الشكعة: من الممكن أن أخوض انتخابات بلدية نابلس بضوابط وشروط محددة والقرار النهائي لم أتخذه بعد
لدينا أغلبية نضمن بها تمرير الطلب الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة
شروط واهية تمنع تحقيق المصالحة ولا مجال لتأجيل الانتخابات المحلية
آمل أن يعود إلى نابلس مجدها والمدينة تحتاج لكثير من العمل
الفلسطينية للإعلام (بال فاملي): كتب غازي ابوكشك مدينة نابلس تعني له الكثير، يتعامل معها كجزء منه، يراقب عن كثب كل ما يجري فيها، ويعرف أدق التفاصيل رغم غيابه القسري عنها بضعة أشهر عندما كان يخضع للعلاج في مصر، حيث أجرى مؤخرا عملية لزراعة الكلى وتكللت بالنجاح التام.
لا يتخيل أن يعيش في مكان آخر غير نابلس، يتألم دائما لأي خطأ يراه في مدينته، ويفرح لكل إنجاز وتطور تشهده نابلس، لا يجامل أحدا ولا يحب المجاملات إطلاقا، ينتقد كل الأخطاء، ويعتصر قلبه ألما عندما يرى جبل النار متعثرا أو يعاني من أية مشاكل.
تحمل الكثير من المشاق والصعاب من أجل نابلس، وكرس جل وقته في خدمتها، عندما كان رئيسا لبلديتها، وما أن قدم استقالته منها، حتى سارع إلى فتح مكتب خاص يبقيه على تواصل دائم مع المواطنين في المدينة، يزورونه، يشكون له همومهم وآلامهم، يساعدهم على حل مشكلاتهم بمختلف أنواعها، فالكثيرون يصفونه بـ”الأب الحنون” و”ابن نابلس البار بمدينته”.
هو المحامي غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي فتح قلبه لـ”الحياة الجديدة” وتحدث عن علاقته بنابلس وماذا تعني له، متطرقا للأوضاع السياسية الفلسطينية، والتحركات الأخيرة للحصول على عضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما تحدثنا معه عن الجانب الشخصي من حياته خاصة في شهر رمضان المبارك.
وإليكم نص اللقاء الذي أجرته صحيفة الحياة الجديدة.
العضوية في الجمعية العامة.. خطوة جديدة وليست نهائية
يجري مؤخرا حراك فلسطيني مكثف للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة والحصول على عضوية في الجمعية الأممية، ما جدوى هذه الخطوات اذا كانت ستصدم لاحقا برفض مجلس الأمن، خاصة أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة؟
ما يهمنا الآن هو الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية من مؤسسة دولية وأممية كبرى وهي الجمعية العامة للأمم المتحدة، فنريد أن نحصل على عضوية دولة فلسطين على جميع الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وسندرس الخطوات التي تلي ذلك بعد نجاحنا في الجمعية العامة.
ونجاحنا في الحصول على عضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” أغضب إسرائيل ومن يحالفها كثيرا، وبالتأكيد النجاح في الأمم المتحدة سيغضبهم أكثر، لكننا ماضون في هذا الطريق رغم كل الصعوبات والعراقيل، فما نريده الآن هو الأنتهاء من قضية أن تبقى أرضنا تحت شعار “أراض متناع عليها” وانما “أراض محتلة من قبل إسرائيل” ولها صفة دولة غير كاملة العضوية.
ما المطلوب لنجاح هذه الخطوة؟
المطلوب الآن هو دعم عربي كامل للخطوة الفلسطينية، بالإضافة لدعم الدول العالمية الصديقة لفلسطين، وأن تكون معنا في توجهنا القادم.
لكن ما الجدوى من العضوية في الأمم المتحدة إذا كانت غير ملزمة وفي ظل تصدي مجلس الأمن من خلال الفيتو الأميركي لأي محاولات فلسطينية بهذا الاتجاه؟
بعد نجاحنا في الأمم المتحدة، وبدعم عربي ودولي يمكن أن نبني على هذا النجاح خطوات أخرى ونعاود الذهاب إلى مجلس الأمن مجددا، بعد تأمين الدعم اللازم، والنجاح في الجمعية العامة هو انجاز كبير يسهل الخطوات التي تليه.
هل تتوقع أن يمر الطلب الفلسطيني في الجمعية العامة بسهولة ويحظى بالنجاح المطلوب؟
هذا ما يلق إسرائيل، ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فنحن لدينا الأغلبية المؤيدة لنا في الجمعية العامة، والتي ستدعم طلبنا وصولا إلى النجاح المطلوب.
هل هناك موعد محدد لتقديم الطلب في الجمعية العامة؟
حتى الآن لا موعد محدد، والقيادة الفلسطينية ستختار الوقت المناسب لتقديم الطلب، لكن بجميع الأحوال نؤكد أن لا تراجع عن هذه الخطوة، وعندما تحدد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الموعد سيتم التنفيذ.
لا أفق لعودة المفاوضات
هل ترى أن هناك أفقا للعودة مجددا إلى المفاوضات مع إسرائيل؟
بالتجربة 20 عاما بقينا نفاوض ولا نزال في المربع رقم واحد، ومنذ تولي بنيامين نتياهو رئاسة الوزراء، وقد انسدت الأفق بشكل كامل، ووصلنا إلى قناعة بأن حكومة نتنياهو لا تريد المفاوضات وذلك من خلال ممارساتها على الأرض، فالاستيطان تواصل، وابتلاع الأراضي استمر، وعمليات تهويد القدس وتهجير سكانها على أشدها واعتداءات المستوطنيين تكثفت، وجدار الفصل العنصري تقريبا انجز، ووصل الطرف الفلسطيني إلى قناعة بأن هذه الحكومة لا يمكن ان تكون حكومة سلام، وقدمنا طلبات من أجل استئناف المفاوضات وهي طلبات عادلة وحق لنا، لكن الاحتلال واصل انتهاكاته ولم يترك لنا خيارا للتفاوض.
لكن بعد الحصول على عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ظل عدم العودة للمفاوضات، بالتأكيد الانتهاكات الإسرائيلية ستتواصل، ومع الوقت يلتهم الاحتلال كافة الأرض الفلسطينية، فما المطلوب للحفاظ على الأرض والهوية الفلسطينية بعد ذلك؟
هذا الموضوع بحاجة إلى بحث فلسطيني معمق ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل الانقسام الذي أنهك شعبنا، واتاح للاحتلال فرصة مواصلة الاستيطان، وارتكاب أعتى انواع الانتهاكات بحق شعبنا وأرضه ومقدساته وهويته، ولا يمكن أن ننجح دون انتهاء الانقسام.
والمقاومة الشعبية التي يدعمها الرئيس محمود عباس بحاجة إلى تشجيع أكثر للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية وهي سلاح فعال يجب الاستمرار فيه.
وإسرائيل الآن هي المستفيد الوحيد من حالة الانقسام الفلسطينية، فهي تريد ابتلاع أرضنا، وترى في الانقسام فرصتها المناسبة لتحقيق أهدافها، وبالنسبة لقطاع غزة فإسرائيل غير آبهة به، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين قد تمنى بشكل صريح أن يبتلع البحر غزة.
شروط واهية تمنع المصالحة
لماذا لم تنجح المصالحة إلى الآن؟
رغم كل مساعي المصالحة التي يبذلها الرئيس أبو مازن، الا انها تصدم باسباب وشروط واهية، والآن هناك عقبات كبيرة تعترض طريق إنهاء الانقسام، ولجنة الانتخابات لم يكن مرحب بها في قطاع غزة ولم يكن مسموحا لها بالعمل هناك، وقد اعلنا أن انهاء الانقسام تكون بدايته بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وحتى البلدية، وفي الوقت الذي تتذرع فيه حركة حماس بقضية وجود معتقلين في الضفة الغربية، فأنا اؤكد أن الأمر بحاجة إلى معالجة من الطرفين وليس من طرف واحد، فهناك أيضا معتقلين سياسيين في قطاع غزة وقضيتهم بحاجة إلى معالجة.
يقال احيانا أن تدخلات خارجية تمنع المصالحة الفلسطينية، إلى أي حد يمكن أن يكون ذلك صحيحا؟
هناك ضغوط قد تمارس لمنع المصالحة ولكن ولا مرة خضعنا لهذه الضغوط.
لكن حركة حماس ايضا تواجه اتهامات بتعرضها لضغوط من دول إقليمية لمنع اتمام المصالحة؟
ربما هذا صحيحا، ولكن الآن حركة حماس تتجه أنظارها نحو مصر، وتريد أن تكون علاقتها مع القاهرة مفتوحة، وعلى حالة توافق مع المصريين للتخلص من قبضة الإسرائيليين، لكن تل أبيب ستلعب لعبتها ولن تسمح بذلك.
هل تعتقد أن إسرائيل طرفا في عملية رفح الأخيرة التي قتل فيها ضباط وجنود مصريون وتريد ان تضرب العلاقة بين حركة حماس ومصر؟
لا اعتقد ذلك، لأن في النهاية الأمور ستتكشف والحقيقة ستظهر، وتفاصيل العملية ومن يقف وراءها ستكون معروفة، وبالتالي إسرائيل لا يمكن ان تورط نفسها في مثل هذا الأمر لسبب وحيد وهي أنها معنية باستمرار اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ولا تريد إنهائها، وستعمل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ عليها.
بالعودة لموضوع المصالحة، هل تتوقع أن يكون هناك تحركا شعبيا لإنجاحها في ظل كل هذا التعثر؟
هذا ممكن، ولكن هذا له ثمن فهل يستطيع الغزيين ان يتحملوا ثمن هذا الحراك؟.
البعض يدعي أن إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون غزة يمكن أن يعزز الانقسام، ما ردكم؟
قرار إجراء الانتخابات هو في كافة المدن الفلسطينية وليس في الضفة الغربية، ولكن لم يتم السماح للجنة الانتخابات للعمل في قطاع غزة، وعليه الانتخابات ستجري في الضفة، لأن هذا حق لكل مواطن، وعلى المواطن الفلسطيني أن يمارس حقه.
وهناك تراجع في الخدمات في جميع البلديات وهناك ظروف محيطة تعرقل العمل في البلديات مثل مواقف الدول المانحة لم تعد تدفع للبلديات كما في السابق، والآن الحكومة هي من تقوم بالمشاريع من خلال صندوف البلديات، وكل هذا يؤدي لتراجع الخدمات بسبب قلة الإمكانيات.
لا مجال لتأجيل الانتخابات المحلية
هل تتوقع أن يتم تأجيل الانتخابات المحلية مجددا كما حدث ذلك عدة مرات في السابق؟
لدي أمل أن تكون في موعدها والمؤشرات تصب في هذا الاتجاه، واذا ما تأجلت يجب أن يتحرك الشارع ويطالب بحقه في إجرائها.
المحامي غسان الشكعة، هل لديه نية في خوض الانتخابات البلدية في نابلس؟
لا قرار حتى الآن بالترشح، لكن لا مانع ضمن منطق معين، فأنا لا استطيع أن أحمل الحِمل لوحدي، ويجب أن يكون هناك مساعدين لرئيس البلدية لشؤون البيئة والصحة والكهرباء والمياه والطفولة والشباب، وغيرها الكثير.
والقضية الأولى تتعلق بالمواطن نفسه، يجب أن يحصل على حقوقه وعليه أن يقوم بواجباته اتجاه المجتمع.
ولا احد يحب نابلس أكثر مني ولكن يمكن أن يكون هناك من يحبها مثلي، ولن اتأخر إزاء حق نابلس علي، ولكن لست مستعدا للفشل في مهمتي، وهناك مقومات نجاح يجب ان تتوفر حتى أتخذ قراري بالترشح، علما أن قائمتي جاهزة إذا ما توفرت المعطيات المناسبة لخوض هذه الانتخابات.
في حال قررت خوض الانتخابات هل ستترشح بشكل مستقل؟
نعم، في حال قررت ذلك سأكون مستقلا ولا مانع ان يكون في قائمتي مرشحين من جميع الأحزاب ولكن ضمن منطق الكفاءة والمصداقية والقدرة على تحقيق النجاح، فهذه هي المعايير الأساسية.
مهام كبيرة وزمن محدود
ما هي المهام التي تنتظر المجلس البلدي القادم في نابلس؟
هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها، والمهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة، فنابلس لم تعد تُخدم بالطريقة السائدة، والوقت ضيق أمام المجلس البلدي القادم وهو أربع سنوات، وبالتالي يجب أن يكون العمل مكثفا، وصولا إلى الهدف المطلوب، وعصر العمل الفردي انتهى، وجهد شخص واحد لن يكون مثمرا، ورئيس المجلس البلدي القادم وظيفته تنفيذ القرارات والسفر إلى الدول المانحة من أجل الحصول على المشاريع المطلوبة للمدينة.
هناك مشاريع قمت بإنشائها عندما كنت رئيسا للبلدية، وقدمت استقالتك قبل افتتاحها ومنها مشروع مجمع بلدية نابلس هل أنت راض عن الوضع الذي هو عليه الآن؟
غير راضي عن مجمع البلدية مطلقا، وهناك أخطاء ارتكبت وطريقة ادارته غير مناسبة وله نتائج سلبية، فمثلا لم يكن مخططا للمشروع أن يتم فتح المحال التجارية على الشارع، وانما يبقى كل شيء بالداخل، وكذلك أرفض فكرة تضمين المجمع، وطريقة التوظيف فيه لا علاقة لها بالعدالة والكفاءة، وهناك حالة من التسيب.
هل أنت مع فكرة نقل اختصاص الكهرباء من البلديات إلى شركة مستقلة تتابع توزيع الكهرباء كما حدث في نابلس وعدد من المدن الأخرى؟
مشروع شركة الكهرباء عرض علي في السابق وانا رفضته، ومن لا يجرؤ على قول لا، لا يستحق ان يكون قائدا،
وضع صحي ممتاز
خضعت مؤخرا لعملية جراحية، ماذا يخبر المحامي غسان الشكعة المواطنيين عن وضعه الصحي؟
الوضع الصحي ممتاز والحمدلله، بعد العملية خرجت في وضع جيد، واحتاج إلى شهر من اليوم كفترة زمنية للاستراحة، وعملت فحوصات مؤخرا وكل شيء على ما يرام.
عندما عدت إلى نابلس، كانت هناك مراسم استقبال شعبية، بمجرد دخولك المدينة ومن ثم حفل استقبال، وغيرها من مظاهر الترحيب ماذا كان شعورك وأن ترى هذا المشهد؟
هذا أولا من رضا الله وعفوه، ثم دعوات المحبين والأصدقاء والأوفياء ولن أنسى هذا طيلة حياتي، وعليّ أن أدرك أن هذا الاستقبال وهذا الحب، حملني مسؤولية أكبر اتجاه نابلس وأهلها، واشعر بالامتنان لمن كرموني وانا على قيد الحياة، في وقت يقام فيه التكريم في كثير من الأحيان بعد رحيل المكرم.
هل كنت تتوقع هذا الاستقبال؟
أعتقد أنني كنت أتوقعه، لأنني أعرف تمام المعرفة نابلس وأهلها.
كيف تقضي يومك في هذه الفترة خاصة في شهر رمضان؟
أتوجه الساعة الحادية عشرة إلى المكتب، وأعود إلى البيت في الثالثة بعد الظهر، وأبقى في المنزل.
هل لديك أكلات مفضلة في رمضان؟
لا أكلات مفضلة ولا مشلكة مع الأكل، لكن قد أطلب كل عشرة أيام طبق المجدرة، وفي رمضان كغيره من الأيام، يتم اعداد صنف واحد من الطعام ولمدة يومين.
ماذا عن العلاقات الاجتماعية والعائلة في رمضان؟
التواصل العائلي يزداد في رمضان، واولادي واحفادي يأتون من الخارج، و لدي ستة احفاد يبقون عندي في البيت وأفضل ان لا اخرج لكي أبقى معهم.
في الختام ما هي رسالة لنابلس وأهلها؟
كل نابلسي ونابلسلية، بغض النظر عن العمر، يتمنون ان تعود نابلس لعزها وريادتها وموقعها الحقيقي، وهذا حق مشروع، وعلى الجميع واجبات يجب أن يقوموا بها، وحقوق يجب أن يحصلوا عليها، من أجل تأمين المستقبل، وتعود الحياة الاقتصادية لطبيعتها في نابلس، التي كانت قبلة للأجانب وعرب الداخل وجميع القطاعات التجارية كانت تعمل بشكل ممتاز، وكنا نستقبل عشرات الآلاف يوما، وما نأمله أن يعود لنابلس مجدها بل وأن تصبح أفضل وأفضل.
ويعيش أهلها بأمن واستقرار ومستقبل أفضل لأجيالهم القادمة وهذا ينطق على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
التعليقات (0)