إني أحترم الشريف علي زيدان وهو قدير وأهل لمهام رئيس الوزراء كما أنه من أشراف ودان الذين لهم حب وإحترام خاص تاريخي ، إلأ أنه ليس له خلفية سياسية رغم تخصصه الجامعي ويظهر إنه لا يعرف تاريخ ليبيا السياسي وفترة الأعداد لأستقلال ليبيا والعهد الملكي، ويستند على مراجع لها خلفية جهوية وإقليمية . لقد رأيت للسيد علي زيدان تصريحا على الويب على الفدرالية قال فيه أن ليبيا قامت دولة فدرالية بثلات ولايات طرابلس وبرقة وفزان وفجأة ثم إعلان الوحدة بترتيب إداري بحث لم يتم الترتيب لها ولم ترسخ بين الناس ولم يقم الأعلام بشرحها وجاءت الوحدة بخطة قلم برغبات شركات النفط ومن كان يحكم في ذلك الوقت . وغريب منه أن يصدر مثل هذا التصريح الذي يردد فحواه دعاة الفدرالية اليوم ، وينسى السيد علي زيدان أن قرارالوحدة تم بمبادرة من الملك إدريس السنوسي رحمه الله وموافقة مجلس الامة بمجلسيه النواب والشيوخ وهما كما نعرف يضمان مجموعة من شيوخ قبائل برقة وفزان وطرابلس ونوابا منتخبين ، وثم اعلان الوحدة رسميا من طرف الملك إدربس رحمه الله الذي قررأن يوحد ليبيا ويعلنها جمهورية قبل وفاته ، وكما كان يقول رحمه الله إن الشعب الليبي سلمه أمانة حكم ليبيا ويريد قبل وفاته أن يردها له ليختارنظام البلاد وحكامها ، وهويعرف أن الشعب كان يريد الوحدة والنظام الجمهوري ، وقد أعد بأمره دستورا جمهوريا لم يسمح له الوقت لتقديمه لمجلس الامة . نحن نعرف أن السيد علي زيدان من الجنوب لكنه من ودان حلقة الوصل بين الجنوب والشمال ، وسكان ودان من الأشراف يحظون بحب وإحترام كل الشعب الليبي وخاصة من جيل كبار السن ومن العائلات العريقة. ولم نسمع في الماضي أن أهل ودان فدراليون بل كانوا مع الوحدة كبقية الشعب الليبي . ويظهر أن السبد على زيدان يقرا تاريخ ليبيا الذي وضعه بعض الأقليميين وما يكتبه أنصار الفدرالية اليوم . ولم يعرف أن الفدرالية فرضتها الادارات العسكرية التي كانت تحكم ليبيا بالحديد والنار والسجون ، رغم أن أكثر من 80% من الشعب الليبي كان يعارض الفدرالية وقام بمظاهرات ألفية يوميا طوال فترة إعداد الدستور الليبي وهي تهتف ليبيا موحدة لا فدرالية ولا تقسيم حتى بحت اصوات المواطنين .وكان الشعب الليبي في شرق ليبيا وغربها يعارض تأليف لجنة الستين بالتعيين وبالتساوي بين اقاليم ليبيا الثلات برقة وطرابلس وفزان بعشرين عضوا لكل منها واتخاذ الفدرالية لنظام الحكم في ليبيا ، وهي فكرة مشروع بيفن سفورزا في شكلها الأستعماري الجديد ، نسبت إلى ممثلي ليبيا الذين لم يسمعوا بالفدرالية في حياتهم ووافقوا عليها تحت ضغط سلطات الأحتلال وموافقة مندوب الأمم المتحدة كأجراء مؤقت حتى لا تعاد القضية الليبية الى الأمم المتحدة من جديد التي قد تعيد فرض نظام الوصاية الوارد في مشروع بيفن سفورزا . هذه هي الحقائق التاريخية ونأمل من السيد علي زيدان وأعضاء المؤتمر الوطني وضعها أمام أعينهم عند وضع دستور ليبيا الجديد ويتجاوبون مع إرادة الشعب الليبي دون الألتفات الى أصوات أصحاب المطامع والمصالح الخاصة الجهويين المعروفين لأرجاع النظام الفدرالي إلى ربوع ليبيا الموحدة منذ القدم ، وخداع بعض عامة الشعب في شرق ليبيا بشتى الأكاذيب الجهوية للسير على منوالهم . ولتقرير نوع نظام الحكم في ليبيا يجب إجراء إستفتاء لكل الشعب ليبيا إذا وجدت دعوة لتقسيم ليبيا فدراليا . ولا توجد بلد في العالم قبلت تقسيم البلاد تلبية لطلب إقليم معين أو فئة معينة ، ونحن نرى رفض الشعب الأسباني طلب سكان منطقة الباسك الحصول على حكم ذاتي وكذلك رفض تركيا إقامة حكم ذاتي لاقليم الأكراد ورفض اليمن لأنفصال الجنوب والسعودية لفصل الحجاز . وكل دولة في العالم توجد فيها مناطق تريد الأنفصال والحصول على حكم ذاتي أو نظام فدرالي لأسباب قومية أو دينية ، ومن حق كل دولة المحافظة على سلامة أراضيها وعدم السماح بتقسيمها وهو القسم الذي يكرره كل مسئول قبل مباشرة مهامه . كما إنه لا توجد دولة عربية أقامت نظاما فدراليا رغم أن بعض هذه الدول أكبر مساحة وإنقسامها إلى أقليم عديدة وأكثر سكانا وإنقسام سكانها إلى قومبات وأديان مختلفة .
التعليقات (0)