مواضيع اليوم

الشغالون التونسيون يطالبون باطلاق سراح مناضلي أحداث الحوض المنجمي

adnane hajji

2009-05-04 08:36:08

0

ماى : لماذا لا يكون مناسبة لإطلاق معتقلي الحوض المنجمي

إعداد : عبد الجبار الرقيقي 
 
يحتفل الشغالون في بلادنا بعيد العمال العالمي شأنهم في ذلك شأن سائر  شغيلة العالم . و الطبقة العاملة هذه السنة تعيش على إيقاع الطرد المكثف للعاملين و العاملات من مختلف القطاعات التي هزتها الأزمة المالية العالمية فتدفع كالعادة ثمن الأزمة وحدها في حين تحرم من ثمار النمو زمن الرفاه فينتقل العمال من الكافئ  أو الفقر إلى نمط التهميش و التشرد .
و في بلادنا يحل العيد العمالي بيننا حاملا إلينا طعم المرارة و الحرقة لا بسبب الأوضاع المزرية لعمال المناولة فحسب و لا بسبب التدهور المطرد للمقدرة الشرائية التي يجوز تسميتها بالعجز عن الشراء بالعجز عن الشراء . و لا بسبب انتهاك قوانين الشغل و الحقوق النقابية فكل ذلك خبرناه و نناضل من أجل تجاوزه.
إنما سبب الألم إخوة لنا هم عمال أو حالمون بالعمل , هم نقابيون من خيرة من  أنجبت منطقة الحوض المنجمي و هم يتحملون مسؤوليات صلب الإتحاد العام التونسي للشغل سلطت عليهم أحكام جائرة في محاكمات أجمع كل المراقبين على خلوها من ضمانات المحاكمة العادلة في مختلف مراحل الإيقاف و التقاضي وصولا إلى مرحلة الحبس . كل ذلك من أجل حركة إجتماعية اعترفت السلطة في  أعلى مستوياتها بمشروعية دوافعها على الأقل و إن كانت واجهتها بالتعتيم و المحاصرة بدءا ثم بالعنف الأعمى و العقاب الجماعي أي بإطلاق الذخيرة الحية و استشهاد مجموعة من الشبان و إغلاق مدن الحوض المنجمي في مناسبات كثيرة أمام الإعلام أو نشطاء المجتمع المدني و ممثلي الأحزاب.
فكيف يكون عيد الشغالين عيدا و الأخ البشير العبيدي يكابد في سجنه مرضا يتهدد حياته و تكابد زوجته غياب ابنها المعتقل مع أبيه في نفس القضية و كيف نقدر على الإحتفال و عدنان الحاجي الذي أصبح رمزا لهذه الحركة يواجه سوء ظروف الإعتقال بكلية وحيدة بينما منح كليته الأخرى لزوجته جمعة التي تقارع بصبر و شجاعة ويلات المرض و الإحساس بالظلم ؟ و كيف يكون لعيد العمال طعم و الفاهم بوكدوس الذي غطى الأحداث لقناة الحوار التونسي مشرد عن أسرته ؟ و كيف و كيف و الشاب رشيد العبداوي يقضي عقوبة بنيت على تهمة باطلة بينما التهمة الأصلية انتماؤه إلى الشباب الديمقراطي التقدمي ؟و كيف نفرح و عشرات من بقية المعتقلين الذين لم نذكر أسمائهم يتألمون في زنازينهم و أهلهم يتعذبون حتى لمجرد زيارتهم ؟
لن تكون لعيد العمال نكهة و لن يكون للإحتفال مذاق إلا إذا أطلق سراح هؤلاء و أعيدوا إلى أعمالهم و استعادوا اعتبارهم . إن المعتقلين جميعا و أهلهم كافة لهم حقوق على السلطة و على إتحاد الشغل و علينا أحزابا و منظمات مستقلة,
لهم حقوق على السلطة لأنها المسؤولة عن تسيير شؤون البلاد و العباد و حرمتهم من نصيبهم الشرعي من الثروة و النماء و ألقت بهم بين براثن الفقر و البطالة و التهميش و هم الذين انحدروا من سلالة دفعت ثمن الإستقلال غاليا و استخلصت ثروة البلاد بالعرق و الدماء .
و لهم حقوق على السلطة لأنهم ساهموا في جعل الحركة الإحتجاجية سلمية مدنية متبصرة و كانوا صوتا لها اضطرت السلطة إلى الإعتراف به  و الإنصات إليه و التفاوض معه  فترة من الزمن .
لهم حقوق على السلطة لأنهم مواطنون مسؤولون لم يرفعوا سلاحا و لم يستنجدوا بأجنبي و لم يخربوا مرفقا عموميا و من حقهم أن يكونوا أحرارا اليوم بين أهلهم و أبنائهم الذين انتظروا 20 مارس و 9 أفريل و أملهم أن يكون 1 ماي يوم الخلاص , كما أن المعتقلين لهم حقوق على الإتحاد العام التونسي للشغل فهم منخرطون فيه منضوون تحت لوائه و يتحملون مسؤوليات ضمن هياكله و مشهود لهم بالنضالية و العطاء و الإخلاص للمنظمة و تم إعتقالهم و هم منتمون إلى المنظمة فمن حقهم عليها أن تدافع عنهم بحزم أكبر و بنجاعة أرفع و بأسلوب أكثر صراحة ووضوحا و أن يكون الإفراج عنهم جميعا مطلبا عاجلا ملحا لا يتحمل أي تأجيل تجند من أجله كل الإمكانيات المتوفرة للإتحاد و طاقته الضخمة . أفليس هؤلاء المعتقلون أحفاد عمال المناجم الذين أسندوا محمد على الحامي و فرحات حشاد في تأسيس التجربة النقابية الوطنية التونسية ؟
أليسوا أبناء ال27 شهيدا الذين سقطوا برصاص الجندرمة أثناء إضراب  4 مارس 1937 في المتلوي و المضيلة دفاعا عم حقوقهم الإجتماعية و استقلالهم الوطني .
و من حقهم على الإتحاد الذي رفع منذ تأسيسه لواء الدفاع عن الحقوق الإجتماعية و عن الحريات العامة و الفردية و ذاقت قيادته و مناضلوه مرارة سلب الحرية في مناسبات عديدة ضمن دولة الإستقلال أن يعمل للإفراج عنهم سريعا و لذلك عيد العمال هذه السنة عيد الإحتفاء بالإفراج عن كافة معتقلي الحوض المنجمي و إعادة الإعتبار إليهم و ليس ذاك بعزيز على منظمة كالإتحاد العام التونسي للشغل.
إن لهؤلاء المعتقلين حقا على أحزاب المعارضة المستقلة و منظمات المجتمع المدني فهم جسدوا على الأرض ما حبرناه على الأوراق فإنتزعوا حقوقا في التجمع و التظاهر و التعبير لا نزال عاجزين عن فرضها. و لامسوا عمق ما تعانيه بلادنا و خاصة الجهات و الفئات المهمشة و المحرومة و سطروا صفحة من المقاومة و الصبر و التضحية ستبقى مخطوطة في سجلات تاريخ تونس المعاصر بحروف من نور .
معتقلو الحوض المنجمي يحتاجون منا و يستحقون جهدا أكبر و تحركات أجرأ و يحتاجون و يستحقون أكثر من القليل الذي جدنا به.
و ليس من حقنا أن نتهاون أو نتقاعس مهما كانت التعلات و يجب أن لا يثنيا عن ذلك المحاصرة أو المراقبة أو العقاب فنحن مسؤولون أمام ضمائرنا و محاسبون أمام التاريخ إن لم ننجح في إطلاق سراحهم . و لا بد من أجل هذه القضية أن نرتفع قليلا عن الفويرقات السياسية التي تفصلنا عن بعضنا و أن  نلغي و لو إلى حين بعض الاختلافات و الخلافات التي تضخمت في نفوسنا المتعبة .
علينا أن نجعل من الإفراج عم معتقلي الحوض المنجمي قضيتنا جميعا و محور تحركاتنا المشتركة و هاجسنا الموحد. بل أذهب إلى أبعد من ذلك حين أقول إن الإفراج عن مناضلي الحوض المنجمي هو الشرط الأدنى الذي بدونه تستحيل المشاركة في الإنتخابات المقبلة .
إن زوجات المعتقلين و أبنائهم و أهلهم يتحرقون شوقا ليوم 1 ماي حتى يستعيدوا أحبتهم . فهل طلبوا المستحيل؟ و هل السلطة غير قادرة على إنهاء معانتهم؟
نحن نرجو ألا ينتظر المعتقلون و أهلهم مناسبات و أعياد أخرى و نتمنى أن يكون عيد العمال لهذه السنة بطعم الفرحة التي كدنا ننسى نكهتها.
بمناسبة عيد العمال اتصلت جريدة "الموقف" بعدد من عائلات مساجين الحوض المنجمي الذين اتفقوا جميعا على أنهم منذ الزج بأبنائهم في السجن و هم يتحرقون شوقا لملاقاة أهلهم أحرارا عند اقتراب مناسبة أو عيد وطني كما هو الشأن يوم 1 ماي.
 
عائلة "الهادي بوصلاحي" :
 
تقول شقيقة الهادي بوصلاحي أن أخاها هم الذي كان يعتني بالأسرة و بأمه خصوصا و اخته الخريجة كعطلة و أضافت بأنها اضطرت للتفريط في شغلها بالعاصمة  من أجل الحلول محل شقيقها السجين . و قد عبرت عن ألمها الشديد للطريقة الفظيعة التي اعتقل بها هادي بوصلاحي حيث ذكرت أنه أطلقت عليه الكلاب لحظة إعتقاله في مشهد مروع. و بسؤالها عن حالة شقيقها ذكرت بأنه مريض و لم تقبل لإدارة السجن بعرضه على الطبيب و اضطرت لتزويده بالأدوية و بذلك تحسنت صحته و لكن معنوياته متأثرة نسبيا بإنتظار التعقيب و المناسبات التي يعقبها الإحباط لعدم الإفراج. و قالت شقيقة الهادي بوصلاحي أنها لا تشعر بتفاؤل كبير خاصة بعد أن استعدت قبيل 20 مارس و نظفت البيت و أعدت المشروبات أملا في الإفراج عن أخيها لكن أملها خاب يومها و هي تدعو اليوم القوى الحية لمزيد السعي نحو إنهاء مأساة كافة المساجين.
عائلة بوبكر بوبكر:  
 
أخبرانا شقيق بوبكر بوبكر بأن اخاه يعاني من حساسية جلدية ناتجة عن ظروف الإعتقال كما يشكو من ألم بضرسه منذ ثلاثة أسابيع و قد رفضت إدارة السجن عرضة على الفحص الطبي رغم مطالبته بذلك. أما معنويات السجين بوبكر بوبكر فهي مرتفعة جدا لإيمانه بشرعية قضيته و لكنه شديد الإحساس بالظلم المسلط عليه و رفاقه و منزعج من العبارات التي أطلقت عليه في المحاكمة "الوفاق" و داخل السجن حيث يسمونهم "جماعة الشغب" في حين أنهم أصحاب قضية عادلة. و يقول شقيق بوبكر بوبكر : " كل أسبوع نقتفي آثار أرواحنا لنزور أحبتنا في السجن قفصة فنترك عندهم قلوبنا و نعود بأجسادنا خاوية و لسان حالنا يقول كما قال الشاعر معين بسيسو "بوركت الزنانزين التي كانت لنا وطنا" . و أضاف سقيق السجين ندعو المجتمع المدني ليقف إلى جانبنا في محنتنا بكل قواه.
 
عائلة " محمد الرداوي" :
 
أجبرتنا عائلة هذا السجين أن ابنها يعاني من ظروف السجن السيئة بسبب الإكتظاظ الشديد و الحرارة الخانقة في الزنزانة. كما أعلمتنا بأن محمود كان يعاني في آخر زيارة من حساسية جلدية بسبب ظروف الإعتقال كما يشكو من آلام بكليته و هو يحتاج إلى عرضه على الفحص الفني و تلقي العلاج. و السجين محمود الرداوي له ابن و زوجته لا تعمل و هما في كفالة والده و قد كان لذلك تأثيرا بالغ على نفسيته . و تقول العائلة : " أنها انتظرت 20 مارس و 9 أفريل و 1 ماي و لا تريد الإنتظار إلى 25 جويلية و هي تدعو السلطة إلى إطلاق سراح جميع مساجين الحوض المنجمي و الإلتفات إلى معاناة الأهالي و الأبناء خاصة ان هؤلاء المعتقلين لا تهمة حقيقية لهم و كل ما نسب إليهم هم منه براء.
 
عائلة السجينين "طارق و هارون حلايمي :
 معاناة هذه العالة مضاعفة حيث فقدت بسبب الإعتقال ابنين من أبنائها و قد أخبرتنا الأسرة بأن هارون يعاني من حساسية جلدية ناتجة عن ظروف السجن السيئة أما معنويات السجنين فهي عالية جدا إلا أنها تتأثر بعض الشيء بإقتراب المناسبات و الأعياد أملا في الإفراج عنهم خاصة و أن طارق خلف وراءه زوجة لا تعمل و ثلاثة أبناء أصغرهم كان عمره ستة أشهر حين اعتقل أبوه . و قد وجهت عائلة السجنين الشقيقين نداء حار إلى الإتحاد العام التونسي للشغل حتى يضاعف مساعيه من أجل حرية مساجين الحوض المنجمي خاصة و أن احد الشقيقين تم إعتقاله أثناء تحمله لمسؤولية بنقابة أساسية بالرديف.
 
عائلة "الطيب بن عثمان" :
 
يقبع الطيب بن عثمان في سجن سيدي بوزيد و أفادت عائلته بأنه يشكو من الإكتظاظ الشديد للزنزانة و قالت بأنه في صحة عادية في الفترة الحالية أما معنوياته فهي مرتفعة نتيجة إيمانه بالقضية التي دافع عنها و تسببت في إعتقاله . و ذكرت عائلة الطيب بن عثمان بـأنه متزوج و زوجته دون عمل و في كفالتها ابن . و قد أخبرتنا الأسرة بأن السجين عثمان بن عثمان الذي قاربت مدو سجنه على الإنقضاء قد تدهورت صحته في الفترة الأخيرة تدهورا ملحوظا إذ يعاني هذا السجين من شحوب و هزال شديد كما يشكو من ضيف التنفس إضافة إلى صعوبات نفسية نتيجة صعوبة الأوضاع السجنية و قسوة الإعتقال و شدة الإحساس بالظلم.
 
عائلة "رشيد العبداوي" :
أفادتنا عائلة رشيد العبداوي أنه لايزال ينام على الأرض و هو يشكو من إصابته بالحساسية الجلدية التي أصيب بها كثير من المساجين نتيجة ظروف الصحة و النظافة و التغذية داخل السجن. و اخبرتنا الأسرة أن إدارة السجن رفضت تمكين رشيد العبداوي من الكتب رغم انها تتعلق بدراسته للغة الفرنسية. كما أن بعض الحوالات   التي أرسلتها الأسرة لم يتمكن السجين العبداوي من الحصول عليها أما معنوياته فهي جد مرتفعة و يؤكد على أنه غير مستعد للتخلي عن قناعاته و انتمائه للحزب الديمقراطي التقدمي . و عائلة العبداوي مستاءة من انه في تم  المدة الأخيرة حرمان الأب المصاب بمرض عضال من بطاقة العلاج المجاني و زار العائلة مرشدا إجتماعي استنتج من زيارته أن وضع العائلة جدي في حين أنها غير قادرة على الإيفاء بنفقات العلاج الباهظة و كل دخل الأسرة مصدره عمل الإخوة الثلاثة عمالا عرضيين في حظائر البناء . و قد وجهت الأسرة نداء للإفراج عن كافة المساجين بمناسبة إحياء عيد العمال العالمي بما أن هؤلاء السجناء دافعوا عن حق الشغل الكريم .
 
السيدة "جمعة زوجة عدنان الحاجي" :
 
تقول السيدو جمعة الحاجي بان زوجها يعاني من ارتفاع ضغط الدم إضافة إلى ارتفاع نسبة الدهون في دمه . و السجين عدنان الحاجي بإعتباره متبرعا بكليته لزوجته يحتاج ككل متبرع لمراقبة صحية دقيقة و منتظمة كل ثلاثة أشهر على الأقل و قد مضى اليوم أكثر من سنة لم ينل فيها عدنان الحاجي حقه في المراقبة الطبية و لذلك عبرت لنا الأخت جمعة زوجته عن عميق انشغالها على صحته و خوفها من تدهورها إذا ما تواصل إصرار إدارة السجن على تجاهل حق زوجها السجين في العناية الطبية . أما عن ظروف السجن فهي قاسية بسبب شدة الإكتظاظ و الحرارة الخانقة. و أفادتنا السيدة جمعة الحاجي بأنها فقدت ثقتها في نية السلطة الإفراج عن زوجها و رفاقه و قالت بأنهم : " تلاعبوا بأعصابنا طوال الفترة الماضية فنحن كنا نأمل في إطلاق سراحهم عند كل عيد أو مناسبة و لكننا نصاب بخيبة الأمل عند كل مرة  لذلك ندعوهم على الأقل إلى الإسراع بإتمام إجراءات التعقيب." و قالت زوجة السجين عدنان الحاجي : " أدعو و أناشد كل ضمير حي و كل من تهمه قضية سجناء الحوض المنجمي و كل من له قدرة على الفعل أن يبذل كل مل في وسعه لإيقاف هذه المأساة و إنهاء معاناة الأهل و الأبناء  . و أضافت : " إن قيادة الإتحاد بعد رفع التجميد قد قامت بمساعي محدودة و هي مدعوة اليوم أكثر من ذي قبل بالرفع من نسق مساعيها . فهؤلاء المساجين أبناء الأتحاد العام التونسي للشغل و من المفترض أن تدافع المنظمة عن أبنائها بنفس القوة التي يدافع بها الأباء عن أبنائهم خصوصا في عيد يرمز إلى تمسك الشغالين بحقوقهم و كرامتهم".
 
(المصدر : جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي)
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !