تشجع الشعب الليبي بثورتي تونس ومصر وثار على طاغية يعتبر من أقوى طواغيث العالم العربي وما أكثرهم حتى أنه لا توجد بيننا دولة عربية واحدة ديمقراطية يحكم الشعب فيها نفسه رغم تاريخ المنطقة الحضاري وتقدمها على سائر العالم النامي في عقود خلت وطوال التاريخ ونظرة عاجلة إلى دول الخليج واليمن وسوريا وحتى لبنان والجزائر والمغرب والسودان توضح الحقيقة المؤلمة وهي كلها لا زالت ترزح تحت الطغاة بدون منازع . فقد عمت الديمقراطية الأفاق أسيا وأمريكا اللاتنية وحتى أفريقيا أخذت دولها تتمتع بأنظمة ديمقراطية تحسد عليها بما فيها الدول التي عاشت عقودا تحت الدكتاتورية الشيوعية .
لقد إسبشرنا بثورة 17 فبراير ورأينا على شاشات التلفزيون الملاحم التي خاضها شباب ليبيا الأشاوش ضد قوات الطاغية المسلحة ، وأشادت وسائل الأعلام العالمية بثوار ليبيا وخاصة ثوار مصراتة الذين صمدوا أمام أقوى كتائب الطاغية التي ركزت عليها لأحتلالها وإستغلال موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب والجنوب ، ولفتح الطريق إلى بنغازي ومناطق النفط والجنوب وتسهيل عملية تقسيم ليبيا إذا حال طيران الناتو بينه وبين بنغازي . كما رأينا سفن وطائرات الناتو الجبارة تدك حصون الطاغية ومطاراته وأرتال دباباته ومدافعة الطويلة المدى وأستبشرنا خيرا عندما رأينا طاغية العصر في أيدي الثوار يستجدي الرحمة ثم يردم في التراب إلى الأبد . وسمعنا بعد ذلك رئيس المجلس الأنتقالي يعلن تحرير ليبيا بالكامل وإنشاء دولة مدنية ديمقراطية فهللنا فرحا وطربا . وسارت الأمور ولم نعد نسمع ما يفكر فيه الزعماء الجدد في المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة وتفاصيل ماذا يعملون طوال فترتهم الدستورية بدلا من إطلاع الشعب يوميا على تفاصيل جلسات المجلس الأنتقالي وما يعرض عليهم وما يقررون ويشارك الشعب بالتعليق والاقتراح وإستخدام نظام الأستفتاء العلمي العيني ، وجرت الأنتخابات وجئ بمؤتمر وطني لا نعرف بماذا يفكر أعضاءه وماذا يريدون إنجازه فقد إنتخب أغلبهم على أساس فردي دون التقيد بسياسة معلنة . و خلال هذه الفترات التي مرت بها البلاد طالبنا بأنشاء جيش قوي وقوات أمن فعالة لنشر الأمن والأمان والأستعانة بدول الناتو لتدريب جيشنا ليكون جيشا حديثا وتطعيمه بالخبرات الحربية والأستخبارية والطيران وتسليحه بالأسلحة الحديثة ، وكذلك تدريب شرطتنا وتزيدها بالخبرات التي تحتاجها لحفظ الأمن ، وبدلا من الأستماع والأخذأو مناقشة ما يكتب سعت الحكومة إلى التعاقد مع السودان ومصر والجزائر لتدريب قواتنا المسلحة ؟ لا أعرف ماذا تستطيع هذه الدول تفديمه لنا . وبعد فترة أكثر من عام كافية لأعداد جبش جنكيزخان في عهده وما أحتاجته الولايات المتحدة لأعداد جيشها الجبار لهزيمة النازي أصبحنا نسمح أن مدينة بني وليد لم تتحرر ولم تعترف بالثورة ولم تخضع للحكومة المؤفتة او المؤتمر الوطني بل تضم نخبة كتائب القذافي وأزلامه الذين لا زالوا يقيمون فيها أو رجعوا من مدن اخرى ومن خارج ليبيا والقيام بدعاية ضد الثورة من المحطة الرسمية للتلفزبون من داخل ليبيا وخارجها . كما نسمع أن مصراتة تملك جيشا أقوى من الجيش الليبي والكتائب الأخرى مجتمعة ، ولا نعرف ما علاقتها بالحكومة وهل الجيش الوطني وقوات الشرطة التابعة للحكومة تسيطر على المدينة أوأنها تعتمد على كتائب الثوار لحفظ الامن دون إشراف الحكومة المباشر. وسمعنا بوجود ما يسمى بجيش برقة وما يحمله إسمعه من معاني الأنفصال ولا نعرف وضعه مع الحكومة هل يتبع الحكومة او أنه قوة مستقلة تموله الدولة . ولا نعرف موقف الحكومة من كتائب الثوار التي لا تحصى ولو حاولت ذكرها لما وجدت الورق والحبر لتسطيرها . كما لم نعرف الوضع في الزنتان وهل هي تحت سيطرة الجيش الليبي وقوات الأمن الحكومية أو مجرد إعلانها بأنها جزء من السلطة الرسمية يكفي ؟. وأين سيف الأسلام وهل وجوده في الزنتان قرب الحدود الليبية أضمن من وجوده في طرابلس مركز سلطة الثورة ؟ ولماذا لا يظهر في الأعلام تكرارا وهو يحقق معه أمام النيابة العامة حتى نتأكد أنه موجود في الزنتان فعلا ،هذا ليس مجرما عاديا يحقق معه ويحاكم سر اأنه مجرم مسئول عن إبادة شعب وقتل وجرح الألاف تعمدا وترصدا وتخطيطا وقيادة وتحديا للشعب الليبي كله . ولم نسمع تفاصيل تمرد مناطق الحدود ومدن الجنوب وفوضى المنافذ والحدود الليبية ونريد تفاصيل دقيقة لكل ما يجري فيها . ولا نعرف أسباب عدم منع حمل السلاح في الشوارع على الأقل والرصاص يطلق في كل مكان للتهديد والقتل كل يوم . ومتى يتم تسليم الثوار لسلاحهم وقد أصبح في البلاد مؤتمرا وطنيا منتخبا الشرط الذي وعد به الثوار لتسليم سلاحهم إلى أيادي منتخبة من الشعب .وهذه المظاهرات للفئات المختلفة المطالبة بتحقيق مطالب لا حد لها ولاسند تهاجم مقار السلطة والمؤتمر الوطني ودور الأعلام وتدمر وتحرق الممتلكات ولا يلقى القبض على المخالفين للنظام وتقديمهم للمحاكمة ونشر أسمائهم ومن ورائهم . ولما سألنا عن وضع الجيش الليبي وقوات الأمن بعد أكثر من عام قالوا لنا لا زال أفراده يحتاجون ألى سنوات للأعداد والتدريب وإرسال البعثات للخارج وعلى الشعب الأنتظار حتى يتخرج الضباط من المعاهد العسكرية الأجنبية . والبديل هوإنضمام بعض كتائب الثوارتحت سيطرة الجيش الليبي ، لكن ما نراه شيئا أخرفكتائب الثوار وأشباه الثوار لازالت كما هي بأمرائها وتكوينها وتصريحاتها وتقيم الحواحز وتفتش المواطنين وتعتقلهم دون تقدبمهم للنيابة للبت في أمرهم ولا تخضع رسميا لوزير الداخلية أو وزير الدفاع ولا للمؤتمر الوطني، وكل ما حصل فيها أنها أصبحت تمول من الدولة رسميا وفلوس البترول كثيرة يمكن تبديدها على الكتائب وعدم تنظيم موضوع علاج الجرحى في الخارج وقصره على الحالات الخطرة التي لا يمكن علاجها في ليبيا وإرسال كل من هب ودب وعائلاتهم دون دراسة لحالاتهم المرضية . ورأينا العمال وزعماء المناطق يطالبون بالمزايا المالية والتدخل في أدارة المؤسسات االعامة والنفطية والمطالبة بحل هذه ونقل أخري ، والتهديد بقطع النفط والأضراب . في هذه الفوضى العارمة ستتولى الحكومة القادمة مسئولية تسيير الأمور ونأمل أن لا تسير في الدرب الذي سارت فيه الحكومة الأنتقالية السابقة وتستمر في المجاملة والمصالحة وتنفيذ الرغبات الاقليمية والمطالب الفئوية لمن هب ودب لأسكات المواطنين بدلا من صرف دخل النفط على نشر الأمن واعداد قوات الجيش والشرطة لمهامها على أكمل وجه وتمويل الأنجازات في مجالات الصحة والتعليم والزراعة لتحسين دخول المواطنين بدلا من إعتمادهم على مد الأيادي لتلقي هبات الحكومة . كل ذلك يحدت ولم نسمع مسئولا يشرح لنا بشكل دوري هذه المشاكل وطريقة حلها وكيف يمكن مواجهتها والرجوع إلى الشعب في حالة العجز عن حلها . نريد الشفافية والصراحة نريد أن تفول الحكومة لمن يخطئ إنك أخطات دون أية إعتبارات إقليمية أو فئوية ومن يحسن إنك أحسنت ، نريدالحكومة ان تتابع ما ينشر وما يقال وأن تبين الصحيح منه والرد على من يستحق الرد. نريد ان نعرف ماذا يعمل الوزراء بتصريحات يومية أو أسبوعية ، نريد ناطقا رسميا لكل وزارة وناطقا رسميا لمجلس الوزراء وللمؤتمر الوطني وناطقا بأسم لجانه المختلفة . ونريد محطة تلفزيونة خاصة للمؤتمر الوطني تداع منه كل جلسات المؤتمر وجلسات لجانه على الهواء مباشرة ، إن أعضاء المؤتمر الوطني لا يعملون لانفسهم ولكن لشعب إنتخابهم ليبينوا له ماذا يفعلون ويقولون وما يريدون عمله ويشاركون الشعب مشاكلهم ولو بعرض المشاكل الشائكة السيادية على الشعب في أستفتاء عام . بشير السني
التعليقات (0)