لقد كنت أظن أنه المخلص دون محاباه أوتحيزعندما دعانا الى حركة التغيير
والبناء. أبهرني بدعوته للمساواه والحرية واصراره على التمسك بهذه القيم
النبيله في وجه طغيان الفرديه الأنانيه. صاغ نظريات رأيتها قلب أخر
الحالمين بالتغيير وأستمرارمشروع الحرية والتقدم. ليبني بهذه النظريات
عالم يهرب من بشاعة الواقع إلى واحة الحرية والبشرى، ليبني بها على أنقاض
عالم الظلام والاستبداد عالما جديدا لايضيق به سكانه.حتى لايحلمون
بالوحدة ويهربون منها في الوقت نفسه. عالم يحل فيه الحوار محل الإكراه
وصناديق الاقتراع محل البندقية والدبابة،والحملات الانتخابية محل الحروب
الأهلية،وتنافس البرامج الانتخابية محل المطاردات والاعتقالات .وأدوات
الاقناع محل وسائل التعذيب واعتراف القوى السياسه ببعضها البعض بدلا ًمن
نفي كل للاخر.نظريات تتمنى رسم معالم طريق مشترك جديد نحو غدا أفضل بدلا
من انفراد كل مجموعه بادعاء امتلاك الحقيقه والاجابات واحتٍكار الوطن
ومصادرته،علّ ذلك يؤدي للوصول إلى حياه جديده استحال بناؤه في الماضي
ولعل ماهو اكثر اثاره للاعجاب دعوته لنا في ظل هذه الفتره،دعوه مستقلة
غير مباشره الى فتح باب الحوار حول قضايا المرحله الصعبه التي لاتزال
جاثمه فوق الصدور بأشكال محتلفه ماديه ومعنويه. واستخلاص الدروس
والعبر.واعادة صياغة الرؤى والافكار والمناهج على نحو يجردها من الشطحات
دون الاغراق في الابتعاد عن الواقع.لاكتشاف خطوط السير نحو المستقبل
ولعلّ مايزيد البرنامج مصداقيه انه لايقدم صياغات جاهزه ولايدعي العثور
على حلول سحريه.بقدر مايتمسك بالحلم الانساني العام .بيوم يتحقق فيه شوق
الانسان الى المساواه والحريه والعداله.
لكن للاسف خدعني حدسي وظني فيه لقد كان أول من خرج على هذه التنظيرات.حين
أستفقتُ أكتشفت الخراب الكبير الذي ابتلع جميع احلامي قبل أن تورق وتؤتي
أٌكٍلها.وشعرت بالندم والحيره هل أكون قد ساهمت في صناعة وحش الفساد
والسطحيه والجهل؟أم ركبت على متن رحله خياليه حالمه تستغل سرد أحداث
التاريخ ولاتتقصى تاريخ الفتره التي شهدت مسار الرحله الواقعيه؟أم أني
أقفلت الباب امام أفاق التغيير والتطور وتقديم بدائل للفساد الغالب
بتقمصي بشعار التغيير بقصد أو غير قصد؟أم أكون المخدوع بمشاريع المنظرين
الفوق واقعيه؟ المأمل في زمن سيادة اليأس وأنعدام الحقيقه وقلة الصادقيين
وكثرة الماديين.
فأين الحصى من نجوم السماء وأين النظريات من الواقع والتطبيق .ما أكثر من
فكّر ونظّر وماأقل من طبّق .إن منصته تكاد أن تنهار ومسرحه يريد أن يتحطم
شاء ذلك أم أبى هذا قانون حياه لمن لايقول الحقيقه ولايقبل نقد المحب
الصريح ويحب العاجله ويستبد برأيه ويصعد من فوق أكتاف الأخرين ويضيع جهود
المجتهديين بنرجسيه وفرديه( صداميه).
رغم كل هذا لم أفتقد الأمل فيه وفي العثور على طرق تقودإلى بناء حياة
أفضل وتدل على معالم وبشارات برفقة أصدقاء صادقيين, ذوي نفوس عامره,
وأخلاق حميده, لاتجر الندم ولاتُتبعٍُ بالسقم
التعليقات (0)