الشورُ المهدويٌّ والشرطُ الثالثِ لِقيامِ المهديّ!!!
بقلم أحمد السيد
قال تعالى في مُحكم كتابه الكريم: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).(32) الحجّ. ومن هذا المنطلق بادرَ الشبابُ المسلم الواعد بإقامة المهرجانات المهدوية المقدسة في كافة المحافظات؛ لتعظيم الشعائر؛ ولترسيخ المبادئ الحسينية السامية والأهداف النبيلة التي سعى إليها ائمتنا-عليهم السلام- والتي سيحققها جميعا خليفتهم وبقية الله الإمام المهدي.. فمنذ الأزل، منذ أنْ خُلق أبونا آدم- عليه السلام- هناك هدف، وهو إقامة دولة عادلة تحكم بحكم الله -جل وعلا- ولِقيام هذه الدولة ثلاث شروط تعتبر من الركائز الرئيسية التي يستحيل تحقّق دولة العدل إلّا باجتماع هذه الشروط، فالركيزة الأولى، أو الشرط الأول: هوالقانون الإلهي وهذا موجود في كل الأزمنة والأماكن، والشرط الثاني : هوالقائد المنقذ المصلح.. وأيضًا موجود، فلو تحقق الشرط الثالث في زمن أي نبيّ أو وصيّ لَتمّ قيام تلك الدولة الموعودة، لكن شاءَت المصلحة الإلهية أنْ تكون زعامة تلك الدولة مِن نصيب سليل النبوة وخاتم الأئمة الإمام المهدي القائم-عليه وعلى اباءه الصلاة والسلام- فالشرط والركيزة الثالثة هي القاعدة الشعبية التي بها سينهض المصلح ويحقّق الهدف الإلهي الموعود..وهذه القاعدة لايمكن اختيار أفرادها بصورة عشوائية! بل عن طريق تربيتهم روحيًّا ومعنويًّا وجعلهم على استعدادٍ دائمٍ لتقبُّل أُطروحة الإمام المهدي.. وهذا الأمر الهام والعظيم والجوهري لا يأتي بسهولة، ولا بليلةٍ وضحاها.. بل يحتاج الى جدٍّ ومثابرة وصدق نية وإيمان ويقين , فنحن العراقيون بصورة خاصة والشعوب الإسلامية بصورة عامة نعيش حربًا ضروسًا مع الهجمات الفكرية المدسوسة التي تستهدف الشريحة التي يتألف منها الجزء الأكبر من قاعدة الإمام ألا وهم الشباب.. فتارةٌ تستهدفهم هجماتٌ فكريّة تكفيرية وأخرى إلحاديّة بعناوين مبرقعة! مستغلين فيها مايمر به المجتمع الشبابي من انحلالٍ وابتعادٍ عن الله -تعالى- فلم يكن أمام الشباب المسلم الواعد إلّا التأسيس لبناء قاعدة عقائدية تؤمن بدولة الإمام المهدي-عليه السلام- فكان الطريق الأقرب والأقدس لِتحقيق الغاية هو: إقامة مجالس الشور والبندرية لجذب واستقطاب الكثير من الشباب وربطهم بدينهم وعقيدتهم وابعادهم عن أماكن اللهو والانحراف، لاسيما ونحن نعيش أيامَ شهر الخير والبركة والطاعة شهر رمضان الكريم الذي تتركز فيه التربية الروحية بالالتزام بالعبادات والأدعية وتهذيب النفس ونصيحة الشباب على إداء فريضة الصيام، وكما ذكر الأستاذُ المحقّق الصرخي في رسالته العملية: "المنهاج الواضح"، كتاب الصيام: (....أكد الإسلام في موارد كثيرة على أن الحياة الدنيا جسر للآخرة وأنها دار اختبار وابتلاء، وأنّ الواجب على الإنسان العاقل السويّ أن يؤجل شهواته ويسيطر عليها ويوجهها بما يرضى به الشارع المقدّس لترتيب الجزاء والثواب، وبخلاف ذلك يترتب العقاب في الدنيا وفي الآخرة ( أجارنا الله ذلك) وقد عالج الإسلام مشكلة الانقياد وراء الشهوات والتمسك بالدنيا بأساليب عديدة منها ما أوجبه من صوم شهر رمضان وما حَث عليه من العبادات في أيام شهر رمضان ولياليه، وعلى مستوى الفرد نلاحظ العلاج شمل ثلاثة جوانب رئيسية تعالج مشاكل كثيرة منها ما ذُكِر أعلاه، والغرض من ذلك كله هو الوصول بالفرد الى التكامل وبالتالي انعكاس ذلك وتأثيره في تكامل المجتمع . .). انتهى الكلام التربوي للمحقّق الأستاذ..
فبعدما التزم الشباب المسلم بهذه الفريضة وأدرك أهميتها توجهَ الى إحياء ليالي شهر رمضان بمجالس الشور والبندرية من خلال إقامة المهرجانات في كثير من المدن، والمحافظات العراقيّة.. وآخرها في مدينة القاسم بن الإمام الكاظم -عليه السلام- في محافظة بابل، في يوم الخميس الثامن من رمضان 1439هـ، حيث كان الحضور المهيب والمشاركة الفاعلة والاصوات النورانية للشباب والأشبال والقصائد الرثائية التي بدأت بآيِ من الذكر الحكيم الذين سطروا اروع اللوحات الفنيّة ممزوجة بعطر الإيمان والتقوى والوسطيّة مما أدى وكالعادة لِتفاعلٍ كبيرٍ مِن شباب المدينة مِن جهة والمتابعين للبث المباشر مِن جهة أُخرى، فبهكذا مهرجانات وبهكذا همة شبابية عالية تصنع من الحاضرين والمتابعين والمتفاعلين قاعدةً جماهيريّة مستعدةً لنصرة منقذ البشريّة ومخلصها من ظلم الظالمين وطغيان الفاسدين.. نادِبَةً إياه: أيها الغائب المهدي القائم، أيها الشريد الطريد، هاهم أنصارك اليوم قد هجروا الدنيا وارتبطوا بمهرجانات الشورالمقدّس شوقًا للقاءك ونصرتك.. فقاعدتك على أهبة الاستعداد لتعيد أمجاد الإسلام وتأخذ بثأر المستضعفين والمظلومين في كل بقاع الأرض، وهذا هتاف الشباب الواعد يعلو ( يامهدي ياشهم أظهر للناس ).
http://www7.0zz0.com/2018/05/26/03/703980451.jpg
الرابط أدناه لجزءٍ من فعاليات المهرجان الخامس للشور المقدّس :
https://www.youtube.com/watch?v=6a5SNSmhZhc
التعليقات (0)