"حراميه" …
بمجرد أن تبدأ الحديث مع أي أحد ويأتي ذكر اسم الشركه المصريه للاتصالات الا وتكون اجابته "شركه حراميه" …
ولكن لماذا أصبحت سمعه الشركه المصريه للاتصالات وهي الشركه التابعه للحكومه والتي تحتكر التليفونات الأرضيه في مصر سيئه جدا الي هذه الدرجه ؟؟ ومنذ متي اكتسبت هذه السمعه السيئه ؟؟
من قبل وقبل عصر الخصخصه وقبل وصول التليفون المحمول الي أرض مصر كانت التليفونات الأرضيه عباره عن شركه حكوميه تتبع وزاره المواصلات وكان شأنها شأن كل شيئ في الدوله "حكومي" وكان الطلب علي تركيب التليفون الأرضي يفوق المعروض بمراحل كثيره وبالتالي كانت قوائم الانتظار طويله وربما يستغرق تركيب تليفون عده سنوات ولم يتغير هذا الأمر اطلاقا حتي الأن بالرغم من التوسعات واضافه خطوط جديده والذي تعلن عنه الشركه بين الفينه والفينه ولكن دخول "المحمول" الي سوق الاتصالات المصري سحب البساط من تحت أقدام "الارضي" فتوقف الناس عن التقدم بطلبات تركيب جديده واختفت قوائم الانتظار الي الأبد …
وفي عصر الخصخصه وعندما كان الدكتور أحمد نظيف وزيرا للمواصلات وكانت الشركه تابعه لوزارته أراد النهوض بالشركه وتطويرها فتم تحويل شركه التليفونات الي شركه لا أعرف اسمها تحديدا قابضه أو باسطه أو صارفه أو استثماريه أو أي شيئ وعين لها رئيس جديد ومجلس اداره جديد بهدف النهوض بها وتطويرها ومنذ ذلك الحين والتطوير والنهوض لم يتوقف كالأتي :-
كان يدفع اشتراك سنوي للارضي مره واحده فقط لا غير كل عام .. تم النهوض والتطوير بهذا الاشتراك وتحول الي نصف سنوي ثم الي ربع سنوي ثم الي ثمن سنوي مع رفع القيمه كل مره أي ما كان المشترك يدفعه سنويا مره واحده يدفع أضعافه كل شهرين كبدايه للتطوير …
وكانت المكالمات مجانيه أي أن الاشتراك يغطي المكالمات بالكامل وتم تطوير ها الي عدد مكالمات مجانيه يغطيها الاشتراك وما زاد عنها فهو يحتسب مكالمات زائده وتم تقليص عدد المكالمات المجانيه عده مرات دون الاعلان حتي علي ما أعتقد انها توقفت لأن كلمه مجانيه هي من بقايا الاشتراكيه وبالتالي أصبح الاشتراك المدفوع فقط للا شيئ أي "تبس" جبايه ولا يغطي أي مكالمات ...
أما المكالمه الواحده تم النهوض بها وتطويرتكلفتها الي الأتي :-
رسم رفع السماعه ورسم غلق السماعه ورسم لمس الأزرار ورسم ضغط علي الأزرار ورسم سماع صوت الحراره ورسم عدم تجميع الرقم ورسم تجميع الرقم ورسم اتصال ورسم سماع صوت محدثك ورسم عدم سماع صوت محدثك ورسم التحيه لمحدثك ورسم شتم محدثك ورسم شغل خط من خطوط الشركه …
ثم زاد التطوير بعد كل ذلك الي أن الدقيقه الأولي مدتها سبع ثواني لأن العداد يعد عليك منذ أن رفعت السماعه والدقيقه الثانيه مدتها خمسون ثانيه لأنه تم تحويل عشر ثواني منها لصالح مرضي أنفلونزا البشر ثم الدقيقه الثالثه تحتسب بسعر أخر وهكذا دواليك …
وكله بالعداد والعداد يعمل اليكترونيا بالكمبيوتر ولا أحد يتدخل في شغله علي الاطلاق …
المهم أنه عندما تأتيك الفاتوره تكون مفرداتها كالأتي :-
1- اشتراك "مع العلم أن المنزلي يختلف عن الغير منزلي" …
2- مكالمات زائده …
3- ترنك …
4- خدمه صوتيه …
5- تأمين …
6- رصيد سابق …
7- دمغه …
8- انترنت بسعر المكالمات المحليه …
9- اشتراك باقات مخفضه …
10- خصم باقات مخفضه …
11- خواص …
12- انترنت مميز …
13- محمول …
14- تلغراف …
15- خدمه الرقم المجاني …
16- مصروفات اداريه …
17- متأخرات …
18- ضريبه مبيعات ...
19- ضريبه لرباح تجاريه وصناعيه
ومن كل ذلك يصبح اجمالي الفاتوره “خراب بيت المشترك”
وبسبب كل ذلك اتجه الناس تدريجيا الي استخدام التليفون المحمول والابتعاد قدر الامكان عن التليفون الأرضي لأن المحمول أصبح أرخص بكثير من الأرضي بالرغم من أن كلاهما يبيع الهواء للناس الا أن نار "المحمول" أرحم من جنه "الأرضي" وتقلص عدد المشتركين في الأرضي بطريقه ملفته مما حدا بالشركه المصريه للاتصالات الي الصراخ والعويل فجبايتها أقصد ايراداتها لم تعد تكفي "الحوافز" السخيه التي اعتاد الكبار قبضها دوريا من دم مستخدمي المأسوف عليه الأرضي والذين كانت الشركه تتعامل معهم علي أنهم من "الكفار" الذين تحل أموالهم للشركه …
مجدي المصري
التعليقات (0)