الشهيد محمد صادق الصدر وبناء حوزة المستقبل العراقية
لقد سعى السيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه الى تأسيس حوزة علمية بمواصفات خاصة ، كانت قد دعا اليها خلال عباراته وكلماته مع طلبة الحوزة الشريفة ويمكن ان نجمل ام الخصوصيات في حوزته الجديدة
اولاً: الاعتماد على مناهج علمية رصينة بانتقاء مدروس
ثانياً: اضافة مناهج اكاديمية تساعد الطالب في فهم ان تكون له ثقافة اضافية
ثالثاً: تقليل العطل والاستراحات الى ابعد حد خلاف المتعارف
رابعاً: الحث على تأسيس مجتهدين بالمواصفات العلمية الدقيقة
خامساً: الدعوة الى ايجاد حوزة عراقية او حوزة عربية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف
ولعل الغريب في هذا الطرح هو النقطتين الاخيرتين لكنهما امر واقع يمكن مراجعته في اكثر من مناسبة طرحهها المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه وهو حثه لمجموعة من طلبته على التحصيل والتحصيل طبعا باشرافه للوصول الى مرحلة الاجتهاد وحيازة الملكة والتدريب على استعمالها في الاستنباط وقد قال احد طلبته( لقد كان الشهيد الصدر يعطينا اسرار الملكة ولا يبخل بها عن من يخلص في طلب العلم)
اما السر في ذلك فيرجع الى عدة امور محتملة ليس هناك ترجيح لاحدها الا عند الباحثين بما يجمعونه من قرائن، منها تصريحه الدائم ان النجف هي اعلم المناطق على الاطلاق ومنها ان المجتمع لا يمكن ان يكون بلا مجتهد على الاقل وغيرها كثير ..
لكن المهم ليس هنا المهم ان الشهيد الصدر كان يسعى بجد لانتاج مجتهدين لتفريغ ما يملك من كم علمي هائل ومن تجارب خاضها خلال مسيرته العلمية والجهادية في الدراسة والاعتقال ومن ثم التجربة في الاداء المرجعي اراد ان يوجدها من خلال اشخاص ينتهلون من فكره ومن علمه وفق برنامج علمي وفكري مدروس فهو خلال سنوات قليلة استطاع ان يؤسس لهذا المنهج ولو كان قد اكمل المراحل كاملة والتجربة بنضوجها لكان قد احدث تغييرا كبيرا وشاملا اكثر مما هو الان
فهذا هو النموذج المطلوب في المرجع لا ان يكون صالحا في نفسه وعالما في نفسه يختزن علمه في صدره وانما لابد ان يكون قادرا على تربية المجتمع اولا وتربية اهل العلم وايصالهم الى اعلى المراتب كي يكونوا قادة المستقبل
التعليقات (0)