مواضيع اليوم

الشعراء العرب والوقوع في أسر اليهوديات

حسن توفيق

2010-07-13 17:35:02

0

                     الشعراء العرب والوقوع في أسر اليهوديات !

                      بقلم : حسن توفيق

  1 - حسناء يهودية بالبكيني في الإسكندرية !

بعينيه الجائعتين للجمال رآها . ظلت نظراته تتجول وهو يتمهل كي يتأمل الجسد الفاتن . أما هي فقد كانت حسناء شبه عارية ، لأنها لم تكن ترتدي سوى المايوه البكيني الذي يكشف أكثر مما يستر . وبدلال الأنثى اللاهية أحست بما يكاد يخترقها من النظرات المسددة إليها . تحركت قدماها على الرمال الناعمة وهي تتثنى وتتراقص ، ثم اندفعت فجأة كي تعانق الأمواج . ظلت تعلو مرة على ظهر موجة طائشة كأنما تريد أن تروضها ، أو تختفي قليلا لكي تثبت براعتها في الغوص ، ثم تعاود التجلي والظهور . كل هذا والرجل الجائع العينين بتابع بانبهار .
كانت الحسناء وقتها في مطلع العشرين ، لكنها لم تكن تلهو بقدر ما كانت تريد أن تستمتع بشبابها الربيعي ، قبل أن تنطلق مع سواها لتأدية المهام المطلوبة والتي لا بد من تأديتها حتى يتسنى لمشروع جماعي ضخم أن يتحقق ويتجسد على أرض الواقع ، أما الرجل فقد كان يقترب في العمر من الأربعين ، ولأنه كان شاعرا رقيقا وجميلا فقد أوحى له خياله أن يكتب قصيدة بتغزل فيها بالحسناء وكيف أن جسدها الخارج من البحر كان أشبه بجسد فينوس الإغريقية التي تزعم الأساطير أنها قد ولدت من زبد البحر، كأنها لؤلؤة ناصعة ، وهذا ما كان بالفعل حين نشرت مجلة الرسالة الشهيرة في أواخر سنة 1947 قصيدة غزلية رائعة مهداة إلى الحسناء اليهودية التي ترتدي البكيني على بلاج ستانلي بالإسكندرية !
لو كان الشاعر قد عرف وقتها شيئا عن المهمة التي أدتها قيما بعد تلك الحسناء اليهودية ما كان قد كتب حرفا واحدا ، بل ربما كان قد قذفها بحجر ، لكنه لم يكن يعرف ما يجري ، ولم تكن له اهتمامات من قريب أو بعيد بالسياسة ودواماتها الخفية والجارفة ، فالحكاية – باختصار – أن تلك الحسناء كانت تقيم مع سواها من حسناوات أو قبيحات على حد سواء داخل معسكر ضخم يقيم فيه آلاف اليهود واليهوديات وكلهم جاءوا من أوروبا ، لكي ينطلقوا من ذلك المعسكر إلى فلسطين في بدايات سنة 1948بعد أن تدربوا وتدربن على حمل السلاح لقتل الفلسطينيين في البيوت وفي الشوارع بمجرد أن تعلن بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين ، لكي يتحقق الحلم الصهيوني الذي تجسد في إقامة دولة الكيان الصهيوني وإعلان قيامها في 15 مايو سنة 1948 ، ويمكن لمن يود معرفة كيفية إقامة معسكر الإيواء المؤقت لليهود في مدينة الإسكندرية أن يرجع إلى الجزء الأول من كتاب المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل لمحمد حسنين هيكل .
هكذا كانت الحسناء اليهودية ذات المايوه البكيني في الإسكندرية مقاتلة شرسة متعطشة لسفك دماء الفلسطينيين ، و تنتظر الذهاب إلى أرض الميعاد ، لكن الشاعر الرقيق حسن كامل الصيرفي – صاحب القصيدة المنشورة في مجلة الرسالة - لم بكن يعرف شيئا عما يجري وقتها ، خصوصا وأنه لم يكن ممن يهتمون – كما قلت – بالسياسة ودواماتها الخفية والجارفة وربما لهذا السبب لن يستطيع أحد أن يلوم هذا الشاعر الرقيق !
إذا تركنا سنة النكبة – 1948 ، وعدنا لنرى ما يجري الآن فإننا نجد أن السياسيين العرب الذين يفترض فيهم أنهم يختلفون في الفهم والإدراك عن الشاعر حسن كامل الصيرقي بكررون ما فعله هذا الشاعر رغم أنهم جميعا على دراية كافية بما يجري .. إنهم بتفرجون على المايوه البكيني دون أن يهتموا بالسلاح الذي قاتلت به الحسناء اليهودية عندما جاء أوان القتال ، بل القتل للمدنيين من أطفال ونساء ، لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم من أبناء قلسطين المنكوبة منذ 1948 وما تزال . أين الذين يتشبثون بكراسي السلطة ممن يتحكمون في البلاد والعباد وهم يرون قادة الكيان الصهيوني يصفعونهم دون هوادة في الصباح وفي المساء ؟ هل شعر واحد منهم بما يجري للقدس ؟ أكاد أسمع شاعرا عربيا بصيرا هو عبد الله البردوني يصرخ : فظيع أمر ما يجري – وأفظع منه أن تدري ، وأكاد أسمع توبيخ مظفر النواب لأولئك المتشبثين بكراسي السلطة : القدس عروس عروبتكم ، ولكن هؤلاء لا يسمعون ، لأنه .. ما لجرح بميت إيلام !

 

   2 - السياب مع الرفيقة اليهودية في بغداد !

عرفنا  حكاية الشاعر الرقيق حسن كامل الصيرفي مع الحسناء اليهودية التي كانت ترتدي المايوه البكيني على بلاج ستانلي بالإسكندرية  ولم يكن الشاعر يعرف بالطبع أنها مقاتلة شرسة تتهيأ للذهاب إلى فلسطين لتساهم في قتل المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال خلال سنة النكبة الأولى 1948.
والآن نتعرف على حكاية متشابهة وهي تبدأ خلال نفس سنة النكبة 1948 لكن أحداثها لا تقع في الإسكندرية وإنما في بغداد . إنها حكاية الشاعر الكبير بدر شاكر السياب مع الرفيقة اليهودية مادلين ،التي وصفها في مذكراته بأنها جميلة بيضاء ومربربة !
التقى الشاعر الكبير – وكان ما يزال عضوا في الحزب الشيوعي العراقي - مع الرفيقة مادلين لأول مرة خلال إحدى مظاهرات سنة 1948 في بغداد ، وذلك بعد أن قامت بإلقاء قصيدة حماسية ، حظيت بتصفيق من المتظاهرين ، كما حظيت هي شخصيا بنظرات اشتهاء من الشاعر الذي كان في صدارة المتظاهرين . وفي ظهيرة يوم من سنة 1951كان يسير قرب مقهى الزهاوي حين استوقفته الرفيقة مادلين وطلبت منه أن يطلعها على قصائده النضالية الجديدة ، فاستمهلها إلى وقت آخر ، وفي الموعد المتفق عليه أسمعها قسما من قصيدة طويلة لم يكن قد أكملها تماما ، وفيها يشيد بنضال الرفاق الشيوعيين في دول عديدة من دول العالم ، حيث أشاد بالزعيم الصيني الرفيق ماو تسي تونج ، كما حيا نضال الشاعر ناظم حكمت والذي كان وقتها قابعا في قلب زنزانة من زنازين تركيا .
تعددت اللقاءات ، إلى أن أعد الشاعر قصيدة عاطفية يتغزل فيها برفيقته دون أن ينسى أن يضفي على أبياتها طابعا نضاليا ، وقد كتبها على ورق أزرق معطر ينسجم مع مضمونها الغزلي ، وأهدى الشاعر قصيدته إلى الرفيقة التي أبدت فرحتها بها ، حيث أخذ يحدثها عن حيرته تجاه ما يهديه إليها في لقائهما إلى أن استقرت نفسه على أن يهديها دنيا يرفرف في أجوائها السلام والوئام :


         سأهديك من ساعدي الحياة     ومن قلبي الضحكة الصافية
         سأهديك ما في عبوس السحاب من النور  للدوحة العارية
        سأهديك أن لا تكوني رمادا      على مدرج الزعزع العاتية
        سأهديك دنيا يرين السلام      عليها   كحشد    من  الأنجم
        تنامين فيها   وتستيقظين      بلا  ريبة    في  الغد  المبهم
        ولا خوف من أن يعز الرغيف 
  وأن تستباحي  وأن تهرمي


كان طبيعيا أن تفرح الرفيقة مادلين بما كتبه عنها الرفيق المناضل بدر شاكر السياب الذي لم يكتم عن الرفاق ولا عن سواهم علاقته العاطفية الجديدة ، فبادر بنشر القصيدة كاملة في جريدة الجهاد العراقية – عدد 31 أغسطس – آب سنة 1952 ، لكنه لم يكن يعرف أن الرفيقة الجميلة البيضاء المربربة هي نسخة أخرى من الحسناء اليهودية التي كانت ترتدي المايوه البكيني في الإسكندرية فتغزل بجمالها الشاعر الرقيق حسن كامل الصيرفي ، وهو – كما نعرف – شاعر رومانسي من أعضاء جماعة أبولو ، ولم تكن له اهتمامات بالسياسة ولا يعرف شيئا عن دواماتها الجارفة ، على عكس السياب الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي العراقي ، ويعرف جيدا كل الأمور المتعلقة بالعمل السري .
العجيب أن السياب كاد يتزوج الرفيقة ما دلين ، خدمة للحزب الذي ينتمي إليه ، ولم يكن يعرف إلا متأخرا أن هذه الرفيقة اليهودية كانت تعمل وهي في بغداد لخدمة الكيان الصهيوني !

 


   3 - الرفيق رائد يفضح الرفيقة اليهودية مادلين !

بعد أن فرحت الرفيقة اليهودية مادلين بالقصيدة التي كتبها عنها الرفيق بدر شاكر السياب ، اتفق الرفيقان العاشقان على موعد آخر ، حيث قرر هو أن يأخذها إلى فندق من الفنادق المعروفة بأسرارها ، ولكن مضت ساعة من انتظاره لها دون أن تأتي في ذلك الموعد ، فانصرف يائسا من حضورها ، ثم عرف – فيما بعد – أن الشرطة العراقية كانت قد اعتقلتها ثم أطلقت سراحها ، ومرت أيام جاء بعدها أحد الرفاق إلى المديرية التي يعمل فيها السياب ، وقال ذلك الرفيق لموظفي المديرية الذين يعرفهم : إن لدينا رفيقة يهودية – وهي شابة جميلة – تريد الحكومة أن تسقط عنها الجنسية العراقية وتسفرها إلى إسرائيل ، وإذا تزوجها مسلم أصبحت هي مسلمة ولم تعد الحكومة قادرة على إسقاط الجنسية عنها ، وهنا ارتدى السياب قناع النضال وسجل اسمه في سجل الذين طلبوا الزواج من الرفيقة مادلين لكي يبدو متفانيا في خدمة الحزب الشيوعي الذي كان منتميا وقتها إليه !
ربما بدافع حب الاستطلاع ، وربما نتيجة تعلقي بالشاعر الكبير الذي أحببته من كل قلبي ، فإني ظللت أبحث وأنقب لعلي أعرف ماذا جرى للرفيقة اليهودية مادلين ، إلى أن عثرت على كتاب بعنوان – مذكرات شيوعي سابق : اعترافات الرفيق رائد – وقد اتضح لي أنها قد تزوجت من رفيق عراقي مسلم ، حيث تحدث الرفيق رائد عن دورها القيادي هي وغيرها من اليهود الذين لم يرحلوا بعيدا عن العراق بعد انتهاء حرب فلسطين 1948، وهذا بعض ما قاله في اعترافاته بالنص : أما من تخلف من اليهود هنا في العراق أمثال الرفاق عدس والجبهات القومية كبهاء الدين وساسون دلال ومادلين فقد كانوا قيمبن على إنجاز مهمة إضعاف معنويات العرب والإقلال من خطورة وعدالة قضية العرب في فلسطين .
هنا أستطيع القول بكل اطمئنان إن الحسناء اليهودية التي كانت ترتدي المايوه البكيني في الإسكندرية هي نفسها الرفيقة اليهودية الجميلة مادلين التي كاد بدر شاكر السياب أن يتزوجها ولا بد أن العكس كذلك صحيح ، فلا فارق بين من ترتدي البكيني الذي يكشف أكثر مما يستر للناظرين المبهورين ، وبين من تندس باعتبارها مناضلة بين صفوف الرفاق الشيوعيين ، فكل منهما أداة من أدوات استخدام الصهاينة لسلاح الجنس والنساء لتحقيق مآربهم وأهدافهم الدنيئة، ولعلنا نتذكر في هذا السياق ما قامت به الجاسوسة هبة سليم – رغم أنها لم تكن يهودية - من دور إجرامي خطير خلال سنوات حرب الاستنزاف المجيدة ، وهو دور أشار إلى بعضه وليس إلى كل تفاصيله فيلم – الصعود إلى الهاوية – الذي شارك في بطولته محمود ياسين وعبلة كامل .
كان من الممكن أن يتزوج الشاعر الكبير الذي عرفناه وعشقناه من الرفيقة اليهودية مادلين ، لكنه نجا دون قصد وربما بالمصادفة من تلك الورطة ، خصوصا بعد أن انشق عن الحزب الشيوعي العراقي وانطلق ليغني لأمته العربية كلها ما تغنينا به معه من قصائد رائعة ضد الصهاينة وضد العدوان الثلاثي الغادر على مصر – عبد الناصر سنة 1956 وضد الاحتلال الفرنسي للجزائر .
السؤال الآن : هل تخلى الصهاينة عن استخدام سلاح الجنس والنساء ، خصوصا بعد كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وسواها ؟
الإجابة كامنة في ظاهرة خطيرة ، هي ظاهرة الشبان العرب من مصريين وآخرين سواهم ممن يتزوجون من فتيات يحملن جنسية الكيان الصهيوني ، سواء كن يهوديات أو كن فلسطينيات من عرب الخط الأخضر – عرب 1948 ، فهؤلاء الشبان يمكن التلاعب بهم وتجنيدهم لخدمة مآرب الصهاينة بمنتهى البساطة ، نتيجة لسوء أوضاعهم المعيشية من ناحية ونتيجة لضعف الانتماء القومي العربي عند كثيرين منهم من ناحية ثانية .

     4- الخائنة تصعد إلى الهاوية

لم ينجح الشاعر المصري حسن كامل الصيرفي في معرفة سر الحسناء اليهودية التي كانت ترتدي المايوه البكيني في الإسكندرية ، ولم ينجح الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في كشف حقيقة الرفيقة اليهودية مادلين ، فكاد أن يتزوجها في بغداد ، أما الساهرون على حماية أمن الوطن الذي ينتمون إليه فقد نجحوا في استدراج امرأة خائنة ، إلى أن وصلت بنفسها وباعترافاتها إلى الهاوية وليس إلى القمة التي كانت تحلم أن ترتفع إلى ذراها ، بعد أن تسببت جرائمها المروعة في استشهاد كثيرين ممن كانوا يتأهبون للدفاع عن الوطن ضد العدو التاريخي لكل العرب الشرفاء !
هبة سليم هي تلك المرأة التي أصفها بأنها امرأة خائنة ، لأنها ليست يهودية ، وليست لها – بالتالي - علاقة بالأسطورة الوهمية الملفقة عن أرض الميعاد ، وهي الأسطورة التي روج لها الصهاينة عندما كانوا يسعون لتجسيدها بالقوة وبوسائل الغدر واستخدام سلاح الجنس والنساء . هبة سليم امرأة عربية مصرية ومسلمة ، لكنها اندفعت بكامل إرادتها لتساهم بما تستطيع من أجل أن يظل الكيان الصهيوني قوة لا يمكن لأحد أن يقهرها حتى لو كان صاحب حق يريد استرداده ، وهكذا تلاحقت خطواتها - بكل خسة واستخفاف - على مستنقع الخيانة وكأنها تريد لنا دون أن تقصد أن نتذكر السؤال الاستنكاري الذي طرحه السياب في إحدى روائعه : إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ؟ - أيخون إنسان بلاده ؟ - إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟!
بعد نكسة يونيو – حزيران 1967أكد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن ما أُُخذ بالقوة لا ُيسترد إلا بالقوة ، واقترن القول عنده بالعمل الجبار الذي شارك فيه كل أبناء مصر خلال سنوات حرب الاستنزاف المجيدة ، أما هبة سليم – المرأة الخائنة - فقد أرادت أن تحقق المزيد من نزواتها فخرجت من مصر بحجة إكمال دراستها في باريس – عاصمة النور ، وهناك تعرفت بفتاة يهودية بولندية ، ومن خلالها اندمجت مع شبان وشابات من اليهود ، وكان من بينهم بطبيعة الحال ضابط الموساد الصهيوني الذي استطاع تجنيدها بمنتهى السهولة واليسر وكان لا بد أن تشرع الخائنة في العمل القذر والدنيء وهكذا عادت إلى مصر حيث استطاعت ودون أي جهد أن تقوم بتجنيد المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها ويسيل لعابه بمجرد أن تطالعها عيناه الجائعتان لقطف الثمار المحرمة ، وكان تجنيد هذا الضابط الخائن هو الآخر يعني مكسبا بلا حدود للمخابرات الصهيونية – الموساد ، لأنه كان يعمل في مكتب أحد القادة الميدانيين الكبار ممن تتركز جهودهم على إقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات الصهيونية والتي كانت تتباهى وتتمادى في الوصول إلى أهدافها فوق مدن مصرية عديدة .
وهنا تحركت المخابرات المصرية وقامت بعملية خداع باهرة ، وبمقتضاها تم اصطحاب المرأة الخائنة من باريس إلى ليبيا بحجة أن والدها المريض هناك يتمنى أن يراها ، ومن ليبيا مباشرة تم نقلها إلى مقر المخابرات المصرية ، حيث انهارت تماما وقدمت اعترافات تفصيلية عما ارتكبته من جرائم مروعة ، وصدر عليها حكم بالإعدام شنقا ، وكانت حرب أكتوبر 1973قد انتهت بعد عبور الجيش المصري لقناة السويس ، وهنا جاء إلى مصر وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ليطلب من السادات تخفيف الحكم عن الخائنة ، لكن السادات – بمكره ودهائه – قال له إنه لن يستطيع تخفيف الحكم لأن عقوبة الإعدام قد ُنفذت فعليا صباح ذلك اليوم ، ولم يكن هذا صحيحا بالطبع ، فكان لا بد من إعدام هبة سليم بأسرع ما يمكن ، وحين علمت جولدا مائير بنبأ إعدام تلك الخائنة أجهشت بالبكاء وقالت إنها قد قدمت لإسرائيل أكثر مما قدمه زعماء إسرائيل أنفسهم !
كم كنت أتمنى أن يكون مشهد إعدام تلك الخائنة هو خاتمة فيلم – الصعود إلى الهاوية - لكن هذا الفيلم الرائع اكتفى في الخاتمة بكتابة عدة سطور توثق تاريخ إعدامها شنقا وتاريخ إعدام الضابط الخائن بالرصاص ، لأخرج من عرضه الأول سنة 1974 وأنا أردد : إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ؟!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !