الشهيد القائد ياسر عرفات “أبو عمار”…
أبو عمار.. اسم ملأ أرجاء الدنيا، عشقه كل مناضل كل ثائر كل الشرفاء كل من خطى خطاه، اختلف معه كثيرون أيضاً ولكن قليلون اختلفوا عليه، ليبقى رمزاً ارتبط بفلسطين وارتبطت به… .
هو محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني الذي اشتهر فيما بعد باسم ياسر عرفات أو “أبو عمار”.
ولد في القاهرة في الرابع والعشرين من أغسطس/آب 1929، له من الإخوة سبعة إخوة وهو الخامس منهم في الترتيب عمل والدة في التجارة واشتهر بتجارة التحف وهاجر إلى القاهرة عام 1927 . توفيت والدته وهو في سن الرابعة من عمرة أرسله والدة إلى عمة في موطنة الأصلي بالقدس، كانت القدس وقتها عاصمة الانتداب البريطاني لفلسطين. بدء شعوره بان وطنه محتل و ولد شعوره بالظلم منذ نعومة أضافره عندما اقتحم الجنود البريطانيين بيت عمة واخذوا بضرب أفراد الأسرة بدون ذنب واخذوا يكسروا ويحطموا أثاث المنزل ، في عام 1937 عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعيش مع عائلته حيث اعتنت بتربيته أخته الكبرى ..
اشتهر بين أصدقائه والطلاب بالذكاء وكان متفوقا في دراسته حتى أنهى دراسته الثانوية بتفوق و التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد جامعة القاهرة حاليا حيث تخصص في دراسة الهندسة المدنية ، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيساً له من عام 1952 إلى عام 1956. وأثناء دراسته كون رابطة الخريجين الفلسطينيين التي كانت محط اهتمام وسائل الإعلام المصرية آنذاك، واشترك إلى جانب الجيش المصري ضد العدوان الثلاثي عام 1956. شغله اهتمامه النضالي عن حضور جنازة والدة الذي توفي عام 1952وذلك بسبب ذهابه إلي قناة السويس للمشاركة مع الجيش المصري في أعمالة العسكرية . تركت الهزيمة التي مني بها العرب وإنشاء دولة إسرائيل حالة من اليأس في نفس الشاب المتفجر بالطاقة والحيوية، الطامح إلى الحرية والساعي لها، قدم طلبا للحصول على تأشيرة للدراسة في جامعة تكساس، لاستعادة معنوياته والإبقاء على حلمه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، عاد إلى جامعة فؤاد وأكمل دراسته في الهندسة لكنه قضى معظم وقته كزعيم للطلاب الفلسطينيين لم يبدأ تاريخه النضالي من لحظة تفجيره الرصاصة الأولى بل قبل ذلك بكثير، كانت تجتذبه ارض المعارك حيثما كانت، فكان مقاتلاً شرساً خاض معارك عسكرية بعد تلقيه التدريب العسكري اللازم من قبل “جيش الجهاد المقدس “بقيادة القائد الشهيد عبد القادر الحسيني بعد التحاقه بقوات الثورة في العام 1948، وأسندت إليه مهمة الإمداد والتزويد بالأسلحة سراً من مصر وتهريبها عبر رفح للثوار في فلسطين.
شارك للمرة الثانية متطوعاً في “حرب الفدائيين” عام 1953 في قناة السويس ، هذه الحرب التي غيرت من دور الاستعمار البريطاني ووجوده “شرق السويس”، وفرضت أخيراً ، الجلاء البريطاني عن الأراضي المصرية.
أرسل في عام 1953 ، خطاباً للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر عقب قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952. ولم يحمل هذا الخطاب سوى ثلاث كلمات فقط هي “لا تنس فلسطين”. وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمه، وهو من ربطته برجالات ثورة 23 يوليو تموز عام 1952 علاقات ببعض رجالاتها الذين التفاهم أثناء حرب الفدائيين في القناة. عمل الرئيس الراحل بحسه الوطني العميق على استثمار مشاركاته هذه لصالح فلسطين ، فبعد أن عمل على تأسيس ” النادي الفلسطيني بالقاهرة “، انطلق لإقامة “رابطة الطلبة الفلسطينيين”مع رفيق دربه المرحوم فتحي البلعاوي، لتشكل النواة والبؤرة الأولى “للطلبة الفلسطينيين ” على مستوى العالم، هذه “الرابطة التي كانت أول هيئة فلسطينية منتخبة على مستوى الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 ، وحملت علم فلسطين إلى الدنيا بأسرها وقاتلت مشاريع التوطين ونجحت في إسقاط مشروع جونستون لتحويل مياه نهر الأردن .وكان لهذه ” الرابطة ” دور مركزي في إسقاط سياسة الأحلاف الاستعمارية “حلف بغداد” و”مبدأ الفراغ” الذي قال به الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور. وفي تشكيل ” الرابطة ” الأرضية الصلبة والقاعدة القوية لإنشاء ” اتحاد طلبة فلسطين ” ، المتميز بكونه رافداً وطنياً أساسياً ورافعة وطنية فلسطينية رئيسة ومركزية.
التحق ياسر عرفات بعد تخرجه من “كلية الهندسة”،”بالكلية الحربية المصرية ” وأصبح ضابطاً في “سلاح الهندسة”، وعاد من جديد لمنطقة قناة السويس ليشارك مقاتلا في رد العدوان الثلاثي الإنجليزي – الفرنسي – الإسرائيلي ) عام1956)، في بور سعيد مع رفيقه رئيس اتحاد الطلبة المصريين/ جواد حسني، الذي أستشهد في تلك المعركة. . وفي هذه المعركة أدرك القائد الرمز أن القوة العسكرية ممثلة بالعدوان الثلاثي لم تستطع أن تهزم إرادة شعب مصر بقيادة عبد الناصر وأن إرادة القوة مهما عظمت . . فإنها تُهْزَم أمام قوة إرادة الشعب المقاتل . وفي القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفاً بمفتي القدس وفي 1956
أسس ياسر عرفات عام 1957 “اتحاد الخريجين الجامعيين الفلسطينيين” وغادر للعمل مهندساً في الكويت،عام 1958 وأسس شركة مقاولات، وهناك كانت الانعطافة الأهم في حياته تلك الانعطافة التي صنعت تاريخا حديثا وجديدا لفلسطين وللأمة العربية . . في هذه المحطة من حياة القائد الرمز ، التقى وتعرف على خليل الوزير “أبو جهاد” وتنضج الفكرة وتتشكل، ويكون التطبيق عملياً بتأسيس خلية ثورية أطلق عليها اسم “فتح” وهي اختصار لحركة تحرير فلسطين في خريف 1957 ويتم خلق نواة التنظيم الصلبة ، وتسمية أعضاء “اللجنة المركزية من مؤسسي فتح “. وأصدر مجلة “فلسطيننا”، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1965 مارس عبره نشاطا دبلوماسيا.
يعتبر الرئيس ياسر عرفات من شخصيات الصراع العربي الإسرائيلي المحورية والتي ارتبط اسمها بالقضية الفلسطينية طوال العقود الخمسة الماضية، ولا يزال ومحركا رئيسيا لأحداثها ,ففي حرب 1967برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية. وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطيني.
في العام 1958 وأثناء عمله مهندساً في دولة الكويت، بدأ بوضع اللبنات الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث شكل الخلية الأولى التي تبنت الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين وبدأ الرئيس ياسر عرفات بمحاولة جمع عدد من البنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وفي ليلة الأول من يناير عام 1965 نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بنسف محطة مائية، حيث قام ياسر عرفات بتسليم نص البيان الأول إلى صحيفة النهار اللبنانية بنفسه، وفي أعقاب حرب عام 1967 انتقل عرفات للعمل السري في الضفة الغربية المحتلة حيث قام بتنظيم مجموعة من خلايا المقاومة، واستمر ذلك مدة أربعة أشهر. وانتخب في 3 شباط/فبراير عام 1969 رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة واستمر الزعيم بالعمل على تنظيم واستقطاب المزيد من الكوادر، للتحضير والعمل على إطلاق رد جيل النكبة ، هذا الرد الذي حمل في طياته بعثا جديدا للشعب ورسم ملامح الهوية النضالية الفلسطينية.
كما كان في 1964 أن منظمة التحرير الفلسطينية قد تم تأسيسها ، تحت رعاية جامعة الدول العربية ، وتم الجمع بين عدد من مجموعات العمل لتحرير فلسطين لجميع الفلسطينيين. ومقرها في الأردن. وفضلت الدول العربية سياسة تصالحيه أكثر من سياسة حركة فتح ،في ذلك الحين . ولكن بعد هزيمة إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 ، فتح خرجت من تحت الأرض وأقوى وتنظيم أفضل للجماعات التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية ، وتولى تلك المنظمة في 1969 عندما أصبح عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.بعد أن انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة
في حياته منذ ذلك الحين.
ويضع “أبو عمار” مع إخوانه، صياغات المرحلة القادمة لعقود وعقود من السنين، وتكون الانطلاقة، ويكون التفجير, تفجير المنطقة برمتها/في نفق عيلبون/ في الأول من يناير/كانون الثاني 1965 في البيان الأول ” للقيادة العامة لقوات العاصفة ” عندما نطق بكلمة السرّ “حتى يغيب القمر”، أعلنت فتح ثورتها وانطلقت عاصفتها لتدق أول مسمار في نعش الوجود الإسرائيلي، وتناقلت صحف العالم نبأ ثورة أبناء المخيمات، ثورة اللاجئين، ثورة تحمل رايات التحرير والعودة لتقضي على التشرد والشتات ، ويقود مسيرة العمل الميداني. أسس هو وأصدقاؤه حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، وهي شبكة من الخلايا السرية تحت الأرض ، والتي بدأت في عام 1959 لنشر مجلة تنتهج الكفاح المسلح ضد إسرائيل. في نهاية 1964 غادر عرفات الكويت إلى الأردن لينطلق من هناك بداية أعمله الثورية وتنظيم عمليات فدائية فتحاوية إلى إسرائيل من الأردن.
التعليقات (0)