الشرف امرأة
يختزل العقل العربي من مشرقة لمغربة ومن محيطة لخليجه مجموعة من الآراء والأفكار التي تٌعبر عن انهزام حضاري وفكري وانفصام عقلي بالغ الخطورة , بعد أن شمل الربيع العربي بدائرته سوريا وأستفحل النزاع السياسي بين الشعب السوري من جهة والنظام الفاشي من جهة أخرى هرب السوريين إلى الخارج خوفاً من آلة الموت والدمار فأٌنشئت مخيمات الإيواء بالأردن وتركيا فتغلغلت بتلك المخيمات مجموعات بشرية تدعي الغيرة على الشرف العربي والقيم الأخلاقية والدينية فحصرت مهمتها في الترويج للأجساد السورية النسائية دون اعتبار للعمر أو الحالة النفسية للضحية والعلة الرغبة في الأجر والستر وصيانة العرض تلك المجموعات حصرت الأجر والستر والعرض في أعضاء جسدية فما بين الفخذين مع النهدين والمؤخرة يمثل خارطة الستر والأجر والعرض والشرف المٌنتهك عندها ولذلك الحصر تأويلات وآراء يٌستند عليها , التغلغل بمخيمات السوريين المنكوبين ليس الأول فقد سبقه الكثير من الممارسات والسلوكيات فالحقبة الأفغانية والبوسنية والشيشانية لم تندمل جراحها الفكرية والغير إنسانية والمؤلم هو بقاء نساء الصومال بعيدات عن الأجر والثواب فهن ما زلن ينتظرن وبصبرٍ بالغ الأجر والمعاشرة الجنسية تحت بند الرغبة في حماية الشرف العربي والإسلامي ؟
لو عرجنا على أدبيات الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي لوجدنا المرأة أشد حضوراً في تلك الأدبيات المتطرفة فهي بين مطرقة العادات وسندان الآراء والايدلوجيا المصنفة على أنها هي الدين الصحيح , من ضمن المضحكات المبكيات هو وجود أمنية مقدسة عند أتباع ومناصري تلك الأيدلوجيا تلك الأمنية تتمثل في غزو العالم والسيطرة على النساء والعودة بهن إلى الديار لمضاجعتهن وبيعهن في سوق السبايا وهذا ما تطبقه داعش حالياً فهي " داعش " تمثل التطبيق العملي لتلك الأيدلوجيا الغير سوية , الشرف العربي والإسلامي ليس محصوراً في نصرة مظلوم أو بناء حضارة أو تعددية أوتعايش وبناء وتواصل حضاري ومعرفي مع الأمم والمجتمعات بل محصور في شيء واحد وهو ما بين الفخذين والنهدين والمؤخرة البارزة هذا هو الشرف الذي يتباكى عليه المتحمسين ممن يدعي الغيرة على محارم الله والولاية على البشر واحتكار الحقيقة والصواب , المرأة في الثقافة العربية والإسلامية تعيش وسط شباك الايدلوجيا الدينية التي هي عبارة عن مجموعة من الآراء والأفكار والرؤى الشخصية الصادرة من شخصيات سلكت طريق التدين ولم تسلك طريق الدين , كل شيء محرم على المرأة الكائن البشري والسبب سد الذريعة حتى لا يضيع الشرف العربي والإسلامي ويٌنتهك ويٌضاجع بطريقة غير شرعية , لكن ما تختزله تلك الأيدلوجيا من آراء وأفكار وأمنيات يٌعد شرفاً والعلة اعتقاد من يعتنق تلك الايدلوجيا أنه يمتلك الحقيقة والصواب وتلك هي الكارثة التي حولت المجتمعات إلى مجتمعات منقادة لا تملك من قرارها شيئاً تٌخدع باسم الدين ويٌنتهك شرفها وقضاياها باسم الدين ومصطلح الاجتهاد ورغبةً في الأجر فقد سلكت المجتمعات طريق الخضوع لرغبات وأمنيات وأحلام مدعي القداسة والدين فهي أمة منقادة ميتة دماغياً والبقاء لله تعالى .
التعليقات (0)