الشعارات الوهمية لحقوق الإنسان :
أشعُرُ بالسخافة مكان العالـَم الذي فقد ماء الوجه بفِعل تاريخ البشرية الحافلِ بالإنتصارات التي كان أغلبُها على أنقاض التجاوزات ..؟!
وعندما نتناول موضوع التجاوزات فنحن نقف أمام أزمة حقيقية للحريات الفردية أو الجماعية والتي تتعلق بحقوق الإنسان والأطُر التي تنظم هذا المجال من هيئات دولية حافظة للسلم والسلام العالميين..وكذا القوانين التي سنها بعضنا بما (يعتقد) أنه كفيل بضمان العيش الكريم لفقراء العالم؟!
الرؤية مثالية تلك التي وضعتها القوى العالمية الكبرى حفاظا على توازنات العالم ، لكن واقع حقوق الإنسان في العالم يصبّ في قالب واحد وهو حقوق الدول القوية على حساب الدول الضعيفة ، وواقع لايمُت للإنسانية بصلة سوى بكلماته.
أليس من السخافة أن نرى أمريكا صاحبة الترسانة النووية - والتي ترفض التخلص منها لأي سبب كان - تلعب دور شرطي العالم الذي يملك تصاريح حصرية للدول التي يجوز لها المرور في الطريق النووي الذي يقتصر على حلفائها من الأوروبيين ؟!، أو حتى من أعدائها القدامى مُمَثلين في روسيا كأكبر أطلال الإتحاد السوفياتي السابق...ووصولا لإبنتها المدللة معقل بني صهيون..؟!
فتأشيرات الأسلحة النووية لاتُمنح لدول يمكنها الخروج عن السيطرة كدول العالم العربي والإسلامي بل وتُعتبر الترسانات النووية مِن المُحرمات التي حرمها علينا ربنا أمريكا..فقد وجدت ثغرة التحليل والتحريم لتبدأ بتحليل الثروات العربية و الرؤوس العربية...وتحريم اللحى وصلاة الجماعات.!..ودول العالم المُتخلف عامة ليس لها الحق في إمتلاك أسلحة النبلاء المتحضرين من أبناء رعاة البقر والخنازير...!..والمحظوظة من تلك الدول هي التي تخرج وجها لوجه في منازلة يعرفها الغرب من رعاة البقر جيدا..وهي يا قاتل يا مقتول..لكن ذلك التحدي لايكون بغير تغطية مما كان يُعرف بقوى الحرب الباردة..أي بالتعاقد مع أحد المُعسكرين الشرقي أو الغربي...والشرقي أقرب إلى المضمون...فروسيا العجوز خبيرة في أساليب التسريب تحت ظلال جناحيها في تغطية كاملة للتزويد بمتطلبات الإنشاءات النووية...فهي تطبق نظرية فريدة في التساوي مع الفقراء في امتلاك الدفاعات الأمامية مِن ذوات الرؤوس النووية ، بل حتى ولو كانوا غرقى في الفقر كباكستان ، وإيران ، وكوريا الشمالية التي تطورت جميع دول أصحاب العيون الضيقة إلاهي بقيت رؤاها ضيقة لاتتعدى إستعراض عضلاتها بترسانة ملأتها بإفقار مواطنيها..!...
إذن فكرة الحرب الباردة لازالت قائمة في أذهان أطرافها ، ومهما إدعوا دفاعاتهم عن حقوق الإنسان يبقى نفاقهم مفضوحا لنا جميعا وبدون مؤهلات تحليلية ، وببساطة نرى نفاق إمريكا التي تُمد إسرائيل بالأسلحة النووية وتفرض العقوبات على إيران وكوريا لسعيهما في امتلاكها...!..أليس إستهتارا أن نُتهم باختراق حقوق الإنسان مع فقرنا المُدقع فيما يُحاكمنا مَن ملأ مخازنه بكل الأسلحة البيولوجية ، والنووية ، والجرثومية..و..كل ما يجود به العلم الضال من أسلحة فتاكة ؟!..ولماذا نكتفي بدور المتفرج دائما في ذهول المخبولين ؟أم أننا أسوأ منهم لذلك نحن تابعون ساكتون ؟!
تاج الديــــــــــن : 2009
التعليقات (0)