الشعائر الحسينية رسالة إعتدال .. الشور أنموذجاً
بقلم احمد السيد
الشعائر الحسينية من أهم الشعائر الدينية وأكثرها انتشارا في العالم بفضل الله تعالى واستمرار المحبين ومواظبتهم على إقامتها في كل مناسبة في ذلك الخصوص فهي سلاح ذي حدين فلابد للفرد السير وفق الحد الصالح والذي يمثل أخلاق ونبل وعلم وشريعة صاحب الذكرى الذي من أجله تقام تلك الشعيرة فلا إفراط ولا تفريط بعيدًا عن المغالاة والتطرف، وكما قال تعالى في محكم كتابه الكريم:
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
فإقامة الشعائر نابعة من تقوى وورع وإيمان واعتقاد لا على نحو العادة والروتين فهي رسالة الى العالم لاطلاعه على طبيعة ديننا الإسلامي الحنيف من خلال التطبيق الأمثل ومن تلك الشعائر هي إقامة المجالس الحسينية والمحاضرات والأناشيد والأذكار المفعمة بالتوحيد لله الخالق العظيم وحب النبي وآله الكرام صلوات الله عليهم أجمعين فكانت تلك الشعائر الهادفة محط إعجاب وتقدير الكثير من المتابعين المسلمين وغير المسلمين لكن ما نراه اليوم من إحياء لتراث الأجداد بإقامة مجالس من طور آخر غلب على محتواها الحزن والألم والشوق والشعور بالمسؤولية والانشداد نحو ضرورة إقامة مثل هكذا شعائر كونها امتزجت بالحزن والعاطفة الذان اتحدا مع الفكر والعقيدة وبنمط معتدل وسطي يحاكي جميع الأديان والمذاهب يحترم الرأي والرأي الآخر إنها شعيرة عزاء الشور والبندرية التي أثبتت إنها الأقرب لقلوب الشباب المسلم كونها تحاكي الواقع وتتكلم بلغة يفهمها ابسط إنسان غلب عليها روح الإنسانية والإيمان والحزن الشديد على صاحب المصاب فكانت سببا في الحفاظ على شبابنا المسلم الواعد من مزالق الدنيا ومغريات الشيطان والاعتقادات المنحرفة الضالة المتطرفة كالإلحاد والمغالاة والتكفير وهذا ما رأيناه جميعًا في المآتم التي أقامه المركز الإعلامي لمرجعية الأستاذ المحقق المرجع السيد الصرخي الحسني دامت بركاته في اغلب مدن العراق وخصوصًا في هذه الأيام الأليمة التي فيها ذكرى استشهاد فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها النبي محمد الصلاة والسلام فقد شكل الشباب الواعد المعزي لوحة فنية رائعة أبهرت الحضور والمتابعين وتوافد إليها الكثير من الشباب فكانت نقلة نوعية في تاريخ المذهب الشيعي على وجه الخصوص وعلى الإسلام بوجه العموم لما يتحلى به المعزون من أخلاق إسلامية وفكر عقائدي معتدل وسطي يحركون فيه المشاعر الجياشة ويجددون الحزن والمواساة الحقيقية لصاحب المصاب الامام الغائب المنتظر المهدي بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف , فلابد من ديمومة هذه الشعيرة لأنها الأقرب الى النفوس والقلوب وفيها راحة للضمير لأنها تنتقل بالسامع والحاضر وعلى بساط الشوق الى مسرح تلك الحادثة التي تسببت بوفاة ام أبيها سلام الله عليها ليكون الجميع شاهد عيان وحاضرا قلبه ليشعر بمدى الألم الذي يعانيه المعصوم سلام الله عليه وختامًا اسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من المقيمين لشعائر الحسين ومن المعزين الدائمين بأسلوب الشور والبندرية الوسطي المعتدل انه سميع مجيب
http://www10.0zz0.com/2018/02/22/23/361784037.jpg
لمشاهدة الشور المعتدل من خلال الرابط ادناه:
https://www.youtube.com/watch?v=kf4VHIf6z8I
التعليقات (0)