علي جبار عطية
الأربعاء 03-07-2013
عجيبة هي نظرة الناس الى الحياة فمنهم من يراها حلوة نضرة ومنهم من يراها بائسة شاقة لاتستحق العناء والصراع المحموم من اجل البقاء!
اقرأ شعراً اشبه بالتعليمي فينقلني الى متاهات الكآبة يقول:
الا موت يباع فاشتريه
فهذا العيش مالا خير فيه
الا موت لذيذ الطعم يأتي
يخلصني من العيش الرغيد
واتساءل اذا كان العيش مالاخير فيه فكيف صار عيشاً رغيداً ؟
لكن حين يقرأ المرء شعرا لمحمود درويش يقول فيه (على هذه الارض ما يستحق الحياة ) ترتفع معنوياته ويشعر ان هناك اشياء كثيرة في الحياة تستحق ان يعيش المرء لاجلها منها الناس الطيبون ومباهج المعرفة وبعض المخلصين المتسامين في التضحية والوفاء بل ربما هناك أشياء تشعر المرء بأهمية الحياة برغم بساطتها مثل موقف انساني راق فيه حس عال يخفف عنك وطأة مأزق تمر فيه أو لمسة حانية من صديق يشعرك بمزيج من عاطفة الابوة وحنان الامومة بل ربما يكون لفنجان قهوة من يد أخ عزيز له فعل السحر في شدة تمسكك بالحياة ونحو ذلك!
وتسمع من يقول : عليك ان تفهم الحياة لتتذوقها!
لكن من يستطيع ان يفهم هذه الحياة بكل تقلباتها ففي كل مرحلة عمرية هناك فهم خاص للحياة ومذاق معين للعيش فابن العشرين يختلف احساسه وفهمه للحياة عن ابن الستين وربما يشكل قلع سن متسوسة منخورة حدثا مهماً عند صبي في العاشرة يختلف تماماً في تأثيره عن قلع سن العقل عند رجل في الخمسين ذلك ان الاقتراب من حافة النهاية يعطي احساسا يختلف جذريا عن المضي في بدء السباق!
ثم أن هناك الكثير من المنغصات التي تجعل شاعرا مثل زهير بن أبي سلمى يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لاابا لك يسأم !
هذا لمن عاش الثمانين فكيف بمن يقرف من الحياة ويمقتها وهو لم يتخط الاربعين!؟
ترى هل أن الامر يتعلق بوعي الحياة ؟
وهل كان المتنبي معبرا عن حالة انسانية حقيقية حين قال :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
واخو الجهالة في الشقاوة ينعم؟
التعليقات (1)
1 - المغرب .. المعذبون فى الأرض
حسين العراقى - 2013-10-03 18:45:45
في الطريق إلى منابع أم الربيع لا زال منظر أولئك الأطفال يطاردني .. أتذكر أنه وقتها حرمني النوم ، وكنت أظن أنني نسيت الموضوع ، لكن ما أن أطلق تجمع المدونين المغاربة حملته حول \"أطفال لا يخيمون \" ..حتى بدات كل مشاهد البؤس التي رأيتها ..وكل الأطفال المحرومين الذين صدفتهم في حياتي تلاحقني ، وتلح علي أن أكتبي عنا \"فنحن المعذبون في الأرض. أنه بالضبط صيف 2007 ، حين قررت أنا وأسرتي الصغيرة الأقامة خلال العطلة الصيفية بمدينة إيموزار (ايموزار، مدينة مغربية تقع على سفوح جبال الأطلس المتوسط على الطريق الوطني الرابط بين فاس و مراكش) وكل من يعرف المدينة الصغيرة والجميلة ، يعرفها أنها منتجع صيفي للتخييم بأمتياز ، ولا يمكنك التجول فيها دون أن تلتقي بأفواج الأطفال المخيمين ، من جميع الهيئات ، بلباسهم الموحد وصفوفهم المرصوصة وأناشيدهم العذبة ، أنهم يؤثثون مشهد المدينة ، شيء جميل …مفرح ..لكن لا يمكن أن تظل في المدينة الصغيرة طول الوقت ، فلا بد أن تزور الأماكن المحيطة بها ، عين فيتيل حيث الأطفال أيضا يبعثون فيك السعادة …إفران... بــــاقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us في أحد الايام قررنا أن نزور منابع أم الربيع وهناك ستنقلب الصورة الجميلة التي راقصت العيون وسنصادف على الطريق أطفال لا تظهر لملابسهم ألوان ولا تظهر على وجوههم ملامح . أستوقف الصغير السيارة ولكم أن تتوقعوا سنه فقامته بالكاد تصل لزجاج النافذة يحمل بيده سلة صغيرة من التين لا يعرف ألا لغته المحلية ، لم أستطع التواصل معه ، لكني عرفت أنه يريد بيعنا التين تالمت من المشهد خصوصا وأن أبني الصغير الذي لا يكبره ألا بالقليل يطرح علي أسئلة محرجة ماذا يفعل الصغير ؟ ....