الشعر التونسي و قلبان الفيسته
شاعر تجمعي يمدح الثورة و يمجد الانتخابات!
- البشير عبيد
إذا كان للثورة التونسية لمجيدة التي توجت بهروب الطاغية عشية الرابع من جانفي 2011 من مزايا فان المزية الكبرى هي بلا شك انكشاف أصوت عدة محسوبة على المشهد الثقافي التوتسي و الأدبي على وجه التحديد ، هذه الأصوات الخافت في عدة جهات من البلد يعرف القاصي و الداني، هنا و هناك لم تستطع أن تخفي نظرتها الانتهازية و حبها لذي لا يوصف لافتكاك المواقع و إقصاء الآخرين ... لم نأتي بالجديد حين نقول هذا لكلام ،لكن الغريب في الأمر إن فات معينة من هؤلاء تسلك درب المناورة و المخاتلة و خلط الوراق حسب تطور الأحداث و ما ينتج عنها من بروز أحزاب و حركات سياسية.سنعطي دليلا على كلامنا هذا لننزل الموضوع في سياقه الطبيعي .يعلم البعض من المتابعين للمشهد السياسي التونسي إنني كتبت مقالا في الصائفة الماضية تحت عنوان
:" من مفارقات ثورة 14 جانفي .. الانتهازية تكشر عن أنيابها "نشر في صحيفة صوت الشعب الأسبوعية التونسية كما نشر في مدونتي بصحيفة إيلاف الالكترونية / لندن ،تناولت فيه العقلية الانتهازية لدى "الأحزاب" الطالعة من الرحم السياسي الفاسد ( التجمع المنحل) ومدى توغل أزلام و إتباع بن علي في الجهاز الإعلامي التونسي الرسمي ، ثم عرجت وسط المقال على رؤية بعض المحسوبين على الحقل الأدبي و الشعري تحديدا،وكيف أرادوا بعد سقوط نظام الطاغية إن يركبوا على الأحداث و تحبير بعض " المقالات" في صحيفة تونسية محترمة اسمها " حقائق"،لتلميع صورهم المهزوزة في الأوساط الثقافية و الأدبية .احد هؤلاء غاب عن الأنظار تماما،زمن اندلاع الثورة و ما تبعها من احتجاجات لإسقاط حكومة محمدالغنوشي الأولي و الثانية ،لم نرى جسد هذا السيد و لم نسمع صوته في شوارع ساحات التحرير وسط مدينة سوسة ،علما بأنه أصيل مدينة سوسة :فعلا لم نره عندما كنا نهتف و نرفع الرايات لإسقاط بقايا الدكتاتور، علما بان كاتب هذه السطور ،ناله شرف المشاركة في القصبة 1 و تحديدا يوم 22 جانفي عندما اتجهنا بالعشرات على متن حافلة صبيحة ذلك اليوم من كل الأطياف السياسية المعارضة لحكومة الغنوشي الملتفة على الثورة.لم نره يومها و لا في كل المسيرات ،ويقال انه لم يخرج من داره في تلك الفترة و لم يتجه كعادته إلى المركز الثقافي محمد معروف بسوسة لأنه بكل بساطة اطرد من رئاسة نادي الإبداع الأدبي.. و بقدرة قادر بدا يكتب عن المخلوع في "حقائق" و علمنا بعد ذلك انه كان من منشطي برمجة ثقافية في رمضان الفائت في المركز الثقافي المتاخم للمندوبية ..و قيل انه صار يتحدث كثيرا عن فظائع عائلة الطرابلسية و فضائح نظام بن على ، وهنا لا يسعنا إلا لنشعر بالشفقة على هاذ السيد ربما نسي إن هذا الشعب بكل جهاته و أجياله و أحراره ،هذا الشعب الذي اجبر الدكتاتور الجبان على الهروب المخزي(بالمناسبة هل كان معنا عشية 14 جانفي في سوسة ؟ و كيف مزقنا صور المخلوع أمام منطقة الأمن و المسرح البلدي.. أكيد انه في ذلك الوقت لم يصدق أن نظام سيده التعيس سيذهب بعد ساعات إلى مزبلة التاريخ). هذا الشعب لا ينسى المطبلين و المناشدين الذين كانوا يقيمون الندوات النوفمبرية لترسيخ دعائم النظام الفاسد .. وبإمكاننا هنا أن اذكر الذين لا يعرفون هذا "الشاعر" المتطاول على عالم اللغة و الفكر إن أصابعه لا يمكنها أن تكتب الكلام الذهبي و لا الفضي عن الشهداء الأبرار مثلما فاجأنا بنشره لأحدي "الخربشات" في صحيفة (القدس العربي)اللندنية و هي من مفارقات القدر وعجائب الدهر..و شماتة في نفسه اعد نشر نفس (القصيدة) في صحيفة (الطريق الجديد لسان حركة التجديد اليسارية قبل الانتخابات) و نشر قصيد أخرى بعد في صحيفة الفجر لسان حركة النهضة اثر فوزها في انتخابات 23 أكتوبر المنصرم. هنا تتوضح المسائل و يكشف هذا السيد اوراقه تماما ،فكيف ينشر "إبداعاته الشعرية"في صحيفتين مختلفتين تماما و كل واحدة تمثل نقيض الأخرى فكريا و سياسيا.الأمر بسيط جدا فهذه الفئة من عباد الله لا هم لها سوى التلون كالحرباء و محاولة الهرولة كاللصوص باتجاه المنافع خارج دائرة الأخلاق و القيم لكن في ختام هذه المقالة أقول "لهذا السيد":" أمرك مكشوف أنت و كل من سلك دربك،و لن ترى في قادم الأيام من كاتب هذه السطور و أمثاله إلا اليقظة والانتباه و يشرفنا جدا أن نكشف أوراقك في كل لحظة و لنا ما يكفي من أعداد صحيفة " الحرية"لسان التجمع المنحل و "الملاحظ" و "حضرموت" التي حضر لها الموت أخيرا لكشف المستور و توضيح المسافة الحقيقية بين الضحية و الجلاد،و محال أن تستوي المسافة بن الفضيلة و الرذيلة كان بودنا لو تفرغ صاحب"الخربشات" التي يضعها في خانة الشعر لنفسه قليلا و اتجه إلى أمهات الكب الإبداعية ، قديما و حديثا، عوض التطاول على عالم اللغة و الفكر و استجداء مديري دور الثقافة هنا و هناك علما بأننا سمعنا انه سيحيي أمسية شعرية في مدينة سجنان/بنزرت صحبة شاعرين مهمين تحت عنوان ندما تثور الكلمات و هنا بيت القصيد من أين لهذا السيد أن يتحدث عن الثورة و هو احد المناشدين بامتياز للطاغية الهارب .فعلا أمر صاحب " الخربشات" مضحك ومقرف إلى حد الهذيان و الغثيان !
- كتبت هذا المقال في إطار وضع النقاط على الحروف و إعطاء ما لقيصر لقيصر و ما لله لله.. و لكي تعرف الأجيال الحاضرة والقادمة بعض التفاصيل عن المحسوبية على الساحة الشعرية التونسية،لان بعض هؤلاء صارت مهنتهم الرئيسية هي قلبان الفيستا، كما إن غايتنا من نشره في مدونات إيلاف و الموقع الاجتماعي الفيس بوك لكي لا نكون شهاد زور .
التعليقات (0)