الشريعة والمجتمعات
ماذا تستفيد المجتمعات من شعار تطبيق الشريعة الإسلامية ،ماذا تستفيد من إختزال الشريعة الإسلامية في الحدود الشرعية والأحكام التعزيريه التي باتت اشبه بالحدود ، ماذا تستفيد من إعلا شأن مذهب ورأي فقهي وجعله مذهباً ورأياً رسمياً وتهميش بقية الآراء والمذاهب ،ماذا تستفيد من إبقاء العقل في الخلف واضفاء آلة القداسة على شخصيات عاشت بأزمنةِ مختلفة عن زمننا هذا ،ماذا تستفيد من تحصين الوعاظ والفقهاء والدعاة والمتدينين بعبارات وإجراءات عُرفيه ،ماذا تستفيد من وجود عادات وتقاليد ممزوجة بالدين وماذا تستفيد من عبارة لحوم العلماء مسمومه ،ماذا وماذا وماذا تساؤلات يُرددها العقلاء بين فينةِ وأخرى ولا إجابه غير التفسيق والتكفير ؟
الشريعة الإسلامية ليست قطع يد ولا رجم أو إقتصاص من شخص آخر وليست تدخل في شؤون الأفراد الشخصية كالملبس وحرية التنقل والفرح والمرح ،وليست سجناً يحرم الفرد والمجتمع من الحياة ، وليست مُلكاً خاصاً لفئة توظفها كيفما تشاء ، هي اعمق وأشمل من ذلك بكثير فأصولها نقيه وفروعها تشوبها شوائب مختلفة ؟
ما شوه الشريعة الإسلامية هو توقف البحث الفقهي واستبداله بالإجماع منذ القرن الرابع الهجري تقريباً واستخدامها ”الشريعة الإسلامية" لجلب منافع فردية وفئوية مالية وسُلطويه ودرء مصالح مجتمعية بقواعدِ فقهية مبتكرة إجتهاداً .
المجتمعات التي تُقيم للعدالة صروح وتحترم حقوق الإنسان وتصون حرياته بقوانين واضحة وصريحة وتسير وفق قواعد مرنة في جميع شؤونها هي مجتمعات آمنه مطمئنة حتى وإن كانت لا تُقيم الحدود ولا تُعزر مرتكب الجريمة بإسم الشريعة الإسلامية ، المشكلة ليست في الشريعة بل فيمن يراها في جانب معين ويستخدمها وفقاً لرؤيته تلك ، مشكلة المجتمعات انها فهمت الشريعة وفقاً لفهم فقهاء السلطة ومن لف لفيفهم ومن اختلف معهم في الرؤية والمنهج فهنا مكمن الخلل الذي تسبب في معضلات لعل من أبرزها استخدام الشريعة في غير مواضعها ، لا حل من دون إعادة
عجلة البحث الفقهي للدوران وإشاعة التعددية الفقهية والمذهبيه رسمياً وشعبياً لأن الله يُريد ذلك منذ أن خلق الأرض ومن عليها عند ذلك نستطيع القول ان إستخدام الشريعة لأغراض سياسية وغير سياسية سيكون ماضي بعيد وبعيد جداً ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)