أي شعب تعداده بالملايين لا بد أن يكون أوعى من الحكام لأن فيه مئات الآلاف أذكى من القادة والسياسيين وحتى لو كان السياسيون يملكون الكثير من المعلومات بحكم اطلاعهم على الوثائق فإن تحليل الوثائق واتخاذ قرار بشأنها لا يكون بالضرورة في صالح الشعب ..والعلاقة المقطوعة بين الشعب وقادته تجعل القادة مخدوعين بذكائهم ومفتقرين إلى الرأي الآخر الذي ينير الطريق ...وأكثر من ذلك أن الشعب إذا لم يشارك في صنع القرار فإنه لا يدعمه الدعم الكافي وتأتي بعد ذلك قرارات الحكومة خاطئة ويكون إصلاحها عالي التكلفة ...وبعيدا عن التنظير فقد أدى بناء الجدار العازل أمام سفارة العدو الصهيوني إلى ما لم تحمد عقباه رغم أن الخطأ في التقدير كان من نصيب الحكومة ولكنه في النهاية لم يستقر أياما حتى هدمته الشواكيش والأظافر...
لم تعالج الحكومة اعتداء الصهاينة على حدود مصر وقتل أبنائها المدافعين عنها علاجا معقولا فأخذ بعض الجماهير المصرية سواء وصفناهم بالغوغاء كما يحلو للبعض أو بالأبطال كما يصفهم الآخرون فإن النتيجة المتوقعة قد حدثت وعلى الحكومة ألأن تعالج تأثير ما حدث
ألم يكن من الأفضل والأكثر حكمة أن تعالج الحكومة جريمة العدو بما يناسبها؟ وهل كان من الحكمة أن تحمي السفارة بدل أن تطرد السفير؟ هل بناء جدار في شارع مهم لتشويهه وجعله شاهدا على ضعف الحكومة ودليلا على قصر النظر حيث يعلم الحرفي البسيط أن هدم الجدار لا يكلف شيئا على الإطلاق سوى عشرين شاكوشا لا يزيد ثمنها على عشرين دولارا؟ والله انت عبقرية ياحكومة مصر
الشعب (الغوغائي) أخذ قرارا بهدم الجدار المتحدي للنظر والعقل وزاد على ذلك (دقة).....عالج ذلك يا سياسي يا ذكي يا عبقري
التعليقات (0)