الشعب الإرتري في ظل النظام الجبروتي في أسمرا ...... تمر الأيام والأشهر والسنوات ولايشهد الشعب الإرتري أو العالم حدوث أي نوع من التغيير والتحديث في إرتريا سواء كان في الجوانب السياسية أو الإقتصادية والإجتماعية أو حتي في علاقات النظام مع العالم الخارجي وخاصة مع الدول المجاوة له .
ولقد واصل هذا النظام المتمرد علي القوانين والأعراف الدولية وعلي جميع القيم والمثل , في غروره وتعنته ولايرغب في أن يقبل أي نوع من الإنتقادات ضد نظامه سواء كانت الإنتقادات أتية من الداخل أو الخارج ويتحدي في ذلك ,القوي والضعيف علي حد سواء دون أن يعمل حسابه لما يترتب علي هذه التصرفات العشوائية التي لاتنقطع ولا تنفصم منذ توليه زمام السلطة في البلاد لزمن يقترب من عقدين .
ولايخفي علينا بأن الضحية الأولي لتصرفات هذا النظام هو الشعب الإرتري الذي ضاقت به الأرض بما رحبت , وإنه هو الذي يتجرع مرارة الجوع وضيق الحياة حيث أن النظام ليست له برامج واستراتيجية إنمائية تعود بفوائد لهذا الشعب ,كما أنه هو الذي يجبر علي تلقي الخدمة العسكرية ليحمل السلاح ضد عدو غير موجود أصلا ولكنه إختلقه له النظام ليلهيه ويلفت أنظاره من سياسته العشوائية المبنية علي قانون الغاب .
وإلي جانب المواطن العادي في إرتريا فإن أتباع الديانات المختلفة في البلاد يعانون الأمرين . وتؤكد التقارير التي ترد من المنظمات الإنسانية المختلفة علي المستوي العالمي, أن عددا كبيرا من أتباع المذاهب المسيحية المختلفة قد رمي بهم في غياهب السجون العسكرية التي أقيمت خصيصا لذلك . وقال تقرير منظمة تدعا " أوبن دوور " إن عددا من أتباع المذهبين الإنجيلي والبروتستانتي قد توفوا في السجون بسسبب التعذيب الذي يتعرضون له من قبل حراس تلك السجون ورجال الأمن وبسبب طول الفترات التي يقضونها في تلك السجون . كما أن نفس المنظمة الإنسانية هذه قد أكدت أن مايقل عن 3,000 شخص من أتباع المذاهب المسيحية المختلفة في البلاد يوجدون رهن الإعتقال , دون أن يقدموا للمحاكمة ودون أن يعرفوا التهم التي وجهت إليهم او التي سجنوا من أجلها ولا يسمح له بمقابلة أسرهم وذويهم في تلك السجون .
وتقول المنظمات الإنسانية , إن العاملين في وسائل الإعلام التي يملكها النظام – ولايسمح طبعا لوسائل الإعلام الخاصة بالعمل في البلاد - , هم موضع إهتمام هذا النظام حيث أن النظام من خلال رجال أمنه وزبانيته يفرض عليهم رقابة مشددة , وأن كل من تسول له نفسه لنشر حقائق عن ذلك النظام , فإنه سيصبح عرضة للمحاسبة وسيتعرض للعقاب الشديد وليس له من خلاص .
وفي هذا الصدد يمكن ذكر عدد من اسماء الصحفيين الذين فارقوا الحياة في سجون النظام إضافة إلي الذين القي النظام القبض عليهم أثناء محاولاتهم الفرار والنجاة , ولكنه شاءت إرادة المولي لكي يسقطوا في أيدي زبانية النظام وتم التنكيل والتمثيل بهم ولم يعرف ذوهم حتي الآن مصيرهم سوي المنظمات الإنسانية التي هي الأخري تعجز في إتخاذ القرار ضد النظام أو ضد القائمين بقتل هؤلاء الأبرياء ولو بالمرافعة ضدهم كقتلة مجرمين .
ولزيادة تضييق الخناق علي تلك الجماهير التعسة , وليزيد الطين بلة , يقوم النظام بمنع تجارالحبوب الزراعية والمواد الإستهلاكية الأخري من بيعها في الأسواق المختلفة وذلك حتي لاتتمكن الجماهير من شرائها وسد إحتياجاتها منها .
وفي البيان الذي بعثت به الجبهة الديمقراطية لشعب إرتريا لمركز والتا للمعلومات مؤخرا, أوضحت أن عددا كبيرا من تجار الذرة في مدينة مندفرا قد القي القبض عليهم عندما وجدوا وهم يبيعون سلعهم في الأسواق , وصودرت جميع تلك السلع كما أن السلطات قد إستولت علي مخازن تلك السلع وزجت بأصحابها في السجون .
وقالت الجبهة في بيانها إن النظام قد أقام مراكز لبيع السلع الإستهلاكية بنفسه وأمر جميع المواطنين من شراء إحتياجاتهم من تلك المراكز فقط , وإلا فإنهم سيصبحون عرضة للمسألة والعقاب . وإلي جانب ذلك فإن النظام يقوم بإجبار المزارعين علي تسليم منتجاتهم إلي مراكز الشراء الحكومية , وذلك بالإضافة إلي قيامه بمصادرة الأراضي الزراعية التابعة للمزارعين الذين يشك في أنهم غير موالين لنظامه . ويمكن علي سبيل المثال ذكر مزارعي قومية كوناما الذين يواجهون الإعتداءات والضغوط عليهم من قبل رجال أمن هذا النظام .
وفي ظل جميع هذه الظروف والمستجدات فقد تصاعدت المقاومة ضد هذا النظام من الشرق والغرب والجنوب والشمال , ووسط البلاد , فهناك مقاومة له من قبل عفر البحر الأحمر الذين يعانون الويل من إنعدام العدالة الإجتماعية في البلاد , ويصعدون النضال المسلح ضده , وهناك قومية كوناما التي هي الأخري تناضل ضد هذا النظام من خلالف الجبهة الديمقراطية لقومية كوناما , إضافة إلي عدد من الجبهات التي شكلت لخوض النضال من أجل تخليص الجماهير الإرترية من نير هذا النظام .
وهنا تجدر الإشارة إلي قيام هذه المنظمات السياسية المناوئة للنظام الجبروتي في أسمرا , بخلق وحدة فيما بينها وتنسيق نشاطاتها السياسية والعسكرية حتي يمكن الإسراع بزوال ذلك النظام من الساحة الإرترية بكل مساوئه وحتي تتنفس الجماهير الإرترية الصعداء , وتوجه طاقاتها وإمكانياتها نحو التنمية والتطور والإزدهار وخلق التكامل الإقتصادي مع الشعوب المجاورة لها .
ويثبت تاريخ البشرية بأن أي نظام دكتاتوري في العالم مهما يملك من القوة والعتاد العسكري ومهما تمكن من إخضاع جماهيره والثورات ضده , فإن مصيره هو الزوال, وبالتالي فإن مصير نظام الشعبية هو نفس مصير الدكتاتوريين الذين سبقوه .
التعليقات (0)