مواضيع اليوم

الشعب العراقي الظالم

زين الدين الكعبي

2010-09-12 21:10:28

0

 

 

بعد أن غزت القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة العراق بدون أذن أممي بحجة وجود أسلحة دمار شامل لدى نظام صدام المقبور وأنكشاف بطلان هذه الحجة . تحولت حجة اليمين المتطرف وعلى لسان قادته بوش ، رامسفلد ، تشيني ، رايس ... الى ضرورة نشر القيم الديموقراطية في الشرق الأوسط (الوطن العربي) . وتخليص الشعب العراقي " المظلوم "من ظلم نظام صدام حسين .

أما الحجة القديمة الجديدة القائلة بنشر الديموقراطية فقد رد عليها المهاتما غاندي قبل عدة عقود ردا على سؤال  وجِّه إليه حول موقفه من الحضارة الغربية قائلا .

(( نعم قد تكون الحضارة الغربية فكرة جيدة ، فبالفعل قد يكون نشر القيم الديموقراطية فكرة جيدة ، ولكن هذا شيء مختلف تماما عما تحاول أمريكا وبريطانيا القيام به حاليا في العالم )) .

وأما تخليص العراقيين من الظلم والأضطهاد والقتل الجماعي فنظرة واحدة الى ما آلت أليه الأمور في العراق اليوم كفيلة برد هذا العذر السمج والوقح على أصحابه .

 قال مسؤول اميركي السبت الماضي ان العراق وافق على دفع تعويضات مالية لعدد من الاميركيين الذين الحق بهم النظام السابق اضرارا خلال حرب الخليج الثانية العام 1991. . وقالت صحيفة "كريستشان ساينس مونيتور" ان العراق مستعد لدفع نحو 400 مليون دولار .

والحجة لهذه التعويضات هي أن النظام السابق الذي اجتاح الكويت في اب/اغسطس 1990، قام باحتجاز بعض الاميركيين كدروع بشرية بهدف منع تحالف دولي ضخم من شن هجوم . وقدم بعضهم شكاوى بانهم تعرضوا لمعاملة سيئة وتجاوزات من قبل قوات الامن .

طبعا كلنا يذكر أن هذه الدروع البشرية اللتي يتكلم عنها الأمريكان قد سلمها صدام الى القس جاكسن قبل هجوم الولايات المتحدة على العراق في 1991 بعدة أسابيع ولم يستخدم صدام أي من هؤلاء كدرع بشري .

بحسب الأحصائات الرسمية فان عدد الرهائن الغربيين اللذين أحتجزهم صدام قبل حرب الخليج الأولى كان بالمئات معظمهم من الألمان والأيطاليين . ولم يكن عدد الأميركان من الرهائن يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ألا بقليل . وبقسمة مبلغ الأربعمئة مليون دولار على عشرين فأن كل أمريكي " مظلوم مسكين " سيحصل على عشرين مليون دولار كتعويض عن الاثار النفسية اللتي تسبب بها صدام له .

ولقد أكدت من جهتها وزارة الخارجية العراقية "التوقيع على اتفاقية بين البلدين لتسوية عدد من المطالبات القانونية لمواطنين اميركيين موروثة عن النظام السابق كاجراء قانوني يهدف الى حماية الاموال العراقية في الخارج". وتقدر هذه المبالغ الموجودة في صندوق بعشرات المليارات من الدولار .

واضافت الوزارة على موقعها الالكتروني ان الاتفاق هدفه ايضا "التمهيد للترتيبات التي ستخلف صندوق أعمار العراق .

ذكرت الامم المتحدة اخيرا ان العراق دفع ما مجموعه 30,15 مليار دولار كتعويضات حرب للكويت وتبقى نحو 22,3 مليار دولار يتوجب دفعها . ولازالت مطالبات أيران بالتعويضات اللتي تبلغ مئة مليار دولار بحسب عبد العزيز الحكيم اللذي ذكر حكومته العراقية بوجوب دفعها قيد المناقشة وربما سنبدأ بدفعها قريبا . واليوم أقر المالكي وزيباري دفع 400 مليون دولار لمواطنين أمريكيين مساكين أتعبهم العراق نفسيا . ولازال العراق يدفع من صندوق التعويضات اللذي أسسته الأمم المتحدة تعويضات الى دول الخليج وتركيا والكيان الصهيوني وسوريا ومصر وحتى الى شركات ومواطنين هنود وباكستانيين وأستراليين وألمان وغيرهم .

وأذا ما تذكرنا تصريحات رئيس الادعاء العام السابق في المحكمة الجنائية العليا القاضي جعفر الموسوي اللتي قال فيها أن شركة الامن الخاصة بلاكووتر وزعت “منحا مالية” قيمتها عشرين الف دولار لكل عائلة قتيل قضي برصاص موظفي الشركة في حادث ساحة النسور ببغداد العام وبناء على وساطته وبواقع 20 الف دولار لكل قتيل و10 الاف دولار لكل جريح اضافة الى تعويض من الخارجية الامريكية تراوحت بين 6 الى 12 الف دولار عن الاضرار في السيارات والممتلكات من الحادث . فسنعرف عظم المصيبة اللتي وقعنا فيها بأنتخاب حكومة الأمس وحكومة الغد اللذي لاندري متى سيأتي . على أعتبار أننا أنتخبنا نفس الوجوه الكالحة مع تغيير النسب فقط لاغير .

ليس لنا ألا أن نطالب حكومتنا العتيدة المسيرة للأعمال ، والحكومة الوليدة اللتي ستأتي بعملية قيصرية على ما يبدوا ، برفع أنتاج العراق من النفط الى 12 مليون برميل يوميا بأسرع مما يأمل الشهرستاني ووزارته اللتي تعمل على تحقيق هذا الهدف خلال سبع سنوات وأجباره على أختصار هذه المدة الى سنتين لتجنيب العراق البقاء تحت طائلة أحكام الفصل السابع من الميثاق الأممي اللذي قال لنا المالكي بأننا سنخرج منه بمجرد موافقتنا على توقيع المعاهدة الأمنية مع الأميركان في 2007  ولنستطيع تعويض جميع هؤلاء الضحايا بأسرع ما يمكن .

أما الشعب العراقي اللذي آذى هؤلاء الضحايا ، واللذي أتضح أنه هو الظالم والمجرم وليس نظام صدام كما كان يظن بوش ورامسفلد قبل الأحتلال . فعليه أن ينتظر الى 50 سنة أخرى لبناء محطات كهرباء وأنظمة صرف صحي وشبكاة مياه ومستشفيات وطرق وجسور ومدارس جديدة .

 

http://www.masrawy.com/News/MidEast/AFP/2010/September/12/2698878.aspx

http://www.google.com/hostednews/ap/article/ALeqM5hwK_CSpBxsNuVUEaDuOwmSSCiqGwD9I58B081

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات