديثه الشيخه موزه …
مجدي المصري
التعليقات (0)