الشرعية الاجتماعية للشعر . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد . جريدة العرب اللندنية 10/12/2012
إن الشرعية الاجتماعية للشِّعر مستمدة من قدرة القصيدة على صناعة الأبجديات التي تخاطب الروحَ والعقل معاً ، واحتضانِ كافة التراكيب الاجتماعية المتنافرة من أجل إقامة المجتمع الراقي القائم على محاربة الفقر الروحي قبل الفقر المادي . وهذا الأداء الاجتماعي الحالم يمثِّل انطلاقةً واقعية قابلة للتطبيق ، وإنتاجِ فلسفة ثقافية نابعة من اللغة بوصفها معادِلةً للكيان البشري وشرعيةِ وجوده . والقصيدة معنية _ في هذا الصدد _ بممارسة الوعي الشامل وتعميمه على أنساق الجماعة البشرية من أجل تكوين خطاب سياسي حاضن للثقافة ولا يتاجر بها . فلا بد للسياسة والثقافة أن تنطلقا من منظور إنساني لتحقيق أحلام الشعب ، وليس تخدير الشعب أو اللعب بعواطفه . ومن شأن القصيدة_ المبنية على أسس الوعي _ أن تقود خطة تغيير شاملة لاستكشاف أعماق اللغة الرمزية ، والتنقيبِ عن منابع الفكر الاجتماعي التي تمنح الفردَ الشعور والدافعية ، والقدرة على الحركة التنموية لا الشعاراتية المجرَّدة ، وتفعيلِ الحِراك الاجتماعي ، وتحريك الماء الراكد بإثارة الأسئلة وطرح القضايا الحسَّاسة بلا تحايل أو مجاملة . وهذه المنظومة المتكاملة ستؤدي إلى زراعة الحلم الاجتماعي في أنساق الشِّعر التي تقدِّم مشروع الخلاص الفلسفي للكائناتِ الحية وعلى رأسها الإنسان . وعندئذ يصبح من المستحيل فصل النمو الأبجدي عن النمو الشعوري للإنسان ، وهذا الالتصاق المصيري من شأنه وضع النص في أقصى مداه ، ووضع الكلمة في أقصى مدى الأبجدية ، فتتم الانطلاقة الفاعلة نحو تجذير الرؤية الفكرية للمجتمع اللغوي ، وتكريسِ الرؤية الرمزية للمجتمع البشري .
http://www.facebook.com/abuawwad1982
التعليقات (0)