قال بريان بيكر المنسق العام لتحالف "أنسر" المناهض للحروب إن دلالات تفجيرات حلب أمس هي أن المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا وحلف الناتو والولايات المتحدة توجهت لارتكاب أعمال إرهابية.
وأضاف بيكر في حديثاعلامي إن الحكومة السورية تقوم بالتصدي لإرهابيين يحاولون أن يكون لهم موطئ قدم في مناطق عدة وفق ما تريده منهم الإدارة الأمريكية التي لا تريد أي شيء سوى تحقيق المعارضة لانتصار عسكري مع منع تطويق أي احتمال لإجراء مفاوضات في هذه المرحلة.
وأوضح بيكر أن سبب تخلف السعودية عن جلسات الاجتماع الرباعي هو الرسالة الواضحة التي وصلت من الإدارة الأمريكية إلى حلفائها والحكومات العميلة لها والمتضمنة رفض أي نوع من المفاوضات بشأن حل الأزمة في سورية لأنها منخرطة في التنسيق مع المعارضة السورية ومجموعاتها المسلحة لإطالة الحرب في سورية.
وأشار بيكر إلى أن إعلان الخارجية الأمريكية عدم الرغبة بالتدخل العسكري في سورية والاكتفاء بتقديم دعم غير قاتل للمعارضة يعني أن الولايات المتحدة ستقوم بكل شيء ماعدا إرسال قوات المارينز بما يتضمن التنسيق مع المجموعات المسلحة للقيام بأي شيء في سورية بما يعني تحول هذا الدعم إى دعم قاتل.
ولفت بيكر إلى أن الشعب الأمريكي لا يريد أي تدخل مباشر في سورية كما أن الحكومة الأمريكية قلقة بسبب صمود روسيا والصين بمعارضتهما لأي تدخل وبالتالي فهي تدرك أنها إذا ما دخلت في صراع جديد فإنه سيكون عكس الصراع في ليبيا حيث ستجد لاعبين دوليين جددا بانتظارها وهذا يصعب الأمر عليها ولذلك لجأت إلى العمل على دعم المجموعات المسلحة والطلب من قطر والسعودية تقديم الدعم لها.
وقال بيكر إن هناك خوفا وقلقا كبيرين لدى الشعب التركي الذي لا يريد أي حرب مع سورية، وفي المقابل هناك حكومة تركية يقودها أردوغان عميلة للغرب وتمثل امتدادا لحلف الناتو وهي تعمل على تنسيق وترتيب تحركات محددة على الحدود تكون مقدمة لتدخل عسكري حقيقي.
من جهته أكد الإعلامي الروسي ميخائيل ليونتيف أن الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف المتحالفة معها زرعت المجموعات الإرهابية المتطرفة التي انقلبت عليهم.
وقال ليونتيف في مقابلة اعلامية مطولة إن وجود المجموعات الإرهابية المتطرفة أمر واضح ولا يتطلب تحريات المخابرات ويكفي تتبع وسائل الإعلام لرؤية هؤلاء الأشخاص الذين أصبحوا يتحكمون في ليبيا وموجودين في سورية ومصر واليمن مع أنه أحيانا وفي بعض الأماكن يظهرون كمناوئين للغرب وفي أماكن أخرى كحلفاء وجنود لتلك الدول.
وأضاف ليونتيف لا ينكر أحد ظهور مجموعات إرهابية أخرى تنسب إلى نفسها لقب القاعدة مثل جماعة القاعدة في دول المغرب مشيرا إلى أن كل هذه المجموعات عبارة عن "مؤسسة" يصعب تحديد عضويتها لكن المؤكد أن بعضها تابع لمؤسسات استخباراتية كجزء من السياسة العالمية وليس الأمريكية فقط بل وسياسة بعض دول المنطقة ولكن في النهاية تنقلب تلك المجموعات على الدول التي ساعدتها على الظهور.
وحول وجود فرص للتعاون الأمني بين روسيا والدول العربية قال ليونتيف إن الدول العربية تعيش الآن "حالة من المغامرة" التي تحميها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وليس روسيا كجامعة الدول العربية المحتلة حالياً من طرف السعودية وقطر فضلاً عن بعض الدول الأخرى التي لا تتفق مع مواقف الغرب لكنها تتحرك بصفة دبلوماسية حذرة كالجزائر والمغرب.
التعليقات (0)