مواضيع اليوم

الشك ؟ أم الدوغماتية ؟؟

فرقد المعمار

2012-08-10 11:21:10

0

 سأل سائل الفيلسوف الانكليزي راسل :
هل انت مستعد لكي تموت من اجل آرائك َ ؟؟؟
الفيلسوف : لأ ..!!
السائل : لماذا ..؟؟
الفيلسوف : قد اكون مخطئا ً فأموت احمقا ً ...!!

ابراهيم عليه السلام أول مابدأ برحلته نحو الحكمة والحقيقة بدأ بالشك ! نعم بالشك !
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
 ولعل عبارة (وَلَــــكـِن لِّيـَطْمَـئـِنَّ قَـلْـبِي)  واضحة ان عدم الاطمئنان والشك قد وصل ودخل وتغلغل الى قلب ابراهيم حتى سأل العلي بعليائه ان  (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى) ؟؟
فأبراهيم سأل عن الآليه والحيثية والماهية في احياء الموتى ولكنه لم يشك بـالله تعالى وكيف يشك بالله والله يشهد ان الرسل مطمئنة لوجوده سبحانه إطمئنأنا ً لا يتزعزع كالجبال الرواسي فقال تعالى :
  (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ )
ومحمد النبي .. محمد الشخص... وليس محمد الرسول... شك هو ايضا فقال له الله تعالى:
 (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
الشك من طبائع البشر وهي صفة انسانية بأمتياز  وفطرة ... والانبياء جامع قلوبهم الشك ولكنه لم ينقض أيـمانهم ! نعم ممكن ان تشك وتبقى مؤمنا وليس كما يصوره لنا فقهاء الدوغماتيه فيقولون احــــذر ان تشك .. فأن شككت فأنت والشيطان سواء ...!!
 لكن القران يحثنا نحو الشك ويدفعنا دفعا اليه ...!
الشك المنهجي .. شك يوصل لليقين !! على ان هناك فرقا بين الشك وبين الريب
 فالريب : شك عن تهمة...
والشك : طريقة ومسلك منهجي للوصول الى الحقيقة .
الله تعالى قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) ولم يقل (ذلك الكتاب لاشك فيه)
والشك سبيل الباحثين عن الحقيقة ابدا ودائما فإذا ما توقفوا عن الشك توقفت عقولهم وشللت افكارهم وصاروا سجناء طوائفهم وعبيد مذاهبهم مرضى القلوب  غارقون بالطاعوية العمياء وبالابائية الدهماء ووقعوا بمرض فلسفي عقيم يسمى مرض الدوغمائية ...!
الدوغمائية :
مذهب فلسفي ويعني الجمود العقائدي ,والتصلب الفكري, والتزمت , والشلل العقلي,  والتاييد الاعمى لمبادئ او مطالب مذهب فكري او طائفي بدون امعان النظر فيه, واحتكار الحكمة, وإلغاء الاخر وأعتبار مذهب الطائفة معصوم مطلقا وينسب إليه الصحة المطلقة والقداسة التي لاتمس !
ولعل كثير من طوائفنا وحركاتنا السياسية والدينية المتزمته اليوم تعج وتعتمد النهج الدوغماتي !
الدوغمائية :هي الاعتقاد الجازم ولكن من غير ان يكون للمرء ادلة مقنعه او كافية يستطيع ان يبرر بها اعتقاده .
طوائفنا وافكارنا وحتى شيوخنا  اليوم : مسجونين داخل السياج الدوغمائي القاتل !
وخرافة الدوغمائية عكس منهج الشك...
الاول ينسخ العقل والثاني يعليه ,الاول منهج فرعوني
 (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)
والثاني دعوة للعقل (أفلا تعقلون .... افلا تتدبرون )
الدوغماتيه فكر متكلس متعطل ومعطل هل رأيتم الساعة المعطله ؟ ذاك فكر دوغماتي ومن يعاني منه فهو عنده مرض الدوغما .. الله يشافي الجميع !
اما من يتبنى منهج الشك:
 فهو كالساعة المتحركة فبكل دقة ساعة تجدة بحالة فكرية متطورة وبكل دقيقة تجده عند مسأله متجدده وبكل ثانيه تجده متألق ومتجدد ومنفتح ويعيد قراءة افكاره !!
قد تكون آرائه خاطئة فيموت احمقا ً...!!
اخيرا :
هل انت من المدرسة الدوغماتيه ام المدرسة الشكيه ؟؟
من فظلك :
 لا تموت وانت مازلت على قيد الحياة ..!

فرقد المعمار




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات