الشور العراقي يتماهى مع التربية الأسلامية في يوم الطفل العراقي 13تموز من كل عام مقاربة لفكرالاستاذ المحقق
بقلم \ علي البديري
بلا شك إن إهتمام المشرع الإسلامي وبأعلى سلطة دينية متمثلة بسيد الخلق وأشرف الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم بتربية الطفل المسلم وإعطاء تربيته وتعليمه مكانة خاصة في نواة المجتمع الإسلامي الأول يدفع فضولنا للتساؤل عن ماهية مكانة الطفل ومنزلته عند النبي عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم كما ويدفعنا للتساؤل بخصوص إطلاق النبي لسراح الأسير المشرك في معركة بدر مقابل تعليمه عشرة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة ،،
وهل لو قارنا بين فدية المشرك وتعليم عشرة من أطفال المسلمين ، فأيهما يرجح في كفة الميزان ،
وبالنظر لأعتقادنا بعصمة رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وإنَ مايقوله وما ينطق به إنْ هو إلا وحي يوحى يجعلنا نجزم ونتيقن باهتمام الرسول بمنزلة الطفل وأعطاء تعليمه أهمية قصوى وأولوية خاصة في التربية المجتمعية للمسلمين عامة ،
وكان هذا ديدن الصحابة الأجلاء ممن كانوا مع النبي أو التابعين بعده من أهتمامهم بتربية أولادهم وأختيار المعلم المربي لهذه المهمة من المسلمين من تثبت اخلاقه وسمعته الحسنة وحرصهم على العلم والمربي الفاضل ممن كان لاولادهم نعمَ المراقب والمؤدب .
وكم تمنى المسلمون اليوم أن تعود بهم الأيام لتلك السنوات الطيبة الخالية من الأنحراف الأخلاقي والتسافل والتدني والشذوذ لمستوى البهيمية عند الكثير من الاولاد حتى أصبح مصطلح أولاد الشوارع مصطلح مجتمعي يشار به لمن ساءت تربيته وأخلاقه من الصبيان ،
وهذا الحال الذي وصل اليه الشارع العراقي خاصة والشارع الاسلامي عامة هو لغياب المربي الفاضل عن المجتمع سواء كان غيابه قهرًا أو كان غياب المجتمع وابتعاده عن المربي وتوجيهاته ظلالة وتيها ،
وبلا شك أن المعلم الأبوي للمجتمع ينظر للظروف المحيطة بوقائعها وأحداثها ويحاول الحفاظ على أخلاق الشباب المسلم وأشبال الانتظار للمصلح الموعود من خلال ما تتاح من فرص تربوية وأخلاقية ،وهذا ما حققه المربي والمعلم الأستاذ من خلال حثه الشباب والأشبال على الإرتقاء بالعبادات نحو التكامل الأخلاقي وبتهذيب مجالس الشور من خلال الإبتداء بقراءة القرآن بالطرق الصحيحة والإختتام بالدعاء وهذا ما يجعل الطفل العراقي المسلم يسير تحت نظر عينين تحرصان عليه ، أحداهما عين البيت الذي يأويه ويحرص على أرساله لمجالس الشور بدل بؤر ومخادع الانحراف والمخدرات ، وعين أخرى تحرص على تذكيره وتحصينه بالقرآن والدعاء وتهيئته ليكون أنسانًا صالحًا في المجتمع له ثقله ووزنه بأخلاقه وله أهدافه التي يتطلع إلى تحقيقها بخطى واثقة
وهاهو يوم الطفل العراقي المصادف الثالث عشر من تموز من كل عام ، كما وها هي بركات وفيوضات الشور الرسالي تتدفق بأخلاق الاشبال الحسنة كما يتدفق الشلال المعطاء ليروي الأرض بعد ضمئها ويصلح ما أفسده الدهر ورعاة التسيب والانحلال وما كان الله ليضيع أجر من أحسن عملا ،
التعليقات (0)