الشوفة الشرعية
لا شك أن أصل الشوفة الشرعية عادة اكتسبت صبغةِ دينية، تتحول العادات إلى عادات مقبولة ومشرعنة دينياً وبالنقيض قد تتحول بعض العادات إلى محرمات دينية، لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده والتي تبقى متداولة من جيل لآخر تبعاً لقوتها وتمسك المجتمع بها، هناك عادات محموده اندثرت وتحولت لتاريخ شفهي يروى للأجيال.
الشوفة الشرعية هي وسيلة تحديد المصير فعادة النظر تأخذ صفة العادة ذات الطابع الديني التي كرسها خطاب ثقافي وضع المرأة بزاوية حرجة باسم الدين والتدين، في العالم الإسلامي مساحة إختلاف واسعة ففي بعض البلدان لا يوجد ما يسمى بالشوفة الشرعية؟
فقط في مجتمعنا لأن المرأة لا تخرج من منزلها إلا إلى المقبرة وفي حالات الضرورة التي يحددها الزوج؟
ما كان صالحاً في فترة زمنية ليس بالضرورة استمراره فلكل جيل من الأجيال اهتماماته وطريقة حياته التي يشكلها وفق قواعد واقعه المعاصر وليس وفق قواعد اسلافه، أعتقد أن الشوفة الشرعية في المستقبل لن تكون وسيلة لتحديد المصير بل ستكون خطوة من خطوات التعارف ووضع النقاط على الحروف! ففتاة الغد ستعمل بجانب الشاب وستكون حاضرة في الواقع بلا شكِ أو مواربه!
فتيات وشباب الغد هم امتداد طبيعي لأُسر اليوم التي بدأت تتنفس الحياة وتنفتح اجتماعياً وتتخلص من اوهام الصحوة البائسة!
هناك من سيبقى متشبثاً ببعض السلوكيات التي اخذت صبغةِ وصفة دينية والبقاء سيكون على استحياء مع تقديم بعض التنازلات لكن المشهد برمته سيكون مختلفاً، لنتذكر التاريخ القريب، لم يكن هناك نظرة شرعية بل كانت طريقة "خذوه فغلوه" تللك الطريقة اندثرت وحل محلها النظرة الشرعية والتي سيحل محلها مستقبلاً طريقة أخرى تناسب واقع الأجيال الجديدة ، فلا داعي للبكاء على سلوكيات في طريقها للإندثار والتحول لتاريخ يُحكى على سبيل التذكر والتندر .. .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)