الشهيد الصدر الثاني في ضمير المحقق الصرخي.
بقلم: محمد جابر
معرفة التاريخ الإنساني والقصص المتضمِّن لسيرة الأمم والشعوب وحضاراتهم وثقافاتهم، وبَيان أحوالهم، ومعرفة عَواقبهم فيه من العِبَرِ والدُّروس والعظات ما يجعل من ذلك معتبرًا وواعظًا وإصلاحًا للحاضر وبناءا للمستقبل.
القُرآن الكريم دعا وأكد على معرفة التاريخ، ومعرفة أحوال الأمم الماضية، وقد قَصَّ القرآن أهمَّ أخبار الماضين، لأخذ العبرة والعظة، فيقتدى الإنسان بالصالحين وسيرتهم، ويبتعد عن الأشرار وأخلاقياتهم،
ولمَّا كانت معرفة التأريخ من أجل العبرة والموعظة منهجًا الهيَّا قرآنيّا عقليَّا أخلاقيَّا حضاريَّا فبالتأكيد أنْ يكون الاتعاظ والاعتبار من التجارب التي عاصرها وعاشها الفرد والمجتمع كذلك، وهذا هو ديدن كل انسان عاقل، يقول الامام علي عليه السلام: « العاقل من وعظته التجارب».
لكن مما يؤسف له نجد أنَّ هذا المنهج الإلهي العلمي الأخلاقي الحضاري غائب عن اهتمامات المجتمع- الا من رحم الله- فلا معرفة واعية بالتأريخ، ولا اتعاظ، ولا اعتبار به، ولا حتى بالتجارب التي عاشها الفرد والمجتمع فلايزال يلدغ مِن جحر مرتين...ومرات... ومرات!!!.
بالأمس القريب واكب المجتمع العراقي حركة الشهيد الصدر الثاني الرسالية والتي شكَّلت قفزةً نوعيةً في تاريخ المرجعيات الدينية، ولا أريد هنا الخوض في تفاصيل حركة الشهيد الصدر لأنَّ المجتمع قد عاشها سواء كان ممن التحق بها، أو مَنْ وقف ضدها وخذلها، فما يهمنا هو أنَّ نبحث عن ذلك المنهج الإلهي في مواقف وسلوكيات المجتمع بعد شهادة السيد الصدر، فهل اتعظ واعتبر المجتمع من ذلك؟!!! هل اتعظ الذين وقفوا ضد حركة الشهيد الصدر، أو الذين لم يلتحقوا به بحيث لم يكرروا نفس الأخطاء بحق غيره؟!!!
وهل ترك هؤلاء مَنْ غرَّر بهم وخدعهم وكذب عليهم حينما زرع في اذهانهم الشبهات والطعونات والاتهامات والافتراءات والأكاذيب والشائعات التي الصقها بالشهيد الصدر، الأمر الذي دفعهم الى الوقوف ضده فضلا عن خذلانه؟!!!!
وأمَّا بخصوص الذين التحقوا بالشهيد الصدر فهل استمروا على النهج العلمي الشرعي الأخلاقي الذي سار وتمسك به وضحى من اجله الشهيد الصدر، أم أنَّهم تفرقوا شعوبا وقبائلا وتيارات لأنهم تركوا منهج الصدر العلمي الشرعي الأخلاقي، بل خالفوه جهارا وعلانية؟!!!.
يقول الأستاذ المعلم في تأبين الشهيد الصدر:
«اللهم إنا نشكو إليك ظلم العباد، التابع قبل النافر، والصديق قبل العدوّ والقريب قبل البعيد الغريب، والموافق قبل المخالف، اليوم كما في الأمس، بعد الممات كما في الحياة، كل ذلك وقع ويقع على جسد وروح ونفس وفكر وعلم ونهج وسلوك سيدنا الأستاذ الشهيد السعيد الصدر الثاني - قدّس سرّه - المظلوم حيًا وميتًا، والسلام عليك يا سيدنا الأستاذ يا أبا مصطفى يوم ولدتَ ويوم استشهدتَ ويوم تُبعث حيًا، وباِسم المؤمنين الأخيار الأطهار عاهدناك ونعاهدك يا سيدي ويا مولاي أنْ نكون زينًا لك ولأجدادك الأئمة الأطهار - عليهم السلام - وأنْ نسير بصدق وعدل على منهجك وصراطك القويم وأنْ نكون ظاهرًا وباطنًا وسرًّا وعلنًا المجسّدين الصالحين والمحبّين والمحيين الصادقين لسيرتك العطرة ومنهجك وخطّك العلمي الفكري وسلوكك الرسالي الإسلامي المنتج المثمر المؤثر».
الماضي والحاضر والواقع والشرع والعقل والأخلاق يشهد بكل وضوح أنَّ الشهيد الصدر ظلم حيًّا وظلما ميتا!!!!!!!، كما قال السيد الأستاذ، وأنَّ منهج الاتعاظ والاعتبار من التاريج والتجارب السابقة والمعاشة غائب.
التعليقات (0)