في طريقٍ متعرجة
وعلى امتداد الأيام نحو البحر
يترنحُ طفلٌ مخموراً برائحة الشِعر.
قيل إنه رآه، يركل أمواجاً على رمالٍ جافة ويبحث عن أطفال أغبياء
وحدهم من يوافق على المغامرة
ووحدهم من يبكي داخل صدره الحزين لبقية الدهر.
الشعر؛ الكائن العملاق بعزيمة ديناصورٍ ينقرض فيك
كخلايا السرطان يرفض الموت
ويتمدد مبهوتاً من القبح
يحارب في مكان خاطئ لأجل قضية لا وجود لها.
ذلك اليوم
وفي ظل صوتٍ يشبه الفتاة بدأ النبي بالتأمل
قطف جذعاً من شجرة صحراوية جرداء
كان قلبه يخفق وصلواته تنزف لوناً رمادياً يشبه دماء المحاربين
كانت عينه اليمنى ضوءاً خرافياً بينما انطفأت اليسرى فجأة
قال لنفسه: قطعتُ إذاً نصف الطريق إلى النهاية.
عندما تذكَّر الطائر البحري سكتَ طويلاً
ربما كان العويل آخر إشراقات حياتي
ربما سأطلق الرصاص على هذه الطاولة قبل أن تحملني بعيداً
ربما أستطيع كتابة قصيدة من سطرين:
دون وردٍ أو دموعٍ وقحة؛ إدفنوني هناك
تحت الرمالٍ المحروقة التي يحفها موجٌ دائم القلق والترحال!.
التعليقات (0)