انتهت و الحمدلله بسلام يوم امس مراسم الزيارة للأمام موسى الكاظم (رض) و هو مشهد عايشته منذ الصغر حين كنت اتبع خطا والدتي بين مراقد الآئمة رضي الله عليهم جميعا,, الشيخ عبد القادر الكيلاني و ابي حنيفة و لأمام علي و العباس الذي نذرتني والدتي إليه بثقب أذني اليسرى عند ولادتي و الذي يدهشني اننا ننتمي للمذهب الشافعي و والدتي لا تبخل في نذورها البسيطة بين الأولياء ... و لا اخفي حنيني لتلك الأيام إذ كانت تلك الشعائر عفوية عند الناس و لا تلبس لباس السياسة ...
مع مرور الزمن و الحالة الجديدة التي بدأنا نعايشها في العراق الجديد , انقلب حنيني على الماضي و بدأت ارى تلك الشعائر من منظار أخر , حين ارى منع التجوال لأيام و ألاف الجنود و رجال الأمن يستنفرون مع كل مستلزمات النثرية و الطاقات البشرية ,, اضافة إلى المسيرات من ألاف الناس تتوافد من كل المحافظات سيرا على الأقدام و الفوضى التي تعم الشوارع و تغيير سير المركبات و تأخر الأعمال و تعطل الدوائر و غياب الموظفين من عملهم و تأخر معاملات المواطنين و الأموال الطائلة التي تجمع و تعوض بالطعام و الماء في محطات على الطريق للزوار ,, كل تلك الأمور جعلتني اتسأل ... لماذا هذا الأنفجار في ممارسة الشعائر الدينية ؟ و لماذا هذا البذخ في توفير الأكل و الماء على الطرقات ؟ و كم مناسبة دينية سنويا نحتفي بها ؟
ترى كل هذه الأموال المصروفة لو ذهبت لأناس و عوائل لتلبي بعض احتياجاتهم اليومية و لو بنينا دور للإيتام و العجزة و وظفنا فيها عددا من العاطلين عن العمل .. لو نرفع حصانة الدولة عن تلك المناسبات .. لو لا نغلق الشوارع .. لو لن نعطل المدارس و الدوائر الرسمية ... لو تركنا الناس يعودون لممارسة عفويتهم في الدين كما في السابق ؟؟؟؟؟؟؟
لو وجدت الجواب الصحيح لكل تساؤلاتي لا أظن ان حنيني للماضي سينقلب ....
التعليقات (0)