الشك ليس مرضاً
الشك في أبسط صورة له عبارة عن تساؤلات تساؤلات تشغل العقل البشري وتدور في فلك المعرفة بشتى صورها، لو تأملنا الخطاب القرآني لوجدناه يربط بين الأسباب والمسببات فهناك الأمثلة الطبيعية كالريح والمطر والزلازل والفيضانات "سيل العرم" تلك الأمثلة تدعونا إلى التفكير بعقلانية والربط بين السبب والمُسبب بمعنى متى تصل المجتمعات لتلك المرحلة التي تصارع فيها الطبيعة وكوارثها المختلفة ومالعلاقة بين الانحدار الحضاري والأخلاقي وبين تلك الكوارث؟
يخاطبنا القرآن بعقلانية ويدعونا في ٥٩ موضعاً إلى التعقل أي الربط بين الأسباب يدعونا إلى التساؤل والبحث عن الإجابات والتفتيش عنها في قصص الأمم الماضية التي هي في الحقيقة مرآة نرى من خلالها أنفسنا كأفراد ومجتمعات.
لقد تسأل إبراهيم عن كيفية خلق الموتى وهو نبي، وتساءلت الملائكة من قبل عن جدوى خلق الإنسان وهذه التساؤلات موجودة في القرآن الكريم رغم محاولات بعض الفقهاء قديماً وحديثاً اظهارها بغير صورتها الحقيقية عبر التأويل وقطع الطريق على من يحاول اظهارها بصورتها الحقيقية ، نحن بحاجة لقراءة عقلانية للقرآن الكريم قراءة توصلنا إلى الحقائق وتوقظ العقل من سباته، نحنُ نقرأ القرآن قراءة روحية خالية من التدبر والتفكير والبحث والربط بين مختلف الأسباب والآيات ، لقد أهملنا التساؤلات والشك الذي يزيد في الإيمان ولا يخرج صاحبه من الملة واشتغلتا بالحفظ الذي تكفل الله به ولم يفرضه علينا، التدبر لا يمكن أن يصل إليه القاريء إلا إذا امتلك التساؤل واجاد البحث والربط بين مختلف الأسباب ، الفيلسوف ديكارت بدأ بالشك ليصل في النهاية إلى اليقين فالشك خطوة جريئة لا يقدم عليها إلا قله قليلة من البشر الذين يخوضون غمار التجربة بشجاعة دونما خوف من أحد، نحنُ أحق بالشك من إبراهيم قال ذلك نبي الأمة لكن الفقهاء أولوا ذلك القول وجعلوا من يشك ملحداً، الشك يزيد في الإيمان هو عبارة عن تساؤلات ستجد إجاباتها في القرآن الكريم إذا قراءته بتدبر وبتمعن بعد أن تضع أقوال القدماء جانباً، أعتقد أننا نملك مخزون فكري ولغوي وفلسفي وروحي وعقائدي كبير لكن ذلك المخزون لم يأخذ حقه في البحث والدراسة والتدبر فهو مُلهم ويهدي للتي هي أقوم كما قال عنه من أنزله من سابع سموات.
التعليقات (0)