إذا سلمنا أن صدام حسين كان دكتاتورا في العراق وكذلك مبارك في مصر وبن على في تونس والقذافي في ليبيا وبشار في سوريا وأنه ولا فرق بين (الزعماء العرب) فماذا تكلفت عملة إزاحة كل منهم؟ كم شهيد وقتيل ماتوا في العراق لإزاحة صدام وكيف انتهت العراق كدولة موحدة وما هي صورتها الآن على خريطة العالم؟ وماذا تكلفت إزاحة بن على ومبارك من أرواح وإن كانت أقل بكثير من العراق وكم تتكلف حتى الآن دون نتيجة في سوريا...فهل تعتمد الدول العربية نظاما سلميا آخر لتغيير حكامها؟ هل كان ثورة مصر سلمية خالصة حقا أم شابها نوع من العنف من جانب الحكومة وقوات الأمن المركزي؟ لا يخفى أن ثورة مصر كانت الأقل تكلفة وأن الشعب ظهر فيها بصورة حضارية أذهلت العالم وكانت صورة الثوار وهم ينظفون الشوارع بعد هدوء الأحداث في أنحاء مصر وميادينها صورة غريبة على عيون العالم ...ورغم أن الشعب لم يواصل عرض هذه الصورة بسبب تخلف الحكمة المؤقتة عن رؤية الشعب ولم تكن حضارية مثله ولكن المشهد العام يشرف المصريين.... ويحسب لجيش مصر أنه قدر الموقف بصورة سريعة وأخذ الخيار الصحيح لأن الجيش في مصر جزء أصيل من الشعب وما زال يحتفظ بأخلاق أكتوبر آخر حروبه مع العدو الصهيوني...... ويذكر أن الشعب كان ظهيرا قويا حيث منع الجريمة تماما في أيام الحرب ليتفرغ القادة لمهامهم الصعبة... وهكذا تظهر قيمة مصر عند الشدائد ...كانت أخلاق المصريين في أثناء ثورة 25 يناير مشرفة للعرب قاطبة وأعطت صورة عن العالم لم يشهد مثيلها ولكنها أيضا لم تتواصل حين بدأت الأمور تهدأ لأن الحكومة المؤقتة لم تستوعب موقف الشعب أثناء الثورة وهكذا يتكرر الخطأ ...نفس الخطأ بعد حرب أكتوبر هو الخطأ بعد ثورة يناير...خطأ حكومي خالص لأن السياسة الحكومية المصرية لم تنضج بعد كما يستحق شعبها وكما نضج منذ زمن بعيد ولذلك نقول أن شعب مصر يستحق حكومة تناسب حضارته وإبداعه... فكيف ومتى تأتي هذه الحكومة المبدعة من رحم هذا الشعب المتحضر؟
التعليقات (0)