الشعر الحر لون من الأدب الفارغ والفكر الضحل وهو تركيب للألفاظ والكلمات فيما ليس له معني محدد ويمكن لأنصاف المتعلمين الذين يمتلكون موهبة ترتيب الكلام في نسق شبه موسيقي أن يكتبوا ما بدا لهم دون أي محتوى فكري أو مدلول ثقافي. وما أعظم الفرق بين الشعر العمودي الغني بالمعاني الواضحة وبين هذا النظم الخالي من أي معني مما يسمى الشعر الحر. وإذا تضمن الشعر الحر معني سام وفكرا هادفا واضحا فقد يؤدي بعض المتعة لدى السامع ويضيف له ثقافة وإشباعا نفسيا وإن كان لن يصل في حرفته ولا إبداعه الشعر العمودي المميز. ويمكن أن نسوق مثالا لما نقول فنذكر القارئ ببيت الشعر القائل ( قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا) فلو قال صاحب الشعر الحر في هذا المعني (أنسى كل عمري وأذكر اللقاء.. وأهمل كل الأرض التي ليس فيها الحبيب) لكان ذلك أفضل من قوله (أقبلت الأرض في الزينة,, وأهملت قدحا من البرتقال, كنت أشربه في ساحة الذكريات) وهذا بالطبع كلام فارغ ليس له معني وهذا بالضبط هو الشعر الحر الذي يجعل الشاعر حرا في أن يقول ما يريد ويتقبله من لا يفرق بين الغث والسمين ومن يفهم بأذنه ويسمع برجله.
وإليكم قصيدة قد أعحبتني كثيرا:
ساعات وساعات وأقلام جفت
وأفكار تختلط بالماضي
وألوان من داخل أعماق النفس
قد تراءت لي بعد أن غادرت المكان
ولفائف الهدايا التي في حوزتي
صارت ماض وذكرى
ذكرتك في نومي
وصحوت علي طيفك الساري
في عمق القلب
قد تداخلت الأسماء
لم أعد أذكر أني
فارقتك وأنا غارق
في الحب الأبدي الساكن
في كل أعضائي المتعبة
يا أهلا لحبي ويا سببا لتعاستي
سأذكرك اليوم وغدا
ولن أنسي أنك
كنت يوما حبيبي
هذه قصيدة حرة فيما ليس له معني من تأليف الكاتب. وهذا مثال لما قد يعجب به الكثيرون للأسف حيث لا معني له ويتكرر في صحفنا الضحله ومجلاتنا الهابطة وينقده أناس لا يفهمون ما يكتب أو يشجعون أمثالهم من الجهلاء حتى يحفروا لهم مكانا في رفوف الثقافة العبثية الجديدة التي لا يجيدون غيرها.
التعليقات (0)