الشعوب من تخلق القيادات التي تحكمها.. يا سيد فالح المالح
كان يتحدث احد العلماء في احد البرامج التلفزيونية عن مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مما جاء في كتب السنة والسيرة، ويعدد مناقبه ويذكر فضله، وكانت المكالمات تنهال على هذا البرنامج من بعض الأشخاص، وهم يحاولون أن يكفوا لسان الشيخ ويقطعوا حديثه عن خليفة المسلمين الأول، ويعددون مناقب علي رضي الله عنه؛ كذا وكذا.. والاثنان من أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه، وذكر مناقب الأول وتعدادها، لا يعني انتقاص الآخر لان الآخر له من المناقب الكثير، ولكن كان الحديث عن الأول، ومن غير اللائق أن ينتقل الحديث للآخر، ومن الإنصاف والفهم أن يكون الرد في جملة ما تناقشه الحلقة، بدون أي انتقال لغيرها، وخصوصا إذا لم يكن هناك مناسبة للحديث عنها، فأي عقول وأي فكر وربط يقود هؤلاء النوابغ؟!
وبنفس هذه الأسلوب وبعد مقالي "إيران كيت جديدة ونهاية اللعبة" رد علي احد كتاب عرب تايمز، وهو الأخ "فالح المالح" قائلا: " إيران كيت هي الشماعة التي يجب أن يعلقها العرب لقطع العلاقات مع إيران، وهي أيضا شهادة وصك البراءة للأنظمة العربية المعادية لإيران بل هي صك الغفران" داعيا أياي إلى تقوى الله تعالى: " وعندما تكتب مقالا أحط بكافة جوانبه، ودع الكره جانبا، وإذا تحدثت فقل خيرا أو اصمت" فتعجبت كل العجب وكأن لسان المتحدث في المداخلة السابقة هو نفس لسان حال صديقنا الكاتب، والغريب أنني في مقالي السابق لم أتحدث عن عمالة النظام الإيراني للغرب فقط، وإنما قلت في نهاية المقال: " وفي ظل هذه الفضائح ويقظة الشعوب المسلمة تكون قد انتهت لعبة هذه الدول في ادعاء المقاومة، واتضح للعالم بأن دول الاعتدال ودول ما يسمى بالصمود ليست سوى أدوات يحركها سادتها من الأمريكان والصهاينة، وأن الشعوب الإسلامية في طريقها لإنهاء بقية الحكم الخياني لشذاذ الطرق الذين يعتلون عروش الدول الإسلامية بإذن الله، والعاقبة للمتقين" فأيّ شهادة وبراءة نريد أن نعطيها لبقية الأنظمة يا صديقي؟!
فاسمح لي أن أقول لك: عندما تريد أن ترد على مقال اقرأه بشكل جيد، حتى لا تثبت للقراء أنك تجيب بإجابة جاهزة ومعلبة، وهي أن كل من يهاجم إيران هو مدافع عن الأنظمة التي تدعي أنها عدوة لها!! وهذا من عدم الإنصاف والحكم المسبق، ولعلمك كذلك أن النظامين الذي يدعي أحدهم الصمود والآخر الانبطاح، إنما هم مصنعون في مصنع واحد، وكان يكفي من انكشاف فضيحة "عوفر كيت" أن تكون قد فهمت هذه الحقيقة، والله يقول لنا وإذا قلتم فاعدلوا، فأين عدلك يا هذا والحقائق والتصريحات بينة وواضحة وجلية، وعندما تحدثت عن خونة العرب كان يجب أن تفعل الشيء نفسه مع خونة إيران ودول الصمود المزعومة!!
والمقارنة بين تلك الأنظمة واحدة، فكل واحد منها لا هم له إلا قمع شعبه، وهذا ما رأيناه من قمع الثورات في كل من إيران ومصر وتونس وليبيا وسوريا، بل ومن خلال الثورات التي تشهدها المنطقة فقد ثبت أن طغاة الانبطاح أكثر رحمة بكثير من طغاة الصمود، والذين يرتكبون جرائم تترفع عنها الوحوش جميعاً، ويرقصون فوق الجثث وهم ثملون من النصر الذي حققوه على المسلمين، وأما الطرفين فلم نر منهم أمام العدو الأمريكي والصهيوني إلا الركوع والرضوخ لهم، وان اختلف مواقف الطرفين في الإعلان عن هذا الموقف، فالطرف الأول وهو طرف الانبطاح يقول وبكل وقاحة أنني عميل وأنفذ كل ما يطلب مني، والطرف الآخر يدعي أنه عدو لهما ولا نسمع سوى الصراخ، وهذه الحقيقة يؤكدها السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم إذا اكتفى بالتنديد بالشهداء الذين سقطوا على يد قوات الصهاينة، كتنديد أي حكومة من حكومات الانبطاح، في الوقت الذي لو كان فيه صادقا أن يحرك جيوشه للانتقام لهؤلاء الأبطال الذين تصدوا لسلاح الصهاينة بصدورهم العارية، وهو الذي يملك من الأسلحة ما يملك، وهذا هو الفرق بين العميلين يا صديقي، أناس منبطحة وأخرى تصرخ ولا شيء سوى الصراخ، وعلى الخفاء تنكشف أن العلاقات بين دول الصمود والمقاومة والغرب وثيقة ووطيدة، فبربك كن عادلا أيها المثقف..!!
وهل تعلم أيها الكاتب أن ادعاء عقوبات على إيران وعلى مشروعها النووي.. قد فضحها فضيحة عوفر كيت الجديدة، والتي كشفت على أن ما لا يقل عن ثلاثة عشرة ناقلة نفط تابعة لمجموعة عوفر رست في مرافئ إيرانية، خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما كتبت به صحيفة "ذي ماركز" الاقتصادية في افتتاحيتها الثلاثاء الماضي: " قد يتبين في نهاية الأمر أن هذه المجموعة تسيء إلى العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وتضر بدولة إسرائيل التي تتصدر معركة دولية ضد البرنامج النووي لإيران"!! وهل تعلم أن هناك 200 شركة يهودية تنقل مواد تجارية لإيران بدءا من البرتقال إلى مواد تتعلق بالمشروع النووي!!
وهل تعلم أن العقوبات التي فرضت على العراق هي التي يمكن أن نسميها عقوبات، ومن وقت فرضها لم يخرج صدام من العراق مطلقاً بل لم يتجرأ زعيم عالمي على زيارته سوى تشافيز وقتها، بينما نرى نجاد والأسد والقذافي يتبجحون في أرجاء المعمورة، ويدخلون كل مكان، لدرجة أن طائرات "الاف بي 52" استقبلت زعيم شعارات المسح لليهود والأمريكان، وقادوه إلى وكرهم في المنطقة الخضراء واستقبلوه بكل ترحاب، كما هم يستقبلون المعلم وزير خارجية سوريا، بكل ود!! فهل تعلم هذا يا صديقي!!
وهل تعلم أن خاتمي ورفسنجاني ونجاد قد صرحا بأنهم قاموا بمساعدة الأمريكان في احتلال العراق وأفغانستان، وهل تعلم أن القاهرة وعمان قد شهدت لقاءت جمعت بين وزراء إيرانيين ويهود، وهل تعلم أن جنازة بولس الثاني قد شهدت مصافحة نادر بين كل من الأسد وخاتمي للرئيس الصهيوني كتساف!! وبإمكانك أن تعود إلى الروابط التي وضعتها في نهاية مقالي السابق لتكمل تفاصيل هل تعلم!!
أن الصواب يقول يا صديقي.. أننا إذا قلنا فإنه يتوجب علينا أن نتكلم بالقسط ولو على الأقربين منا أو الأبعد عنا، ونزين الأمور بكل مصداقية.. وهذه النقطة هي التي فهمتها الشعوب المسلمة.. فانتفضت على هؤلاء الخونة، في كل من تونس ومصر وسوريا.. وبنجاح الثورة السورية سيكون الطريق لإسقاط الخونة في إيران والخونة في السعودية وبقية دول الخليج.. أي أن الشعوب الإسلامية تقول: أننا سنسقط كل الخونة من المنبطحين والمدعين للصمود، وسنخلق قيادات أمينة على شعوبها، لا تعرف الخيانة، وتقود الأمة إلى العزة، ونصر تلو نصر آخر، وبهذا يكون الطريق إلى القدس أصبح ممهدا، فلا تعجل يا صديقي فإن إيران الخائنة لن تحكم أحداً بعد اليوم، وهذا ما يقوله الشعب السوري الشجاع: "ما بدنا إيران ولا حزب الله" وكلمة الشعوب هي القول الفصل بيني وبينك.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
الاعتراف الأخطر لنجاد وهو يقر بالخيانة
http://www.youtube.com/watch?v=6uhVY1wy1Wc
التعليقات (0)