لرياض ـ وكالات: نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية امس الاربعاء تقريرا كتبه باتريك كوبرن بعنوان الشرطة السعودية تفتح النار على المدنيين مع تصاعد الاحتجاجات.
ويقول كوبرن ان الاندبندنت حصلت على تفاصيل الاحداث التي اعلنت وزارة الداخلية السعودية انها اسفرت عن اصابة 11 من رجال الامن و3 مدنيين.
وتقول المعارضة السعودية ان 244 رجلا وثلاث نساء اصيبوا ليل الاثنين ونقلوا الى مستشفى القطيف في شرق السعودية. وحسب تقرير الاندبندنت بدأت الاحداث يوم الاحد عندما اعتقلت قوات الامن السعودية رجلا كبير السن لاجبار ابنه، الناشط السياسي، على تسليم نفسه.
ويقول احمد الرياح المتحدث باسم جمعية التنمية والتغيير ان اغلب المصابين نتيجة اطلاق قوات الامن الننيران على المتظاهرين الغاضبين من اعتقال الرجل في بلدة العوامية ذات الاغلبية الشيعية.
ويقول كوبرن ان الرياح غادر السعودية الى بيروت ليمكنه التحدث بحرية.
ويشير التقرير الى ان التوتر في المنطقة الشرقية، التي يقطنها الشيعة الشعوديون في الاغلب، يعود الى اذار (مارس) الماضي.
ويشكو الشيعة في السعودية من التمييز ضدهم، ورغم انهم يعيشون في المنطقة التي تضم اكبر مصادر النفط السعودية الا انهم اقل حظا اقتصاديا.
وتقول الاندبندنت ان الشيعة في السعودية يشعرون بالغضب منذ احتجاجات البحرين التي قمعتها العائلة الحاكمة هناك وهي سنية بينما غالبية سكان البرحين من الشيعة.
ويقول باتريك كوبرن ان بيان الداخلية الذي اتهم دولة اجنبية باثارة عدم الاستقرار في البلاد يقصد ايران، مشيرا الى ان حكام السعودية غالبا ما يتهمون ايران بدون دليل.
ويضيف ان الولايات النمتحدة تشعر بقلق متزايد من احتمال انتقال الاحتجاجتات الشعبية في المنطقة الى السعودية، اكبر مصدر للنفط في اوبك.
وينقل التقرير عن المعارض السعودي الموجود في بريطانيا حمزة الحسن قوله ان الاحتجاجات بدأت مع القبض على رجلين، احدهما مصاب بامراض القلب، وعندما حاول الناس في العوامية الذهاب الى مركز الشرطة للتحدث مع المسؤولين اطلقت قوات الامن النار عليهم فخرج متظاهرون ليقذفوا الشرطة بالحجارة.
واعرب الحسن عن توقعاته بتصاعد الاحتجاجات بسبب الظلم الواقع على سكان المنطقة الشرقية مضيفا ان الناس هناك لديهم الكثير من السلاح الذي جلبوه من العراق واليمن، ويخشى ان يستخدموه ضد السلطات اذا ظل الافق السياسي مسدودا.
من جانبه دعا امام بلدة العوامية الشيعية السعودية التي شهدت اعمال عنف بين محتجين وقوى الامن، الى عدم استخدام السلاح بل زئير الكلمة في وجه السلطات بينما اوضح مسؤول امني رفيع ان التغرير قد يصيب اي فئة او منطقة اخرى.
وقال رجل الدين نمر النمر خلال خطبة القاها في مسجد الحسين في البلدة مساء الثلاثاء ونشرتها مواقع الكترونية الاربعاء ان المنهج العام لحراكنا في مقارعة الظلم والسلطات الظالمة يعتمد على زئير الكلمة ومنهج السلطات يعتمد على ازيز الرصاص والترهيب والتنكيل والقتل والسجن.
واوقعت مواجهات في العوامية مساء الاثنين 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة في حين اتهمت وزارة الداخلية ايران دون ذكرها بالاسم بالتحريض على العنف، داعية المحتجين الى تحديد ولائهم اما للمملكة او لتلك الدولة ومرجعيتها.
وشدد على ان سلاح الكلمة اقوى من الرصاص، لان السلطات ستربح في معركة السلاح.
واوضح في هذا السياق اما ان نقاوم ازيز الرصاص بازيز الرصاص وبالتالي سننغلب لان السلطة اقوى منا بما لا يقارن بازيز الرصاص فنحن مغلوبون حينما نواجه السلطة بسلاحها. هذا خيار وهو يؤدي إلى الفشل.
واضاف ان الخيار الاخر هو ان السلطة تواجهنا بزئير الكلمة وهي اضعف منا في ذلك ولا يمكن ان تتحمل زئير كلمتنا ولو واجهتنا بزئير الكلمة سننتصر لاننا اقوى منها مع فارق كبير في قدرتها وقدرتنا في زئير الكلمة.
واتهم النمر السلطة باستفزاز الناس، لذلك نحن موقفنا ليس مع رد الرصاص بالرصاص لكن ليس مع ادانة هؤلاء وفتح الباب امام السلطة لاعتقالهم والتنكيل بهم هذا غير مقبول ايضا.
وتعد العوامية من المناطق المتشددة التي تخالف التيار الرئيسي للشيعة السعوديين.
وفي هذا السياق، دعا النمر المطالب بحقة الى الا يلزم الاخرين حين لا يقفون معه بوسيلته (...) انت ترى وسيلة التظاهر و غيرك لا يراها فليس لك الحق ان تلزم الاخرين بمنهجك.
واكد ان التظاهرات ليست واجبة فليس لك حق اساسا بالزامك فانت تعتدي على حق غيرك وتصادر حقه عندما تلزمه.
وتابع ان الكلام ليس فقط للتظاهرات فهي وسيلة من الوسائل (...) هذه الروح هي القوة التي نملكها وننتصر بها لذلك هذا هو منهجنا فمن يريد ان ينتهج منهجا اخر فنحن لا نستطيع ان نلزمه بمنهجنا.
في غضون ذلك، قال مسؤول امني رفيع ردا على استفسار لفرانس برس ارفض نظرية نحن وهم، فمن قام باعمال الشغب سعوديون ابناء البلد فالتغرير الذي اصابهم قد يصيب اي منطقة او فئة اخرى.
واضاف رافضا ذكر اسمه ليس لما حدث اي ارتباط مباشر بالطائفية (...) انظروا الى القاعدة كمثال فهم سعوديون استخدموا العنف ضد وطنهم ايضا.
التعليقات (0)