مواضيع اليوم

الشعب يريد الإصلاح في قطر أيضاً

رانيا جمال

2012-09-03 07:54:24

0

 

 


عبدالله الفقيه صدر هذا الصيف عن منتدى المعارف في بيروت كتاب (الشعب يريد الإصلاح في قطر ايضا) والذي قام بتنسيقه وتحريره المفكر القطري الجنسية، الخليجي الهم، والقومي التوجه الدكتور علي خليفة الكواري، وقد فأجأ الكثيرين، ومنهم كاتب هذا المقال، ليس لأن مطالب الإصلاح لم تكن تطرح في قطر قبل صدور هذا الكتاب، ولكن لأن طرح تلك المطالب ظل يقتصر على اللقاءات الخاصة للقطريين والقطريات، وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها امر الإصلاح في قطر بهذا الوضوح والرصانة والمنهجية العلمية وعلى جمهور واسع، كما انه يمكن اعتبار الكتاب أول وأبرز صدى خليجي لثورات الربيع العربي، وكون هذا الصدى يأتي من قطر وهي الدولة الأبرز في دعم ثورات الربيع العربي هو أمر لا يخلو من الإثارة والتشويق، وفي حين قد يرى فيه البعض تناقضا يحسب ضد، فإن آخرين قد يرون فيه ما يحسب للقيادة القطرية!. ويأتي الكتاب –الذي لا يعرف حتى الآن ان كانت السلطات القطرية ستسمح بدخوله الى قطر— كما جاء في مقدمته التي كتبها الكواري نتيجة تضافر جهود مجموعة من القطريين الداعين للإصلاح والذين جرى بينهم حوار مسؤول داخل قطر نفسها تناول عددا من جوانب الخلل التي لا يتم الاعتراف بها في العادة على المستوى الرسمي، ولا تتناولها الصحافة وأجهزة الإعلام والمؤتمرات والندوات الكثيرة التي تعقد في قطر، ولا تتطرق لها المراكز ذات الصلة بالسلطة، ولا فضائيات شبكة الجزيرة التي تصف نفسها بمنبر من لا منبر له دون أن يتسع ذلك المنبر- مع الأسف - لرأي شعب قطر، لقد استمر ذلك الحوار الذي استضافه ديوان الكواري بسبب تعذر انعقاده في مكان عام، كل يوم اثنين لمدة عام كامل وشارك فيه أكثر من 60 شخصا من القطريين المهتمين بالشأن العام والذين يجمعهم شعور بواجب رفع صوت جماعي للإصلاح في قطر، لا تتيسر له سبل التعبير والحوار ضمن الهامش الرسمي المتاح، وقد نشرت بعض مجريات ذلك الحوار على الشبكات الاجتماعية وفي بعض الموقع على الإنترنت في حينه، ويضم الكتاب عددا من الأوراق والنقاشات التي تناولت الجوانب الدستورية والسلطة القضائية وحكم القانون والسكان والمجتمع والثقافة والإعلام والتعليم والهوية وتراجع دور اللغة العربية في الإدارة والتعليم، واستخدامات الغاز الطبيعي وصادرات الغاز المسال، والبيئة، والخطوط الجوية القطرية، ومؤسسة قطر ومدينتها التعليمية، واستراتيجية قطر الوطنية 2011 - 2016 وغير ذلك من القضايا. يركز الكتاب على ثلاثة جوانب تتصل بالإصلاح في قطر: الأول منها يتعلق بعوائق الإصلاح، والتي تتمثل في حجب المعلومات المتعلقة بالشأن العام مثل تفاصيل الموازنة العامة للدولة والحسابات الختامية، والبيانات والسياسات السكانية، وتقارير ديوان المحاسبة؛ التضييق على حرية الرأي والتعبير؛ وعدم السماح بإنشاء التنظيمات السياسية والنقابية، أما الجانب الثاني من جوانب الإصلاح التي يركز عليها الكتاب فقضايا الإصلاح الملحة والتي يأتي في مقدمتها: تفاقم الخلل السكاني حيث تراجعت نسبة القطريين الى اجمالي السكان الى نحو 12 % فقط في عام 2010؛ الاعتماد الكلي على ايرادات النفط والغاز؛ وغياب الديمقراطية، ويتوقف الكتاب عند قضية غياب الديمقراطية فيشير الى وجود سلطة أكثر من مطلقة ومجتمع أكثر من عاجز والى ان النصوص النظرية الواردة في النظام الأساسي المؤقت لعام 1970 والدستور الدائم لدولة لقطر لعام 2004 والتي تؤكد ديمقراطية النظام والفصل بين السلطات والمساواة بين المواطنين لا يتم تطبيقها على أرض الواقع، وان دستور عام 2004 يأخذ بالشمال ما يمنحه باليمين ولا يصلح اساسا لبناء نظام ديمقراطي، أما الجانب الثالث من جوانب الإصلاح التي يركز عليها الكتاب فهو مدى الحاجة الى الإصلاح وهنا ينفي الكتاب مزاعم الإعلام القطري بان الربيع العربي قد تحقق في قطر مبكرا ويؤكد المشاركون في الحوار ان قطر بدورها تحتاج الى الإصلاح الجذري والشامل مثلها مثل الدول العربية الأخرى وان ذلك الإصلاح ينبغي ان يشتمل على: تبني سياسات تعالج الاختلال السكاني؛ اصلاح الإدارة العامة؛ والانتقال الى نظام حكم ديمقراطي. يطرح الكتاب عوائق وقضايا ومطالب الإصلاح برصانة تامة وبعيدا عن الشخصنة وهو ما يجعل الكتاب اكثر أهمية والمطالب اكثر شرعية، وتؤكد مقدمة الكتاب على ان الإصلاح قضية وطنية تتطلب ارادة مجتمعية تعبر عن توافق بين السلطة والمجتمع وان هذا أمر لن يتحقق الا بنمو طلب فعال على الإصلاح يعبر عن توافق وطني بين افراد المجتمع وجماعاته، من خلال حوار حر ومسؤول يشارك فيه كل من يرغب ويستطيع، ويأمل القطريون المناصرون للإصلاح من خلال هذا الكتاب ان يصل صوتهم الخافت إلى المعنيين بالشأن العام في قطر وان يجد هذا الصوت الخافت صدى إيجابيا لدى متخذ القرار، واذا كان من الصعب التنبؤ برد فعل القيادة القطرية على ما طرح في الكتاب فإن الشيء المؤكد هو ان كل شعوب الخليج تريد الإصلاح ايضا وان الكتاب سيكون له صداه الإقليمي وسيساعد دعاة الإصلاح اينما وجدوا على تنظيم افكارهم وطرح قضايا الإصلاح الجذري سياسية كانت أو اقتصادية بوضوح وجرأة ومن دون أية مواربة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !