مواضيع اليوم

الشوبكي لـ"إسلام أون لاين": المسألة مفاضلة وتحديد اللاعب الأهم

بلال الشوبكي

2011-07-03 14:10:08

0

الشوبكي لـ"إسلام أون لاين": المسألة مفاضلة وتحديد اللاعب الأهم
 توقعات إسرائيلية بحوار بين واشنطن وحماس!

 

 سليمان بشارات
إسلام أون لاين - حيفا

 توقع "تسفي بارئيل" محلل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن تتوجه الولايات المتحدة الأمريكية لفتح حوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك في أعقاب إعلان واشنطن الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.



وفي عموده اليومي بصحيفة "هآرتس" اليوم الأحد 3-7-2011، قال بارئيل، والذي يحمل الدكتوراه في شؤون الشرق الأوسط ويحمل درجة الزمالة في معهد أبحاث "ترومان" في الجامعة العبرية في القدس وكذلك في مركز الدراسات الإيرانية: "حوار الولايات المتحدة مع حركة حماس أصبح أمرا غير بعيد المنال في ظل السياسات الأمريكية الحالية تجاه بعض الحركات الأخرى، والسؤال المهم هو كيف سترد إسرائيل على مسؤول أمريكي رفيع المستوى قد يخرج ويعلن أنهم مستعدون للتحدث مع قيادة حماس؟".

بدوره يرى الباحث الفلسطيني بلال الشوبكي، المختص في شؤون الحركات الاسلامية، ومؤلف كتاب "التغيير السياسي من منظور الحركات الاسلامية: حماس نموذجا"، في تصريحات خاصة بـ"إسلام أون لاين" أن "واشنطن بحاجة إلى نسج علاقات مع كل لاعب له دور في منطقة الشرق الأوسط، لكن وجود هذه الحاجة لا يعني أنها ستقوم بفتح علاقات مع الجميع، والمسألة مفاضلة وتحديد اللاعب الأهم، وهذا ما يمكن أن يحدد علاقة واشنطن بحماس مستقبلا".

وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول أن الولايات المتحدة ستستأنف الاتصالات المحدودة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. مؤكدة أنه من مصلحة واشنطن التعامل مع الأطراف الملتزمة بالأنشطة السياسية التي لا تتسم بالعنف، وهو ما اعتبره البعض تحولا دقيقا يسمح للمسؤولين الأمريكيين بالتعامل مباشرة مع مسؤولين في جماعة الإخوان المسلمين.

حماس جزء من الديمقراطية

ويوضح الكاتب الإسرائيلي "تسفي بارئيل" في مقاله: "الإدارة الأمريكية رفعت الحظر الذي فرضته على التحدث مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهذا القرار لم يكن مفاجئاً، فالإدارة الأمريكية دخلت في حوار مع حركة طالبان في أفغانستان، وكذلك مناقشات سياسية مع منظمات إرهابية في العراق، وتتعاون مع الحكومة اللبنانية التي تضم أعضاء من حزب الله".



ويضيف بالقول: "البعض قد يرى أن التحدث للإخوان المسلمين في مصر يمثل الموجة الأولى من التسونامي، فجماعة الإخوان هي المنظمة الأم لحماس، والسؤال التالي الذي سيطرح لماذا إذا أمريكا لا يجب أن تتكلم مع حماس، خاصة أن حماس هي جزء لا يتجزأ من السياسة والمجتمع الفلسطيني، وحصلت أيضا على أغلبية حاسمة في عملية الاقتراع للانتخابات؟ والآن وبعد المصالحة مع حركة فتح سيكون هناك منافسة بين الحركتين في الانتخابات البرلمانية المقبلة".

ويستدرك بالقول: "الذريعة الرسمية لسياسة عدم مناقشة حماس أنها لم تستنكر الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، وأنها أيضا لا تعترف بدولة إسرائيل -لا كدولة يهودية ولا كدولة على الإطلاق. هذه مبررات مقنعة للوهلة الأولى. لكن مع ذلك فإن الإخوان المسلمين لا ينظرون -هم الآخرون- لإسرائيل كدولة يهودية ولا ينبذون الإرهاب. فإذا كان الإرهاب هو المقياس كيف يمكن تبرير واشنطن تعاونها مع الحكومة اللبنانية التي تضم حزب الله، وهي جماعة تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية؟".


ويستخلص الكاتب الإسرائيلي بالقول: "التناقضات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة ليست هي النقطة الرئيسية، فإن جوهر المسألة هو بحث واشنطن عن رسم خارطة جديدة من الأعداء والأصدقاء. والتطورات في العالم العربي مقنعة لإعادة النظر في سياستها في المنطقة".

ويختم بالقول: "حماس سوف تكون حجر الزاوية في أي عملية دبلوماسية. فماذا تفعل واشنطن عندما تجري الانتخابات الفلسطينية؟ أينبغي مقاطعة البرلمان الفلسطيني أو الحكومة الفلسطينية الجديدة؟ أينبغي أن يعزل الرئيس الفلسطيني الجديد إذا كان هذا الرئيس ينتمي إلى حركة حماس؟.. بعد كل شيء، حماس هي جزء من الديمقراطية. وقد تحاول أمريكا استباق كارثة دبلوماسية، وتقوم بالتحدث مع حماس قبل الانتخابات حتى تتمكن من إجراء حوار مع المنظمة بعد عملية الاقتراع؟"

وحصدت حركة حماس غالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التي جرت في يونيو 2006، وقامت بتشكيل حكومة فلسطينية لأول مرة، إلا أن رفضها لشروط الرباعية الدولية من ضمنها الاعتراف بإسرائيل، جعلها تخضع لحصار دولي وإسرائيلي في محاولة لإفشال تجربتها السياسية.

نسج علاقات محورية

بدوره، يرى بلال الشوبكي، الكاتب والخبير في شؤون الحركات الاسلامية أن "واشنطن بحاجة إلى نسج علاقات مع كل لاعب له دور في منطقة الشرق الأوسط، لكن وجود هذه الحاجة لا يعني أنها ستقوم بفتح علاقات مع الجميع، والسبب يعود إلى أن هناك جهات سياسية متناقضة، والحفاظ على علاقة معها في آن واحد لا يمكن تحقيقه في جميع الحالات".

ويشير الشوبكي في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين" إلى أن "المسألة بالنسبة للخارجية الأمريكية مسألة مفاضلة وتحديد اللاعب الأهم. قبل الثورات العربية الأهم بالنسبة لها كانت أنظمة الحكم، ولذلك فإنها لم تنسج علاقات جيدة مع الحركات المحظورة مثل الإخوان المسلمين. والصورة الآن تغيرت وأنظمة الحكم في بعض الدول اندثرت، لتصبح معادلة جديدة الإخوان المسلمون هم فيها الأهم".

لكن الشوبكي يرى أن "الحديث لإخوان مصر قد لا يتحقق في غيرها من الأماكن، وذلك لظروف كل منطقة، وتحديداً فإن حركة حماس لن يتم التعامل معها كما هو الحال مع الإخوان المسلمين، والسبب في ذلك أن المفاضلة التي ستجريها أمريكا هذه المرة لن تكون بين حماس وأبو مازن، وإنما بين حماس ورضا إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا".

ويستدرك بالقول: "مسألة الحوار الأمريكي الحمساوي غير مرفوضة من طرف حماس، بل مرحب بها كما جاء على لسان أكثر من مسؤول، وقد يكون من مصلحة أمريكا حوار حماس، بل هي بحاجة لذلك، لأنه لا يمكن تجاهل جهة سياسية تمثل شريحة واسعة من الفلسطينيين.. وقد تلجأ واشنطن أحياناً للحوارات غير المباشرة، من خلال دول أوروبية، أو مؤسسات دولية أو من خلال شخصيات أمريكية رفيعة المستوى دون تمثيل رسمي للإدارة الأمريكية".

وحول الدوافع والأسباب التي قد تحكم إمكانية الحوار بين واشنطن وحماس، يقول الشوبكي: "المسألة تتعلق فقط بالمحيط العربي، إذا ما حققت الثورات العربية تغييرا فعلياً وأتت بقيادات وطنية، وليس بالضرورة أن تكون إسلامية، لكنها ترفض انتهاج نفس سياسة التبعية، وشكلت هذه الأنظمة الجديدة ظهيراً سياسياً واقتصادياً قوياً للفلسطينيين وحركة حماس، فأمريكا ستسعى جاهدة للحوار".

الأمر الآخر الذي قد يدفع أمريكا للحوار مع حماس، كما يطرح الشوبكي، يتمثل في "إبداء حماس رغبة في تغيير مواقفها، وهذا الأمر يعني نهاية حماس عملياً إذ ستفقد مبرر وجودها كحركة متمايزة عن فتح من الناحية السياسية. وهو أمر ليس بالمتوقع"

3/7/2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات