الشعب هو بيضة القبان …. هو الغاية أبداً …وليس وسيلة إلا مؤقتاً
بين فظاعة النظام وماوراء سراب المعارضة تتبلور فاعلية الشعب الذي عليه أن يكون منطلقاً ومستقر وقبلةً وناصية في أي تحرك وتوجه لأي رؤيا أو فكرة أو خطوة
تتحفنا الحداثة بأن جميع من انضووا تحت القطبين الظاهرين حاليا بتسميتيهما غير المستوفية ( موالاة ومعارضة ) قد اعترفوا بأن المعارضة هي ظاهرة صحية ضرورية ولكن سرعان مايتحفنا المتحذلقون بتشريع المعارضة بشروطهم في الشرف والوطنية والقومية الخ …
باعتقادي أن المعارضة هي معارضة فقط قاب قوسي هذه الكلمة وليس ابعد من ذلك بحرف …لايمكن تشريعها أو تؤويلها أو تسويفها أو دحض آمال الشعب وثورته بمجرد عيوب أو ثغرات أو كََبَوات تُصاب بها المعارضة السورية المولودة قيسرياً ليس على مقاس الحدث
توشك أن تصبح المعارضة السورية الظاهرة (رغم تنوعها وعدم اتساقها ) ومن انضووا تحت لواء هذه التسمية الغير مستوفاة …توشك أن تكون مخرزاً في خاصرة الشعب وأحيانا كاسراً لأمواج الأمل …
عند كل عثرة أو هفوة يقوم بها أحد من أختاروا أن يقولوا لا للنظام أو للفضاعات التي يرتكبها ينبري ويتسابق المطبلون والمزمرون في تقريع الشعب عليها …وكأن الشعب الذي يواجه الموت في الشارع وهو يقول لا هو المسؤول عن كل من قال لا باختلاف وتشعب غاياتهم
الشرعية الوحيدة الآن في هذه المرحلة هي لا …لا للظلم لا للاستبداد لا لاحتكار السلطة لا لاحتكار الموارد لا للقمع لا للاعتقال لا للحل الأمني …لا لا لا لا
لا يمكن مقارنة من يسمى الآن بمعارضة سورية بأي حركة معارضة في أي مكان , المعارضة السورية حديثة بكل ماتوحي إليه الحداثة من قلة خبرة وتخبط و وعدم دراية وافتقار للحنكة السياسية
كما لايمكن تشبيه النظام في سوريا ,وتشعباته وتعقيداته بأي نظام آخر فهو ليس فقط نظام اللون الواحد والحزب الواحد والقطب الواحد …هو نظام الواحد
أنا ضد المفهوم العام في تعريف السلطة والمعارضة بأن المعارضة هي مجموعة أشخاص يسعون للتصدي لأصحاب السلطة ثم الاطاحة بهم والحلول مكانهم
في الحقيقة ليكون الوضع صحياً ويسير في اتجاه التطور والارتقاء في أي بلد (دون الخوض في الديموقراطية وماهيتها وكيفية تطبيقها الآن ) يجب أن يترافق مع أي تمثل للسلطة حالة معارضة وأن تتاح لها كل السبل ضمن الديموقراطية وتحت سقف القانون
المعارضة حالة صحية لكشف عيوب وتقصير وفساد السلطة أو اتجاه السلطة ناحية الفساد
المعارضة هي الـ لا التي قالها الشيطان لـ الله … فأخذ الأخير ليثبت نفسه وأخذ الأول ليثبت رحمته وعدله … (استعارة مكنية وليست كلية)
ليتحمل النظام فساده ولتتحمل المعارضة نتائج خطواتها الأولى
لاشي من هذا وذاك يفقد ثورة الشعب شرعيتها
الشرعية الآن أخلاقية
الشرعية الوحيدة الآن في هذه المرحلة هي لا …لا للظلم لا للاستبداد لا لاحتكار السلطة لا لاحتكار الموارد لا للقمع لا للاعتقال لا للحل الأمني …لا لا لا لا
( المجد للشيطان … معبود الرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم … أ.د )
هشام شوكت
17/7/2011
التعليقات (0)