مواضيع اليوم

الشهادة للآخر

حسن اسافن

2009-11-10 08:22:47

0

 



جريدة الدار الكويتية الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430 , 10 نوفمبر 2009 العدد 554 السنة الأولى


علي البحراني
نعاني كمجتمع ينقسم إلى صفين طائفيين متخندقين كل ينتصر لصفه بغض النظر عن مصداقية هذا الانتصار وموضوعيته والخوف من وصم الفرد في كلا الخندقين بالخائن إذا ما قال شهادة حق في حق الآخر، وحفاظا على عدم الاختراق أو التشفي أو التشكيك في خندقه فالكل يبحث في هذه الحالة عما يسيء إلى خصمه ليدعم موقفه وليشكك في موقف المخالف له، وليس عما يتفق معه فيه ويقربه منه وبغض النظر عمن يستفيد من هذه الحالة ومن يؤججها كلما أفلت،فهناك القلة القليلة التي تتجرد من موروثاتها ومكتسباتها من حالة مؤدلجة لترى الصورة عن بعد، فتحيط بمعالمها وحيثياتها وأبعادها فتتحدث بما يملي عليها ضميرها حتى لو كان على حساب الطائفة المنتمية إليها، مثل تلك الشخصيات نادرة لكنها مؤثرة.
في برنامج «اللوبي» المميز والذى يبث على قناة «العدالة» الكويتية والذي كان الضيف في برنامج من برامجها الشيقة فيه (بوطارق ) الإعلامي البارز والوزير السابق محمد السنعوسي كان السؤال الأخير فيه هو شهادة منه للنواب الشيعة في مجلس الأمة الكويتي بأنهم أكثر تهذيبا ولباقة وأدبا من غيرهم وتلك شهادة تتسم بالجرأة والحرية والشجاعة لأن هذا ما نفتقده كمؤدلجين وطائفيين في العالم الإسلامي بطبيعة انتمائنا لأحد هذين المذهبين لأن الشهادة للطرف الآخر في إيجابية يتسم بها ستفتح على شاهدها مدافع خندقه لتقصفه بالعمالة والخيانة والجهل والضلال هذا إن لم تصل تلك الاتهامات إلى تغيير مذهبه أو مناصرة المذهب الآخر والتخفي في لباس مذهبه الأول، لذلك قليل هم الذين يقفزون على كل تلك المصطلحات غير آبهين بتبعاتها ليشهدوا بالحق تجاه الآخر أو لينتقدوا ذواتهم وموروثاتهم وممارساتهم لطقوسهم من أجل تقويمها متحدين بذلك كل المقاومات للتغيير وكل المضادات للتطوير والتهذيب والبعد عن المبالغات والتشدد من أجل الحفاظ على موروثات قد لا تستند لصحيح.
علينا جميعا كأفراد في مجتمعات من كلا الطرفين أن نبتعد عن اصطياد الأخطاء والزلات من أجل الانتصار على الآخر والبحث عن الإيجابيات والمعززات للوحدة انتصارا لنا جميعا وليس لجزء من الأجزاء، إن ذكر محاسن أخيك الإنسان أفضل وأقوى لك من ذكر مساوئه التي جرت علينا الويلات والحسرات حتى غدونا نسترخص ما وهبنا الله من حياة من أجل تدمير الآخر وقتله وإزهاق أرواحنا معه، مستبدلين العطاء والبناء والابتكار والاختراع والتصنيع وخدمة الإنسانية بالتفخيخ والتفجير وثقافة الموت من أجل تعزيز عداء الآخر ومخالفته كل ذلك لأننا ركزنا على السلبيات وتجاهلنا الإيجابيات. شكر خاص للأستاذ بوطارق على شجاعته ليس في هذه فقط بل في إنسانيته وعقلانيته.
Al2000la@hotmail.com


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !